الأرشيفوقفة عز

فتح التي في خاطري …

لاحظت منذ أيام قليلة كثرة بيانات وتصريحات حركة فتح التي تهاجم فيها حماس في غزة وتعتبرها مهادنة للعدو في الوقت الذي تعتبر فيه نفسها (فتح والأجهزة الأمنية) كما جاء بيان الحركة اليوم السبت ١٨-٣-٢٠٢٣، وحدهم يواجهون ويتصدون للتوغلات والاغتيالات والمجازر “الاسرائيلية” في الضفة الغربية. أسمع كلامكم الذي تنفيه أفعالكم فأشمأز لأنها كلمات وأفعال مقززة ومخزية.
طبعاً هذا الكلام الذي جاء في البيان كلام فارغ يبرر الدور المكشوف والمفضوح لقيادة الحركة والسلطة ويريد الدفاع عن تنسيقهم العلني مع العدو والتزامهم بالإتفاقيات الموقعة معه رغم عدم إلتزامه هو نفسه بها.
هذا كلام يعيد طعن الشهداء وشعبنا والقضية الوطنية. وهو كلام مجتر وفارغ، لا قيمة له عند الشعب العربي الفلسطيني، الذي يعرف من هم “هلافيت سلام الشجعان”، وأين تموقعوا منذ عشرات السنين. هو كلام عن الفتنة لكنه في حقيقة الأمر كلام لنشر الفتنة بين الفلسطينيين، ولتبرير تنسيق السلطة وأجهزتها الأمنية مع العدو وهي أجهزة يقودها فتحاويون. كذلك للهروب من الواجب الوطني الحقيقي وهو الدفاع عن أرضنا وشعبنا والتصدي للاحتلال، ووقف التنسيق الأمني يعني لعب نفس دور جيش لحد العميل في الشريط الجنوبي اللبناني المحتل. ربما الشيء الوحيد في البيان الذي يجب التوقف عنده هو تذكرينا بالهدنة بين سلطة حماس في غزة والاحتلال. تلك الهدنة التي لا يجب أن تكون ملزمة ولا مقدسة مثل التنسيق الأمني في الضفة.
فبما أننا حركة تحرر وطني يجب أن لا يكون هناك مكان للهدن ولا لوقف الكفاح المسلح مع تفهمي لوضع شعبنا في غزة، ولحصاره الشديد من قبل العدو والنظام المصري، ذلك الحصار الذي جاء بناء على طلب السلطة في رام الله ورئيسها عباس، وذلك بعد استيلاء حماس على القطاع وطرد أجهزة التنسيق الأمني منه.. وفيما بعد تنظيفه تقريباً من الجواسيس والعملاء، وبناء قوة قتالية مشرفة لكل الفصائل المقاتلة في القطاع.
البيان الفتحاوي تصدير للأزمة ودعوة للفتنة وتهرب من المسؤولية الوطنية ومن الواقع الصعب الذي نعيشه في الضفة الغربية، حيث منذ مطلع هذا العام وصل تعداد الشهداء لغاية اليوم الى ٩٠ شهيداً. دمهم في رقبة قيادة فتح والسلطة والمنظمة… رغم هذا الكم الهائل من الشهداء تهرع السلطة وقيادتها الفتحاوية الى مؤتمرات العقبة وشرم الشيخ لتعيد اجترار مواقف سابقة لا قيمة لها. مواقف تصب في مصلحة الاحتلال وبرامجه الاستيطانية والأمنية والاستراتيجية. فيما الفصائل الموجودة في المنظمة إما تبصم لعباس أو تصدر بيانات وتصريحات خجولة لا قيمة ولا معنى لها ولن تساهم أبداً في تصويب مسار المنظمة. وهي بصراحة تامة مواقف غير مشرفة ومقززة.
أين فتح زمان من فتح اليوم؟
لم يعد هناك أي وجود لفتح القديمة ولا لعاصفتها الأبيةّ. هي اليوم أداة من أدوات السلطة الأوسلوية الخالية من التوجهات الوطنية.
على كلِ فإن من يريد قراءة البيان الفتحاوي يجده على موقع وكالة وفا الفلسطينية.


موقع الصفصاف – وقفة عز
١٨-٣-٢٠٢٣