الجاليات والشتات

عرب النرويج جمعتهم الثقافة رغم اختلاف رؤاهم السياسية – جمال الدين بن العربي


   أوسلو 23 مارس 2015/ومع/ “جمعتنا الثقافة رغم اختلاف رؤانا السياسية”، بهذه العبارة لخص الكاتب الفلسطيني نضال حمد، شعوره الدافئ بالأمسية الشعرية والفنية التي احتضنتها مؤخرا العاصمة النرويجية أوسلو.

  فقد عبر هذا الكاتب الفلسطيني المقيم بالنرويج، والذي كرس جهده لنشر الثقافة العربية في هذا البلد الاسكندنافي، عن كون اللقاء الشعري والفني العربي موطن جديد لالتقاء الثقافة العربية الممزوجة بحب هذه البقعة من العالم.

  وأبرز الكاتب نضال حمد، الذي يرأس منذ أبريل 2004 الجالية الفلسطينية في النرويج، أن الثقافة والشعر على الخصوص تحيي الأفق العربي وتعمل على جعل العرب، وخاصة في المهجر، مهما اختلفت رؤاهم، يلتقون حول الكلمة الموزونة والإبداع المشترك.

    وأشاد بمبادرة تنظيم جمعية “موزاييك” وموقع الصفصاف الإلكتروني، بدعم من بلدية أوسلو، أمسية ثقافية وفنية عربية شارك فيها مثقفون عرب ومغاربة ونرويجيين، بحضور جمهور متعطش للثقافة والفن.
    وقد التقط الفنان التشكيلي المغربي ادريس بوينيان رسالة نضال حمد ليؤكد من جهته احتضانه المعرفي والفني للشعر الفلسطيني ليلقي بصوته الشجي قصيدة عن القدس للشاعر الفلسطيني المشهور تميم البرغوثي.
    وأراد الفنان ادريس بوينيان بإلقائه لقصيدة القدس المشهورة لتميم البرغوثي التأكيد على مركزية القضايا القومية العربية في الوحدة بين شعوب المنطقة ولو اختلفوا في العديد من الآراء، خاصة أن هذه القصيدة تعتبر من أحسن ما قيل شعريا عن المدينة المقدسة والالتفاف العربي حولها.
   واختار الفنان المغربي بوينيان، المقيم في النرويج، هذه القصيدة لأنها بنظره جزء من بنيان عربي مستقبلي وهي التي يختمها صاحبها بمخاطبة العربي بأنه لا يرى في القدس سواه.

  الشاعر السوري براء العويس، ألقى قصائد من إنتاجه أرجعت مخيلة الحاضرين إلى زمن القصيدة الموزونة التي عرف بها الشعر العربي القديم، لكن هذه المرة بوصف معاصر لكينونات عربية عايشت نكبات وأفراح في بلده سورية وغيرها.

  وألقى العويس، وهو طبيب بالنرويج، الذي نال إعجاب الحاضرين بصوته الجهوري وبقافية أبياته التي جعلته ينتزع تصفيق الجمهور سواء العربي أو النرويجي، مختارات من قصائده العديدة والمتنوعة المرتبطة بمراتب ذكرياته في بلده الجريح التي استعاد جزءا منها في أمسية الجالية العربية بالنرويج.

  الكاتبة المغربية المقيمة بالنرويج زكية خيرهم، سارت على مسار آخر حينما سردت قصة عميقة الدلالة على العيش العربي في أرض النرويج بوصفها لحادث وقع في حي معروف في العاصمة أوسلو باحتضانه للمهاجرين العرب.
 
  وقالت زكية إن هذه اللقاءات الثقافية تحيي النفس الإبداعي للشعراء والفنانين المقيمين في النرويج الذين لا يجدون فرصا متاحة للتعبير عن همومهم الثقافية في زحمة الانشغالات المهنية وقسوة المناخ السائد في البلاد.
 
  وقد عبر العديد من المشاركين في هذه الأمسية الشعرية والفنية العربية عن الأمل في تكرار مثل هذه التجربة التي تجمع المواطنين العرب في مائدة فكرية وثقافية تجعلهم يحيون العمق الفكري المشترك.
 
  وأبرز عبد العالي بو عبد الله رئيس جمعية “موزاييك”، في كلمة بالمناسبة، أن هذه الأمسية فرصة سانحة للحوار العربي-العربي، ومؤسسة للقاءات لها طابع إحياء التراث الشعري وتشجيع الإبداع العربي في المنطقة الاسكندنافية.
 
  وأكد بو عبد الله أن هذه الأمسية، التي احتضنتها مكتبة “ديشمانسك” الشهيرة في العاصمة النرويجية، تهدف على الخصوص إلى التعريف أكثر بالفن والأدب العربي في صفوف المواطنين النرويجيين.
 
  واعتبر بو عبد الله، وهو موسيقي مغربي مقيم في هذا البلد الاسكندنافي، أن الأمسية بمثابة تعبير عن الأخوة بين العرب المقيمين بالنرويج ورسالة ود إلى النرويجيين الذين يريدون التعرف على ثقافات الجاليات وعلامة على اندماجهم الإيجابي.
 
  وتضمن برنامج هذه الأمسية قراءات شعرية وسردية للشاعر النرويجي هوكون مارسيلو ، وكذا الشاعر والفنان الهندي جون ديتا، إضافة إلى تقديم معزوفات موسيقية لفنانين عرب ومغاربة.
 
   ويهدف هذا اللقاء، حسب المنظمين، منح الفرصة للمبدعين العرب لتقديم إنتاجاتهم الأدبية في مختلف المجالات للجمهور النرويجي الذي بدأ في السنوات الأخيرة ينفتح على الآفاق الإبداعية القادمة من المنطقة العربية.
عرب النرويج جمعتهم الثقافة رغم اختلاف رؤاهم السياسية
 

   (من المراسل الدائم للوكالة بأوسلو : جمال الدين بن العربي)

* صحفي مغربي

اترك تعليقاً