الأرشيفالجاليات والشتات

علم فلسطين وذهول شخص “اسرائيلي” مر بقربه في كراكوف البولندية:

أول أمس كنت أجلس في مقهى “كارملو” وهو من المقاهي التي أحبها في مدينة كراكوف البولندية. كما كنت وضعت علم فلسطيني صغير أحمله بشكل دائم في حلي وترحالي وفي سيري وتجوالي، في مزهرية ورود كانت أمامي على الطاولة. فأخذ الهواء يتلاعب به وكان يتطاير في كل الاتجاهات بشكل ملفت للمارة. حتى أنا أعجبت بسحر المشهد فقمت بالتقاط الصور والتسجيلات السريعة والقصيرة.

في المقهى كنت انتظر بعض الأصدقاء والصديقات من المشاركين وغير المشاركات في مهرجان الفيلم العالمي بكراكوف حيث أتواجد منذ أيام وذلك في أعقاب وصولي الى هنا قادماً من أوسلو عاصمة “سلام الشجعان” أو عاصمة “النكبة الفلسطينية الثانية”. وبين بولندا والنرويج تكمن نكبتين لشعبنا الأولى سببها صهاينة يهود بولندا والغرب الذين احتلوا فلسطين وأسسوا “اسرائيل” سنة 1948 والثانية سببها صهاينة سلام أوسلو الذين ثبتوا ذلك بعد توقيع اتفاقية اوسلو الاستسلامية مع قيادة فلسطينية انحرفت واستسلمت سنة 1993.

اثناء قيامي بتصوير مشهد فيديو للعلم الفلسطيني وهو يرفرف رأيت شخصاً يتجه نحوي فعرفت تلقائياً ونتيجة التجربة أنه صهيوني “اسرائيلي” أو يهودي بولندي صهيوني. على كل حال لا فرق بينهما في شيء فكلهم صهاينة وأعداء لشعبنا ولأمتنا ولقضيتنا. فالصهيوني صهيوني ومجرم وعنصري واستعلائي وفاشي سواء حمل الجنسية البولندية أو الأمريكية أو النرويجية أو “الاسرائيلية” أو حتى العربية والفلسطينية.

نفس الرجل توجه نحوي وربما يظهر ذلك في شريط الفيديو القصير الذي كنت أقوم بتسجيله، كان يؤشر بأصبعه نحو العلم الفلسطيني، ويقول لي “اسرائيل… اسرائيل…”.. كان مذهولاً ومتفاجئاً من وجود علم فلسطين في كراكوف، ربما اعتقد أن بولندا خالية من أعلامنا وحتى من أصدقائنا… قلت له بشكل مباشر مادمت تعرف “اسرائيل” يعني أنت تعرف ما هذا العلم، فلماذا تتذاكى وتتفذلك؟… هل أنت “اسرائيلي”؟ .. الحديث لغاية تلك اللحظة كان باللغة الانجليزية .. أجابني لا بل أنه بولندي وطبعا جوابه لم يقنعني وأنا لغاية اللحظة متأكد أنه كان يهوديا صهيونيا بولنديا ويحمل الجنسية “الاسرائيلية” إسوة بملايين اليهود الصهاينة الأوروبيين ومنهم البولنديين… قلت له إذن دعنا نتحدث بالبولندية ..

أنت تعرف أن هذا علم فلسطين وتتظاهر بأنك لا تعرفه وهذه عادة غبية يهودية صهيونية و”اسرائيلية” أصبحت أعرفها وحافظها من خلال ٤٠ سنة حياة وعيش في أوروبا…. أنتم تكرهون هذا العلم لكنه راية فلسطين التي سترفرف فوق إسوار القدس عاصمة فلسطين العربية الحرة.

بعد سماع كلماتي تلك تركني ودخل المقهى بينما بقيت أنا في الخارج. بعد قليل وصلت الفنانة البولندية دومينيكا روجانسكا وهي صديقة شعب فلسطين فحدثتها عنه. عندما دخلت لطلب فنجان قهوة رأته جالساً مع سيدة تبدو أيضاً صهيونية. خلال جلوسنا على الرصيف خرج بصحبة السيدة ولم ينظر نحوي، تصرفه هذا أكد اعتقادي بصهيونيته… تصرفه أكد صحة تحليلي وأنه صهيوني لأن البولنديين من عادتهم أن يطرحوا السلام عند وصولهم وأن يودعوا عند خروجهم. وهذا ما لم يفعله ذاك الصهيوني المذكور.

بعد قصتي معه عشت قصة أخرى مع يهودي بولندي “اسرائيلي” صهيوني آخر أفكاره مثل أفكار بن غفير. سأحدثكم عنه في الحلقة القادمة.

نضال حمد

3-6-2023

موقع الصفصاف – وقفة عز