الأرشيفوقفة عز

عالم يكيل بمكيالين – نضال حمد

سأحدثكم عن فلسطين وعن إنحياز الغرب وأوروبا الى جانب الاحتلال الصهيوني. عن وجهين غربيين بشعين وعن سياسة الكيل بمكيالين وعن الالتزام الغربي الشامل بجماية ورعاية الاحتلال “الاسرائيلي” في فلسطين المحتلة. كل من ينفي ذلك أو يقول غير ذلك من حكام أوروبا والغرب هو كاذب ومخادع ومنافق. فقد أظهرت الحرب في أوكرانيا أن العالم محكوم من قبل مافيا دولية تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، تلك المافيا هي جميع الدول الغربية والشرقية التي قبلت أن تكون ذيلاً للكلب الأمريكي وخادماً لرعاة البقر في الامبرطورية الأمريكية التي لا يميز رئيسها “بايدن” بين الشعب الايراني والشعب الأوكراني. فقد ارتكب غلطة جسيمة يوم أمس في خطابه عندما قال: (بوتين قد يطوق كييڤ بالدبابات، لكنه لن يكسب قلوب وأرواح الشعب “الإيراني”).  أذكر أن المعتوه الرئيس الأمريكي الأسبق جورد بوش الإبن المسؤول عن حملة الابادة والدمار والموت في العراق حيث قتل 2 مليون عراقي وأعيد العراق الى العصر الحجري، بفضل همجية الولايات المتحدة الأمريكية وكل ما شارك معها في غزو واحتلال العراق بدون موافقة دولية أو قرار من مجلس الأمن الدولي، فالروس يومها استخدموا حق النقض الفيتو ضد العدوان. هذا المعتوه بوش قال في حديثه عن الشعب في اليونان أن سكان اليونان هم “اليواننة”… هكذا أغبياء وجهلة يحكمون الولايات المتحدة وكذلك العالم.

لمزيد من الإضاءة على الكراهية الأمريكية للفلسطينيين والعداء لقضيتهم والانحياز الشامل الى جانب الصهاينة المحتلين، أقدم لكم مثالاً أمريكياً آخراً عن روبرت فورد وما جاء في مقالة له أمس الجمعة 4 آذار 2022 بعنوان: “لا تنسَ الأزمة الانسانية في الشرق الأوسط”…. وهو السفير الأميركي السابق لدى سوريا والجزائر والباحث في معهد الشرق الأوسط بواشنطن. تحدث عن كل اللاجئين في الشرق الأوسط، ما عدا اللاجئين الفلسطينيين، الذين يعانون منذ ٧٤ عاما من اللجوء والتشرد واحتلال “اسرائيل” لوطنهم بدعم مباشر وسخيّ من الادارات الأمريكية والحكومات الغربية. هذا يقودنا الى تعزيز قناعة قديمة راسخة لدى بعضنا فقط بأنه يتوجب على الفلسطينيين والعرب أن يعرفوا أن لا شيء يمكنه مساعدتهم سوى وحدتهم وقوتهم وتنظيف بيتهم الكبير من عملاء أمريكا و”اسرائيل”.

 فكما قال الشاعر العربي العظيم أبو الطيب المتنبي:

.”لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم”

منذ 75 عاماً والصهاينة يرتكبون المذابح والمجازر ويخالفون كل القوانين الدولية ولا يحترمون حقوق الانسان ولا السكان تحت الاحتلال. يدمرون ويقتلون ويبيدون عائلات كاملة ويدمرون أحياء كاملة ويسوونها بالأرض كما حصل في مخيم جنين في الانتفاضة الثانية، وفي غزة خلال ال 15 سنة الأخيرة، وفي لبنان أيضاً على مدار عشرات السنين. يقصفون سوريا يوميا وبلا محاسبة لا من الغرب ولا من روسيا والشرق. روسيا التي تنتشر قواتها في سوريا وتلتزم رسمياً بحمايتها لكنها تمتنع عن صد الغارات الصهيونية اليومية. إسألوا القيادة الروسية لماذا؟.

الصهاينة يقيمون المستعمرات ويجلبون يهود العالم لسرقة أراضي الفلسطينيين والاستيطان فيها، يقتلون الأطفال والنساء والعجزة والفتية والشباب والصبايا والأبرياء. يزجون بآلاف الفلسطينيين في السجون ومنهم مئات الأطفال. لا أحد يكترث أو يلتفت لذلك. كلهم يعلمون ويعرفون ولديهم تقارير من سفاراتهم ومخابراتهم ومن مؤسسات ومراكز ومنظمات دولية بأن “اسرائيل” دولة إرهابية وعنصرية وعدوانية واستعمارية، تمارس الإرهاب برعاية أميركية وبحماية أوروبية.

في العشرين سنة الأخيرة قتل وجرح الاحتلال الصهيوني آلاف من الفلسطينيين ففي قطاع غزة المحاصر قتل الصهاينة وجرح عشرات آلاف الفلسطينيين خلال تلك الاعتداءات والغزوات. أحدثها عدوان أيار – مايو سنة 2021. حيث قتلت وجرحت آلاف الفلسطينيين بينهم مئات الأطفال.  

على مدار السنوات الخمسين الماضية رفعت دعاوى وقدمت قضايا ضد جنرالات وقادة دولة الاحتلال “الاسرائيلي” وضد “اسرائيل”. في أعقاب كل دعوة  كانت الدول الأوروبية التي تقام فيها الدعاوى أو إجراءات المحكمة وقبول الدعوة تقوم بتغيير قوانينها ومن ثم ترفض القضية. خدمة للصهاينة ولتجنب محاسبتهم وجلبهم للعدالة الدولية كمجرمي حرب.

رفض الأوروبيون والغربيون إدانة “اسرائيل” على جرائمها والمجازر التي ارتكبتها في فلسطين المحتلة وفي لبنان. حتى أن دولاً مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا رفضت إدانة قيام “اسرائيل” بقتل مواطنيها عن عمد مثل الفتاة الأمريكية راشيل كوريه وعائلة الكيلاني الألمانية والخ. عوضاً عن ذلك فإن الولايات المتحدة وألمانيا بالذات تعتبران أهم خزانين عالميين لتزويد “اسرائيل” بكل وسائل الدمار والقتل وبالمال أيضاً. فيما بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وألمانيا ودول حلف الناتو والإتحاد الاوروبي وأحدثها دول شرق أوروبا جاهزون دائما بالفيتو وبغير الفيتو لحمايتها ومنع محاسبتها دولياً.

هؤلاء أنفسهم وبشكل جماعي لم يسبق له مثيل فعلوا لأوكرانيا في اإسبوع واحد فقط ما عجز العالم عن فعله لفلسطين في 75 عاماً. أيها المنحازون الى جانب الارهاب الصهيوني عليكم اللعنة فمن يقف مع المجرمين هو مجرم مثلهم.

أما أنت يا فلسطين فلك الله ولك شعبك ونضال شبابك وفتياتك وبنادق ثوارك الذين لا بد سيهزمون الاحتلال الصهيوني ومن خلفه الولايات المتحدة الأمريكية ومافياتها في العالم كله.

نضال حمد: السبت في الخامس من آذار – مارس 2022