بساط الريح

عن (بيان) مرتزقة عزمي..ومعارضة ( الرياض)..الخ! – رشاد أبوشاور

 

ليست المرّة الأولى التي أتوجه فيها إلى دمشق، على امتداد الخمسة أعوام التي شنّت فيها الحرب على سورية، والتي ما زالت فصولها متواصلة، والتي تتساقط فيها قذائف مدافع جهنم مع صيحات ( الله أكبر) على رؤوس السوريين، مع دوي تفجير المساجد والكنائس والبيوت، وأكل القلوب والأكباد، وهتك الأعراض، وتشريد الألوف، وذبح سورية بشعارات ( الخلافة) و( دول الإسلام)، التي يرفع بيارقها السوداء قتلة من كلل الملل والنحل والبلدان،  بما فيهم الوافدون من أوربة ( الديمقراطية) ، وعبورهم من الحدود التركية السورية برعاية حزب العدالة والتنمية ( الإخوان التركي) الأردوغاني…

إذا كنت قد توجهت إلى دمشق مع زميلي : وليد أبوبكر الروائي والناقد، ومراد السوداني الشاعر، فإنني قد توجهت من قبل إلى دمشق تلبية لدعوة من الجاليات الفلسطينية، وللمشاركة في ندوة عن الأدب المقاوم _ وهذه الندوة ما كان لها أن تعقد في السعودية ، وقطر!!_ اللتين باتتا موئلين للمعارضين  الخُلّب، والمثقفين المرتزقة من ساقطي اليسار والقوميين…

مهمة نبيلة وضعت هدفا منذ وقت غير قصير: فك الارتباط والاختلاط بين الكتاب والصحفيين في الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين، ليكونا اتحادين مستقلين فاعلين…

حضر الأخوان من رام الله، وليد ومراد، ورافقتهما من عمان، وفي دمشق التقينا مع أخوتنا الصامدين هناك، واستأنفنا معهم إتمام عملية فصل الاتحاد…

أمّا أن نلتقي بالسيدة الدكتورة نجاح العطار_ وهذا رأيي الشخصي_ نائب الرئيس السوري الدكتور بشّار الأسد، فنحن نلتقي بشخصية مثقفة عربية الانتماء، فلسطينية الهم، وهذا مشهود لها، وهي ليست بحاجة لشهادة من أحد…

نحن لم نلتق بشخصيات ( يهودية صهيونية في دمشق)!..نحن التقينا بشخصيات ثقافية عربية منتمية، تحب وطنها، وتدافع عن وحدة أرضها، وتتصدى للإرهاب والتكفير، وترفض التطبيع مع العدو، ولا تجلس مع الصهاينة…

من الذين تطاولوا علينا، ووصل ببعضهم أن يطالبوا ( بقتلنا)؟!

هم من مرتزقة عزمي بشارة، سواء في الأردن، أو فلسطين، أو في لندن..ومن كتبة جريدة ( العربي الجديد) وفضائية ( العربي الجديد).. أهذه هي أخلاق وثقافة العربي الجديد يا عزمي القطري؟!_ ومن جماعة التطبيع في رام الله، الذين يتفرجون على أرضنا وهي تنهب من المستوطنين ولا يغضبون، وعلى شاباتنا وشبابنا وهم يتقدمون إلى الميادين ويشتبكون بسكاكين المطابخ ، يحركهم الغضب لدم شعبهم، وأرضهم، وقدسهم…

هل رأيتم أحدا منهم يتحرك مع شعبنا في الشوارع؟

أم تراهم مشغولون باسترضاء منظمات الأنجزة ngoz وتسخير جهودهم لخدمة أغراضها؟!

ماذا يعرف هؤلاء عن مخيم اليرموك ؟!

من الذين سهّلوا احتلال مخيم اليرموك؟

عناصر حماس، الذين حملوا اسم ( أكناف بيت المقدس) ،ومعهم مجموعات منفلتة متساقطة من فتح ، وانتهازية فصائل عرفت دائما بانتهازيتها، لأنها توقعت أن تنتصر ما تسمى ( بالمعارضة) ..التي باتت معارضة ( الرياض)، والتي لا حول لها ولا قوة، لأن كل قوى الشر على الأرض هي للمجموعات الممولة والمسلحة سعوديا، قطريا، تركيا..والمدعومة صهيونيا، من الكيان الصهيوني..ألم يبلغ آذانكم أن جرحاهم يتعالجون في الكيان الصهيوني، وأن بعض قيادات المعارضة تزور الكيان الصهيوني ، وتبدي الاستعداد للتنازل عن ( الجولان) مقابل ( تخليصهم) من نظام الحكم في سورية..ناهيك عن التخلّي عن القضية الفلسطينية؟!!

تتحدثون عن حلب..فماذا تعرفون عن حلب؟!

نحن تواصلنا مع كتابنا في حلب، وكنا نسمع أصواتهم وهي تختلط بالقصف الإرهابي المجرم..وانفجارات قذائف الغاز التي تهدم البيوت على رؤوس ساكنيها، وتمزق أجساد الحلبيين.. وأنتم تشتمون وتردحون موظفين أصواتكم المشؤومة لخدمة مخططات أعداء سورية، وفلسطين، وملايين العرب المؤمنين بحقهم في الحياة الكريمة الحرّة…

لعلها مناسبة أن أحيي أبطال لواء القدس المدافع عن حلب، والذي يقوده المهندس الفلسطيني محمد السعيد، والذي يضم مقاتلين فلسطينيين، وسوريين، وأرمن…

ترتفع أصواتكم مطالبة بسحب الشرعية عن أعضاء الوفد الذي توجه إلى دمشق!

عجبي: عن أية شرعية تتحدثون؟

نحن لم نبلغ ما بلغنا بأصواتكم، لأنها لا تلزمنا، فأنتم تذكرونني شخصيا برواية ( النفوس الميتة) لجوجول..أنتم لستم أصواتا، أنتم شهود زور في محكمة ملفقة أمام قضاة مباعي الضمائر..ومرجعكم عزمي بشارة وشيخه القرضاوي.

يا لوحدة المرتزقة والأتباع !..المفكر ( العربي) وشيخ الارتزاق وفتاوى الفتنة والقتل!

أغلبيتكم ليسوا أعضاء في الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين، ولذا أحسب أن مراد السوداني رئيس الاتحاد ليس حريصا على ( الفوز) بأصواتكم، ووليد أبو بكر لم يحقق حضوره الروائي والنقدي بأصواتكم…

جوقة من النكرات تنّق في عدّة أمكنة ، يحركها ( مايسترو) الشذوذ الفكري والنفسي والأخلاقي، ترعاهم صحيفة رئيس تحريرها دوره ( السري) المفضوح تكريس( أوسلو)، ونشر ( ثقافة) الاستسلام، هو الذي يتحرّك في الظلام، ظنا منه بأنه قادر على إخفاء دوره، مكتفيا بتحريك مرتزقته لتشويه وجه ثقافتنا المقاومة..ثقافة عروبة فلسطين الكاملة غير المنقوصة من نهرها لبحرها.

أهي صدفة أن تلتقي أصوات جماعة حماس في غزة ، مع مرتزقة عزمي قطر، مع المتنعمين بالأنجزة وبركات الاحتلال؟!

هؤلاء النكرات يحسبون أنهم ( نالوا) منّا ببيانهم التافه، وبتواقيعهم البذيئة المبتذلة التي تمنحهم شيئا من الشهرة..وهم لم يستحقوا أكثر من تساؤل أبناء وبنات شعبنا: من هؤلاء الذين تطاولوا عليكم، ومن أين هم، فشعبنا لا يعرفهم؟!

هم، ومن شجعوهم، من لم يسفروا عن ملامح وجوههم وهوياتهم وخلفياتهم، ليسوا شيئا، فهم عملوا دائما خدما،  وسير حياتهم لا تشرف أحدا من ذويهم، وينكرهم كل من عرفهم، ويتنصل منهم.

نذهب إلى دمشق، لا إلى السعودية، وقطر، وتركيا..ونتشرّف برضى ومحبة شعبنا، ونفخر بحضورنا في الحركة الثقافية العربية، ولا نحترم العدميين والمرتزقة..وسنلتقي دائما بكتابنا، وأدبائنا، على كل أرض عربية حُرّة، تؤمن بعروبة فلسطين، وترفض التطبيع مع الكيان الصهيوني…

اترك تعليقاً