وقفة عز

فضائح مدرسة الفساد في رام الله لاند

 نضال حمد

لم تكد سلطة رام الله لاند تستفيق من فضيحة دحلان وتنسيقه الأمني والعسكري مع المخابرات الأمريكية من أجل الإطاحة بحكومة حماس والتي كشفت تفاصيلها وأسرارها الصحيفة الأمريكية ” فانتي فيير”. حتى جاءتها فضيحة جديدة بطلها هذه المرة النجم المتجدد روحي فتوح أحد أكبر قادة فتح والسلطة في محمية رام الله.

شغل فتوح منصب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني في زمن الشهيد الراحل الرئيس ياسر عرفات. كما شغل منصب رئيس السلطة الفلسطينية المؤقت بعد رحيل الختيار أبو عمار وقبيل انتخاب أبو مازن رئيساً للسلطة. أما الآن فيشغل فتوح منصب الممثل الشخصي لرئيس السلطة محمود عباس.

أعلنت مؤخراً سلطات الجمارك الصهيونية التي تتحكم مثل جيش الاحتلال وجنوده بكل صغيرة وكبيرة في فلسطيننا عن ضبط نحو 3400 جهاز جوال في سيارة فتوح وذلك أثناء عبورها من الأردن باتجاه رام الله في فلسطين المحتلة.

فبحسب الصهاينة كانت النية تهريب هذه الهواتف النقالة الى رام الله. وبحسب الصهاينة أيضاً فإن فتوح استغل بطاقة ال ” فيب”. و هي بالمناسبة بطاقة تمنح تحت تصنيف شخصيات هامة جداً للقيادات الهامة في السلطة الفلسطينية. وتسهل تحرك هؤلاء على الحواجز والمعابر. في حين أن بقية أبناء الضفة والقطاع يموتون مرضاً على الحواجز ونقاط العبور ويتعرضون للإذلال والمهانة…

المهم يقول الصهاينة إن إدارة جماركهم ” أوقفت سيارة روحي فتوح الذي حاول أن يستغل بطاقة ال “فيب” بعملية التهريب الأخيرة. لكن إدارة الجمارك استطاعت اكتشافه وصادرت جميع الأجهزة”. واضافت الإدارة أن الأجهزة التي صودرت من النوع الحديث جدا ويقدر ثمنها بأكثر من 400000 دولار “.

 ترى هل فتوح شريك في هذه الصفقة ومسئول عنها أم أنه ضحية مرافقه الذي أساء استخدام السيارة والبطاقة؟

فتوح اتهم سائقه ومرافقه بسوء استغلال واستخدام السيارة والبطاقة. لكن هذا لا يعني براءة فتوح واتهام المرافق فوراً. إذ ربما تكون لعبة قديمة جديدة استخدمها كثيرون قبل فتوح. وبنفس الوقت قد تكون صادقة. لكن هناك أسبقيات فضائحية لفتوح تجعلنا أقرب الى تصديق هذه الفضيحة. إذ سبق له أن قام قبل عامين بشراء سيارة مصفحة بنصف مليون دولار في الوقت الذي كانت فيه السلطة تدعي أن خزانتها في رام الله فارغة.

حركة حماس من جانبها استغلت هذه الفضيحة لإعادة التذكير بما استولت عليه من تسجيلات وأشرطة وأقراص مسجلة تحتوي ليالي حمراء وفضائح أخلاقية لقيادات سلطوية وفتحاوية. كانت الأجهزة الأمنية الفتحاوية السلطوية الدحلانية سجلتها لهم للابتزاز والضغط.

وأكدت حماس أن فضيحة فتوح ما هي إلا دليل جديد على ما قالته سابقا ” أن هؤلاء ملوثين بالفساد الأخلاقي والسياسي، وتمتلك العديد من الأشرطة المسجلة لممارسات غير أخلاقية. قالت بعض مصادرها الإعلامية أن احدهم صاحب الفضيحة وهو روحي فتوح أثناء ممارسات غير أخلاقية وهو يقضي إحدى الليالي الحمراء في إحدى الشقق. سجلها له واحد من الأجهزة الأمنية بهدف ابتزازه والسيطرة عليه. وهو ما يفسر طاعته العمياء لقادة الأجهزة الأمنية خلال فترة توليه منصب الرئاسة“.

إن فضائح المجموعة التي قادت الشعب الفلسطيني عبر مسيرة أوسلو وما تلاها تؤكد على عمق الشرخ والهوة التي تفصل بين هؤلاء وشعبهم المقاوم، الصامد والصابر. الشعب الذي يسدد فواتير جرائمهم السياسية والتفاوضية بحق الوطن والمواطن. فتلك الجرائم لا تعد ولا تحصى وعلى رأسها جريمة اغتيال الرئيس الشهيد ياسر عرفات. هذه الجريمة التي بقيت لغاية اليوم مهملة ولم تقم سلطة رام الله لاند بمتابعتها بل قامت بلفلفتها والتستر على أسرارها بغية عدم الدخول في فضيحة مزلزلة.

هناك الكثير من الفضائح التي لا يوجد متسع هنا لذكرها كلها وتسمية أبطالها بدءًا من نجل رئيس السلطة وشركته الإعلامية، وصولاً لخالد سلام أو محمد رشيد، ولمحمد دحلان، سهى عرفات، أبو شباك، أبو علاء – أحمد قريع رئيس الوزراء الإسمنتي،. والطريفي شريكه في تزويد الصهاينة بالاسمنت لبناء الجدار. وهناك أسماء كثيرة وكبيرة ملوثة ومفضوحة.

بقي على شعب فلسطين محاسبة هؤلاء الذين استغلوه وحصلوا على ما حصلوا عليه باسمه. فالسيارات وبطاقات ال ” فيب” كلها منحت لهؤلاء على أساس أنهم الطرف الذي يمثل الشعب الفلسطيني ويقوده ويتفاوض مع الاحتلال باسمه. مع أن هؤلاء لا يمثلون سوى أنفسهم حيث لا تقف معهم سوى قطاعات معينة مستزلمة ومنتفعة أو مستسلمة ومتعاملة من شعبنا. وهي بالمناسبة قليلة ومعظمها مظلل.

على الشعب الفلسطيني أن يتخلص قبل فوات الألوان من تجار الوطن الذين تحولوا لتجار شُنَط وحقائب ولمهربين بدون خزانات يدقون جدرانها.

 

2008-03-20 أوسلو

 

Bilderesultat for ‫فضيحة روحي فتوح‬‎