الأرشيفوقفة عز

عن فوزي يونس ونضال حمد – إعداد موقع الصفصاف

الأخ والصديق إبن البلد فوزي يونس

في هذه اللحظات وأنا أبحث بين ملفاتي وكتاباتي عن عين الحلوة ورحلة ما بعد الغزو سنة 1982 وما بعد المخيم ومواسم الهجرة الى الغرب والشمال، عثرت على هذه الكلمات التي كنت كتبتها قبل سنوات عن أخي وصديقي الصفصافي، العزيز فوزي يونس.

بالمناسبة فإن عائلة حمد وعائلة يونس عائلتان متصارهتين يعني بطبيعة الحال أخوال.. وكانت ستنا وشيختنا وزجالتنا الحاجة شيخة العبدالله من أوائل الحمداويات اللواتي تزوجن من آل يونس في فلسطين قبل النكبة وربما كان هناك من سبقها لكني لا أعرف ذلك. تزوجت من المرحوم أبو حميد يونس … كما هناك غيرها من الشيخات والحجات نسوة عائلتنا اللواتي تزوجن من رجال من آل يونس. وهناك رجال من آل حمد تزوجوا بالمقابل من نسوة من آل يونس. وفوزي ابن البلد والمخيم ورفيق الحياة في المنفى الشرقي من اوروبا هو بطل حكاتي هذه حيث كنت كتبت عنه في العاشر من شهر أيار – مايو سنة 2015 هذه الكلمات:

جمعتني مع أخي وابن بلدتي الصفصاف فوزي يونس أخوة وصداقة على مدار سنوات عديدة في بولندا ومازلنا صديقين حتى يومنا هذا. ففوزي (أبو الفوز) نعم الأخ والصديق.

 أول مرة بعد الغزو الصهيوني للبنان سنة 1982 التقيت بها مع أخي فوزي كانت في بولونيا التي نسميها أيضاً بولندا فيما سكانها يطلقون عليها اسم :بولسكا”… بالضبط حصل اللقاء في مثل هذه الأيام من سنة 1984، حيث زارني أبو الفوز على رأس وفد من اتحاد طلبة فلسطين في بولونيا، وذلك بعد خضوعي لعلميتين جراحيتين في مستشفى “كونستانشين” قرب العاصمة وارسو، لعلاج جراحي التي حملتها معي من مخيمي صبرا وشاتيلا في لبنان الى اوروبا للعلاج.. ووارسو التي لها اسم آخر هو “فرصوفيا” المأخوذ من اسمها البولندي “فرشافا” كانت مقراً لحلف وارسو التابع للاتحاد السوفيتي والذي كان يقف ضد حلف الناتو المعروف أيضا بإسم حلف الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية. ورئيسه الآن هو النرويجي ينس ستلتنبيرغ الذين كان رئيسا لوزراء النرويج وكانت تجمعني به قبل الناتو معرفة جيدة.

جاء فوزي ورفاقه متكبدين السفر من مدن مختلفة، فقد تكبد هو ورفاقه وإخوته مشاق السفر بين المدن وفي القطارات لأجل عيادتي وزيارتي ومؤازرتي ورفع معنوياتي، مع أنها كانت مرتفعة والحمدلله طوال العمر بقيت مرتفعة.

كان اللقاء مع فوزي والشباب جميلاً وسعدت بهم كثيراً لأنه لم يكن هناك من يتحدث معهم الانسان سوى طبيب عراقي اسمه علي وكان شيوعياً عراقياً، بالإضافة لجرحى فلسطينيين تعرفت عليهم في أوقات مختلفة. أما الطبيب علي فقد كان عراقياً بقلبٍ فلسطينيٍ وساعدني “من قلب ورب” مثلما نقول بلغة المخيمات.

بعد زيارة فوزي واخوته جاء أيضاً لزيارتي الدكتور الراحل علي بدر صديقي وصديق فوزي يونس، وكان أيضا على رأس وفد من طلبة جبهة التحرير الفلسطينية في بولندا. حضروا من مدن مختلفة ومتباعدة جغرافياً. في ذلك الوقت لم تكن بحاجة لمعرفة مسبقة مع أي فلسطيني يدرس هناك وبغض النظر عن انتمائه السياسي والحزبي حتى يسرع لزيارتك وتحيتك كفدائي جريح… وبالنسبة له أنت بطل وأسطورة.

فيما بعد تعززت العلاقة فيما بيننا أنا وفوزي وعلي وآخرين.. وتعرفت يومها على الصديق والرفيق رمزي عباس من مخيم عين الحلوة ومن بلدة حطين، الذي كان في مدينة “وودج” أو “لودز” البولندية.  حيث كان يسكن ويدرس وحيث يوجد معهد اللغة البولندية للأجانب. بعد فترة من المكوث في مدينة لودز غادرتها الى مدينة فروتسلاف حيث الأخ والرفيق والصديق جمال أحمد من بلدة البصة ومن مخيم برج البراجنة، والذي كان يدرس هناك، فهوالذي جاء لزيارتي في المستشفى برفقة المرحوم الدكتور علي خالد بدر.

فيما بعد انتقل فوزي بدوره ليعيش في مدينة فروتسلاف البولندية وهناك كنا نلتقي كثيراً. لا أنسى يوم زارني في أحد أيام شتاء 1989 هو ووالدته الحجة أم فوزي في غرفتي بالسكن الجامعي وكنت يومها مريضاً بنزلة صدرية.

(اليوم في التاسع من شباط – فبراير 2022 وأنا اقوم بتعديل هذه القصة أجلس منذ أيام محجوراً بسبب اصابتي بفيروس كورونا… لذا أتذكر يوم زيارته لي برفقة والدته الحاجة ندى- أم فوزي التي كانت في زيارة له في ذلك الوقت. كنت أعاني بشدة لكن اليوم معاناتي أقل مع أنها معاناة مع كوفيد19).

كما لا يمكن لي أن أنسى تزويد فوزي لي بما لذ وطاب من لحوم كان يذبحها على الطريقة الإسلامية ويومها كان يعز اللحم الحلال في بولندا… وكنت يومها مازلت آكل اللحوم وهذا قبل أن أوقفت أكلها إلا فيما نذر.

تحية للأخ فوزي إبن البلد ورفيق التجربة البولندية الذي تذكرته اليوم وأنا اتابع كتابة مذكراتي عن تجربتي بعد الجراح في عالمٍ ليس لنا لكننا سنغيره ليصبح لنا… أما الذكريات من ذلك البلد ومن ذلك الزمن ففوزي حاضر فيها بكل تأكيد.

10 mai 2015

تم التعديل في التاسع من شباط 2022

نضال حمد