الأخبار

فلسطينية الهوى: الطبيبة آنغ سوي شاي: 32 سنة صلبة، مع فلسطين

منال عبد الأحد  |  نيسان 2015

في حزيران 1982، كانت الطبيبة البريطانية من أصل سينغافوري “آنغ سوي شاي” لا تزال أصولية مسيحية تعتنق تعاليم الكنيسة الإنجيلية المشيخية، حين صعقت بمشاهدة الطائرات الحربية الإسرائيلية وهي تدمّر لبنان: “كانت كنيستي تؤيد اسرائيل بالمطلق، لكن الله جعلني أبكي عندما رأيت الضحايا الأبرياء ومعظمهم من الأطفال يقتلون، وآلاف المنازل تُدمَّر”، تقول سوي. وبعد مضي شهر على ذلك، “استقلت من عملي في المستشفى وتطوّعت كطبيبة جراحة لإغاثة جرحى الحرب”. ومن هنا، بدأت المسيرة، مسيرة سوي التي أصبحت في طليعة الداعمين لأحقية القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني في استعادة أرضه، مسخّرةً كلّ طاقتها لذلك.

طلبت منه الزواج، ونُفيا

لا تذكر الدكتورة سوي المختصة في جراحة العظام، اليوم الذي بدأ فيه إعجابها بزوجها “فرنسيس خو كا سيانغ” يتحوّل إلى حبّ كبير جمعهما طيلة حياتهما معًا. التقت سوي بفرنسيس في اجتماع حول العدالة والسلام في العام 1974، ولفتها التزامه الشديد بالعدالة الاجتماعية التي كان يراها في صلب الديانة المسيحية وفرضًا من فروضها. في العام 1976، شعرت بأنه سيتم اعتقاله من قبل “الأمن الداخلي”، فطلبت منه أن يتزوجها كي تتمكن من زيارته في سجنه، وتكون صلة الوصل التي تربطه بالعالم الخارجي. وتزوجا فعلًا في 29 كانون الثاني 1977.

عندما حضر الأمن لاعتقاله، لاذ بالفرار، فتم اعتقال سوي عقب ذلك لبضعة أيام سئلت فيها عنه. وبعد الإفراج عنها، انضمت إليه في منفاه في المملكة المتحدة.
فرنسيس هو أحد مؤسسي هيئة “المساعدة الطبية للفلسطينيين” عام 1984، وهو من وضع أسسها ومبادئها وحدّد رسالتها، وملأ الاستمارة الخاصة التي وضعتها المفوضية الخيرية البريطانية لتسجيلها كمؤسسة رسمية. منحها اسمها الحالي، ورفض أن تتم إزالة كلمة “الفلسطينيين” من الاسم. وأكّد فرنسيس أنه إجلالًا لشهداء صبرا وشاتيلا الذين سلبوا حقهم بالحياة واستشهدوا كلاجئين في أرضٍ غريبة، على الهيئة أن تحتفظ باسمها الكامل، هيئة “المساعدة الطبية للفلسطينيين”.

إلى بيروت الاجتياح

“كانت هذه زيارتي الأولى إلى الشرق الأوسط. لم أكن أعي أن الشعب الفلسطيني موجود حتى في تلك الآونة. وكان الإعلام الغربي السائد يتحدث فقط عن “منظمة التحرير الفلسطينية” ويعتبرها إرهابية تكره اليهود، وتزرع القنابل وتختطف الطائرات”، تقول سوي. وتضيف: “لقد كانوا يوهمون الرأي العام بأنها قد بنت قاعدة لها في لبنان، بالتالي، فإن اسرائيل تساعد اللبنانيين لإخراجها من هناك، حتى لو سويَّ البلد بالأرض بغية تحقيق ذلك”.

وصلت إلى بيروت “التي كانت مدمّرة بالكامل بعد عشرة أسابيع من القصف الجوي العنيف. كان الناس يعانون من نقص كبير في الغذاء، المياه، والدواء، بسبب الحصار العسكري المفروض عليهم. ورأيت العائلات المشرّدة تنام في مواقف السيارات، المدارس أو تفترش الطرق”، تصف سوي.

إلا أن اليوم الذي طبع فعلًا تجربة سوي الأولى كان في الخامس عشر من أيلول، حين اجتاحت الدبابات الإسرائيلية المنطقة التي كانت تُسمّى ببيروت الغربية، وفرضت طوقًا كاملًا على مخيم شاتيلا لتمنع السكان من الفرار. تتذكر: “طلب الإسرائيليون من حلفائهم من الميليشيات المسيحية آنذاك اجتياح المخيم. وعندما انسحبت الدبابات الإسرائيلية من المخيم في الثامن عشر من أيلول، أي في غضون 3 أيام فقط، كانت قد خلفت وراءها ثلاثة آلاف ضحية من المدنيين”.

لا يمكن لصور المجازر هذه أن تفارق مخيّلة سوي، حسب ما تقول، إذ رأت جثثًا لأناس التقتهم سابقًا وأحبت نفوسهم المليئة بالأمل في إعادة بناء منازلهم. هؤلاء الضحايا الذين تشاركوا معها قصصهم منذ أن أصبحوا لاجئين في لبنان. تتحدّث سوي بأسى بالغ عن الصور الشاحبة لبيوتهم وعائلاتهم التي احتفظوا بها منذ قبل العام 1948، فضلًا عن المفاتيح الكبيرة لمنازلهم التي حفرت أثرها في ذاكرتها.

لا تنسى سوي الامرأة المصابة التي رجتها أن تمنح الدم لطفلها عوضًا عنها هي. أعطي الدم للطفل بناءً لطلبها، فيما حقنت هي بالمورفين للتخفيف من آلامها. توفيت في الليلة نفسها.

أما منير ابن التاسعة من العمر فقد أصيب بثلاث طلقات نارية مع 27 من أفراد عائلته، وقعت الجثث فوقه وفقد وعيه، ما أدى إلى نجاته بعدما نقله أصدقاؤه إلى المستشفى. ذهبت سوي لمقابلة جدّة منير التي حضرت سيرًا على الأقدام من الجنوب باتّجاه المخيم. ولما علمت بما حصل للعائلة، قالت شعراً: «ماذا سأقول، لم يعد هناك ما يُقال / براعمنا ما زالت تزهر، ويفوح عبق البرتقال / عصافيرنا تزقزق ألحانها المعتادة / إنما أبنائي ليسوا في أي مكان كي يتم العثور عليهم”.

عقب المجزرة، جاء بعض الجنود الذي شاركوا في المذبحة لتلقي العلاج، إذ وقع ستة منهم عن سطوح منازل المخيم بينما كانوا يوقفون الفلسطينيين. صرخت سوي بهم قائلة: “لا أطباء هنا!”، إلا أن عزيزة، الموظفة الإدارية في المستشفى، أمسكتها من ذراعها وقالت لها: “رجاء سوي، عليك أن تعالجي هؤلاء الأشخاص. أعرف بما تفكرين. ولكن صدقيني، عائلتي عانت الكثير، وأنا أطلب منك أن تفعلي ذلك من أجلنا. لقد أجبرنا على مغادرة القدس، ثم الحصار، ثم المجازر – كل هذه الجروح لم تندمل، ولكن لا يمكننا أن ننكر حق أي شخص بالرعاية الطبية. نحن “الهلال الأحمر الفلسطيني” ومبادئنا تحتم علينا تقديم الرعاية الطبية للجميع على حدّ سواء، حتى أعدائنا”.

مشاهدات حروب وذكريات عمر

نقصد ذاكرة سوي، لنرى عبرها ما رأته على مرّ 32 عاماً من النضال الطبي من أجل فلسطين. عن ذكرياتها من حرب المخيمات، تقول سوي: “هناك حقيقتان لا يمكن إغفالهما، وهما تفيدان بأن المخيمات قاومت والمقاومة بقيت متحدة”. وتضيف: “بالرغم من الأخبار المرعبة حول القتلى والجرحى والأطفال الذين يموتون بسبب الأمراض المعدية وقلة الغذاء، كنا نسمع الفلسطينيين المعرضين للموت يقولون: عندما نموت لا نريد أن يتذكرنا أحدهم كأعضاء في هذا التنظيم أو ذاك، بل فقط كفلسطينيين من صبرا وشاتيلا”.

ننتقل معها في الذاكرة إلى بيروت مع بدء الانتفاضة الأولى، فتقول: “عدت إلى بيروت مرارًا عام 1987 عندما بدأت أخبار “الانتفاضة” تنتشر. نفذ الفلسطينيون حركة عصيان مدني كبيرة وتظاهرات ضد الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة، ورد الجيش الإسرائيلي بوحشية لإخماد هذه الانتفاضة. في لبنان، رأيت اللاجئين الفلسطينيين ذاك الصباح ملؤهم الأمل، بحيث شكّلت الانتفاضة إعلانًا صارخًا للعالم بأسره بأن الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة يرفضون الاحتلال الإسرائيلي. أظهرت وسائل الإعلام العالمية الأطفال يواجهون المدرعات والدبابات الإسرائيلية بالحجارة، النساء والعجزة تخلوا عن شعورهم بالخوف أيضًا. كانت فلسطين المحتلة تقول للعالم: “نموت واقفين.. ولن نركع”؛ هذه الشجاعة التي أظهرها الشعب الفلسطيني حظيت بالدعم والتأييد حول العالم، وبعثت الأمل في نفوس اللاجئين”.

ثم تصحبنا إلى غزة خلال الانتفاضة الأولى، عندما سألها أسقف القدس في أوائل 1988 إن كان بإمكانها الذهاب لمساعدة جرحى الانتفاضة الأولى، ومنحتها “الأونروا” عقدًا كطبيبة جراحة للمساعدة في بناء قسم لطب العظام يُعنى بالجرحى: “كانت هذه زيارتي الأولى إلى فلسطين، ورغم كونها تحت الحصار، إلا أن غزة جميلة جدًا، برغم أن الاحتلال وحشي ومهين والحياة صعبة في ظلّ ظروف كهذه. عملت في مستشفى الأهلي الذي تمّ بناؤه عام 1981 وهو المستشفى الوحيد غير الخاضع للرقابة الإسرائيلية في تلك الآونة. المستشفيات السبعة الأخرى كانت مملوكة من الحكومة الإسرائيلية”، تقول سوي.

الربع الأخير

بعد 32 عامًا تمكَّنَت خلالها من التعرف عن كثب إلى معاناة الفلسطينيين، تجد سوي أن العالم بدأ يشهد تغيرًا ملحوظًا تجاه هذه القضية العادلة، وبات على يقين تام بهوية الضحايا والجناة. تقول: “ليس من السهل لحقيقةٍ كهذه أن تخرج إلى العلن”.

تعرّضت سوي للضغوطات والانتقادات من قبل محيطها وأصدقائها الداعمين لاسرائيل، إلا أنها حظيت بالدعم الكامل من زوجها الذي ساندها طيلة مسيرتها. وقد اضطرت إلى تقديم استقالتها من المستشفى الذي كانت تعمل فيه عند توجهها إلى بيروت، كون الإدارة رفضت منحها إجازة. تعتبر ما حدث نعمة من الله، فعلى الرغم من أنها شغلت آنذاك منصبًا مرموقًا كمدرّسة طب في “جامعة لندن”، إلا أنها تمكّنت ببيروت عام 1982 من استخدام مهاراتها العملية في إنقاذ ضحايا كان من الممكن أن يفقدوا حياتهم لو لم يحظوا بالرعاية الطبية.

تؤكد سوي، من خلال تجربتها، أنه من الضروري على المرء أن يبحث عن الحقيقة ويقوم بما يمليه عليه ضميره. وتتوقف عند الجرأة التي تحلى بها رئيس تحرير مجلة “لانسيت” الطبية العالمية الذي كاد يُطرد من وظيفته بعد مطالبته سحب الرسالة التقريرية حول الحالة الطبية في غزة التي زودته بها من القطاع. “رفض الخضوع، وهذه قمة الشجاعة”. تقول إن الإعلاميين في الغرب، وخاصة في الولايات المتحدة، يتعرضون للعقاب بطرق متنوعة في حال انتقدوا اسرائيل. فعقب نشر الرسالة في “لانسيت”، واجه الكثير من الكتاب حملات تشويه واسعة النطاق. وفي هذا الإطار، تعقب سوي: “الحملة التي تعرضت لها شخصيًا، كانت غريبة جدًا. إذ اتهمني اللوبي المؤيد لإسرائيل بأنني عنصرية بيضاء متعاطفة مع “كو كلوكس كلان”، يبدو أنهم لم يروا صورتي يومًا ولا حتى تكلفوا عناء البحث عنها على محرك “غوغل” ليعرفوا أنني لاجئة في المملكة المتحدة تعرضت للكثير من العنصرية والتمييز الجنسي منذ وصولي”.

ترى سوي أن حلم العودة بات يلامس الواقع أكثر فأكثر خلال هذه المرحلة، بحيث بلغ الفلسطينيون برأيها الربع الأخير من مسيرة نضالهم. ولذلك، هي تطالب الفلسطينيين وجميع الداعمين لهذه القضية بألا يفقدوا الأمل أو يدعوا اليأس يتسلل إليهم. تحكي أنها، خلال اعتقالها في سجن “الرملة” عقب محاولتها الدخول إلى غزة في آب 2014، شعرت بالأسى، إلا أنها قرأت عبارة كتبت على السرير الخشبي في الزنزانة جاء فيها: “بإمكانكم سجننا وترحيلنا ومنعنا من عبور الحدود، إلا أنكم لن تتمكنوا من ثنينا عن دعم الشعب الفلسطيني”. لم تعرف هوية صاحب هذه العبارة، إلا أنها ترى أن “هذه هي الروحية التي يجب أن نتحلّى بها جميعًا”.

عرفات: “نجمة فلسطين”

“في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين ببيروت، كان الناس يحدثونني عن بيوتهم التي لم يرها أولادهم، عن مكان اسمه “فلسطين” أجبِروا على مغادرته عام 1948، وعن عزمهم على العودة يومًا ما. أرادوا أن يعودوا من بيروت إلى القدس، قدسهم هم..”، وانطلاقًا من ذلك، أهدت سوي كتابها “من بيروت إلى القدس” لكل من استشهد في سبيل قضيته المحقة وإلى جميع الناجين الذين يزدادون كل يوم إصرارًا وتشبّثًا بحقهم في العودة إلى فلسطين.

منح ياسر عرفات سوي وسام “نجمة فلسطين” من الدرجة العليا تقديرًا لجهودها في خدمة الشعب الفلسطيني. وقد اعتبرت سوي الوسام “شرفاً عظيماً.. إلا أنني أجد أني قد لا أستحقه. أنا مقربة جدًا من الشعب الفلسطيني، وأعرف معاناته عن كثب. ولذا، أرى أن هذا الوسام من حق الأطباء والممرضين الفلسطينيين الذي يعتنون بالجرحى والمرضى في أحلك الظروف، وعاملي الإنقاذ في غزة ولبنان الذين يجازفون بحياتهم، وكل من علّمني معاني الإنسانية الحقيقية. والآن، مع تقدمي في السن، أود أن أهدي هذا الوسام إلى الجيل الجديد من الفلسطينيين الذين يجاهدون من أجل العدالة والإنسانية ويعطون العالم بأسره دروسًا في الإصرار وعدم الاستسلام”.

بعض ما روته سوي في كتابها (*):


“من بيروت إلى القدس”

* أطفال أبطال

“بعد أيام من المجزرة، مشيت قليلًا في شارع صبرا باتّجاه مستشفى غزة، كانت رائحة الموت تعمّ المكان، والأحياء ينبشون الجثث ويبحثون بين الأموات عن أحبائهم. رأتني مجموعة من الأطفال ونادوني: “الدكتورة الصينية”، معظمهم كانوا قد أصبحوا أيتامًا، معوزين ومشردين، فجأة وقفوا أمامي وطلبوا مني أن ألتقط لهم صورة. وما إن صوبت كاميرتي نحوهم، حتى رفعوا علامة النصر وقالوا: “نحن لسنا خائفين”. كان الدمار والأبنية المهدّمة والمقابر الجماعية ومعالم المأساة كلّها واضحة في خلفية هذه الصورة، لكن الأطفال في مقدمتها كانوا يتحدّون كل ذلك الألم رافعين إشارات النصر بأيديهم. بعد ذلك، عدت إلى لبنان مرات عدة، لم أرَ هؤلاء الأطفال قط، من المتحمل أن يكونوا قد هلكوا، إلا أنهم سوف يبقون دائمًا مصدر إلهامي. وخلال اللحظات الحالكة، سوف أراهم بأيديهم المرفوعة يتحدون الترهيب والقتل، مصرّين على استعادة كرامتهم المنتهكة. منذ ذلك الحين، قابلت المزيد من الأطفال في غزة والضفة الغربية الذين لم يقلّوا شجاعة وإقدامًا عن أترابهم في لبنان، لقد عانوا الكثير وبالرغم من كل ذلك حافظوا على شجاعتهم وصمودهم”.

* نبيلة التي قُتِلت عام 1986

«بجانب سريري هناك صندوق يحتوي على الكثير من الصور، إنها صور مميّزة لآلات موسيقية مزخرفة، تطريزات ومجوهرات، ولقطات للصيادين في عرض البحر، الراقصين والفلاحين والبساتين.. أشبه بلوحات زاهية بألوانها ومتألّقة بروعتها التي تعكس روحية أناس آخرين وثقافة مختلفة، هي لقطات لفلسطين وموروثها الثقافي، أهدتني إياها نبيلة وأرادت أن أعرضها على الناس في مختلف أنحاء العالم. يصعب علي الآن تكرار ما طلبت مني فعله، يؤلمني فعلًا، إلا أنني أستحضر بدقة ملاحظاتها الأخيرة: “أصدقاؤنا في مختلف أنحاء العالم يعرفوننا من خلال معاناتنا، ولكن من المهم أن يعوا أيضًا أن التاريخ الفلسطيني لا يقتصر على المجازر، نحن شعب لديه حضارة أيضًا، نحن نقدّر الجمال والفنون كما تفعل الشعوب الأخرى”. أظن أنه علينا تذكر نبيلة بصورتها هذه: المرأة الفلسطينية الجميلة، الشجاعة، المحدثة اللبقة، المثقفة والمقدامة ـ لن يستطيع أعداء فلسطين فعل أي شيء لانتزاع ذلك منها أو منّا جميعًا”.

(*)  متوفّر لدى “المكتبة الشرقية” في بيروت

** السفير اللبنانية ملحق فلسطين نيسان ابريل 2015

* نضال حمد عن الطبيبة سوي شاي انغ التي انقذت حياته في مجزرة صبرا وشاتيلا سنة 1982

انظروا الراوبط المرفقة :

http://www.safsaf.org/word/2011/sep/97.htm

الذكرى 31 لمجزرة صبرا وشاتيلا في زمن المجازر – نضال حمد

في زمن عربي مليء بالمجازر اليومية التي لم تعد حكرا على الصهاينة وعملائهم في الوطن العربي الكبير ليس سهلا الكتابة عن مجزرة صبرا وشاتيلا، مع أن ضحايا المجزرة كانوا من جنسيات عديدة، منها الفلسطينية، اللبنانية، السورية، المصرية،البنغلادشية وآخرين. مع العلم أن العدد الأكبر منهم ومنهن كان من اللاجئين الفلسطينيين في المخيمين. وليس سهلا التذكير بمن ارتكبوا المجزرة ونحن نشهد ولادة جماعات ومجموعات كثيرة لا تختلف في الإجرام والوحشية عن الذين ارتكبوا مذبحة المخيمين في منتصف أيلول – سبتمبر 1982 .  فالعالم العربي مثكول ومجروح حيث سكاكين وفؤوس الإرهاب والوحشية مازالت تفعل فعلها بجسده.

ما يحدث هذه الأيام في سورية من جرائم خير دليل على استمرار الجريمة وان تبدلت الأسماء والوجوه والأيدي الفاعلة.  في النهاية هذه الجرائم والمجازر والمذابح تصب في خدمة الكيان الصهيوني والمشروع المعادي للأمة العربية. مشروع استمرار إبادة وتهجير وإبعاد الفلسطيني عن فلسطين والبلدان المجاورة لها.  و قبل الربيع الدموي العربي الذي قدم اكبر الخدمات للكيان الصهيوني، كانت قد حصلت بعد مجزرة صبرا و شاتيلا عشرات ويمكن مئات المجازر الصهيونية في فلسطين المحتلة ولبنان الشقيق. ولم يتمكن اي كان من محاسبة ومحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة ومنهم رؤساء وزراء وجنرالات ووزراء كبار في الكيان الصهيوني. ومن هؤلاء الإرهابي شمعون بيريزالمسؤول عن مجزرة قانا الشهيرة في لبنان سنة 1996 الذي اعتبر اليوم في ذكرى مذبحة صبرا وشاتيلا أن ما يجري في سورية هو” عقاب لها على رفضها السلام مع كيانه، وأن الأسد الأب رفض أن يشارك الرئيس المصري الراحل أنور السادات السلام كما شاركه الحرب، الأمر الذي جلب الدمار والمصائب للشعب السوري”.

بكل وقاحة وصلف يعلن بيريز عن حقيقة المشروع الذي يتم فيه استخدام المعارضة السورية والجماعات الإسلامية “المجاهدة” حطبا في هذه المعركة لإركاع سورية وتدجينها وتحويلها الى محمية صهيونية أمريكية أسوة ببقية البلدان العربية المستسلمة والتي صارت منذ سنوات في إسطبل الصهاينة. 

يعني المذبحة مستمرة وضحاياها عرب ومسلمون ولا تكلف الصهاينة أي شيء. وفي النهاية سيخرج علينا الصهاينة ليقولوا كمال قال مناحيم بيغن يوم حصلت المجزرة في صبرا وشاتيلا ” غوييم قتلوا غوييم ماذا نفعل؟” يعني غرباء قتلوا غرباء وكأن الصهاينة الذين حاصروا بيروت الغربية لنحو ثلاثة أشهر، وأشبعوها قصفا وقتلا ودمارا، لم يشاركوا في المجزرة، ولم يكونوا هم الذين اجتاحوا بيروت الغربية عقب مقتل بشير الجميل ورحيل القوات الفلسطينية عن بيروت الغربية باتفاقية دولية، لم يلتزم بها ولم يحترمها الصهاينة بقيادة مجرم الحرب الدولي ارييل شارون. فالصهاينة شركاء أساسيين في المجزرة وقواتهم هي التي نقلت المجرمين من عصابات بشير الجميل وسعد حداد وأبو أرز وغيرهم من الفاشيين الانعزاليين اللبنانيين لتنفيذها، بمساعدتهم وبغطاء ميداني عسكري كبير منهم، إذ أن دباباتهم وقواتهم حاصرت المخيمين وقصفتهما وأنارت ليلهما وجهزت ومهدت الطريق لبدء المذبحة. وكان قادتهم ومنهم شارون يشرفون على المجزرة.

في صبرا وشاتيلا قتل الآلاف بدماء باردة ودونما رحمة وبأساليب عرفها الفلسطينيون إبان احتلال أرضهم وتشريدهم سنة 1948 من قبل العصابات اليهودية الصهيونية. والصهاينة أصحاب خبرة وسوابق في الإجرام والإرهاب ونقلوا خبراتهم لمجرمين محليين في لبنان لا يقلوا إجراما عنهم. 

لغاية اليوم لم تتم محاسبة أي مسئول عن مجزرة صبرا وشاتيلا مع أن الكثيرين منهم مازالوا أحياء وبعضهم يمارس أدوارا سياسية وإعلامية ونقابية واجتماعية و يقود أحزابا وحركات وجماعات في لبنان، والبعض الآخر أعضاء في البرلمان اللبناني العتيد.  والمدهش والمثير للاستغراب والاشمئزاز والسخرية أن منظمة التحرير الفلسطينية لغاية اليوم لم ترفع دعوى قضائية بحق هؤلاء أو بحق المسئولين عن المجزرة، وبعضهم شركاء في سلام أوسلو العتيد. كما ولم تطلب فتح تحقيق بالمجزرة ومحاسبة مرتكبيها. و حتى الفصائل الفلسطينية الأخرى خارج المنظمة مثل حماس وغيرها لم يفعلوا شيئا لأهالي صبرا وشاتيلا  وللعائلات المنكوبة. والأبشع من ذلك كله أن قادة السلطة الفلسطينية في رام الله، ومنظمة التحرير الفلسطينية، مثل رئيس السلطة والمنظمة وفتح محمود عباس الذي التقى بسمير جعجع في بيروت، لم يكلف خاطره زيارة ضريح شهداء المذبحة ووضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري. كذلك سلطة حماس أيضا في غزة التي وجهت دعوة واستقبل رئيس وزراءها إسماعيل هنية وقادتها هناك أنطوان زهرة وعدوان وهما كما سمير جعجع من قادة الجماعات الإرهابية الانعزالية التي ارتكبت مجزرة صبرا وشاتيلا. لن نعلق كثيرا على هذا الموضوع لأنه وصمة عار على جبين الطرفين في سلطتي غزة ورام الله. ونترك التعليق لأهالي وأقارب الضحايا في المخيمين.

نعرف مدى صعوبة محاكمة أي مجرم حرب يهودي صهيوني أو أي مجرم آخر متصهين خدم مصالح الصهيونية، في محاكم العالم المنحاز بدوره للجلاد ضد الضحية.  لكن هذا لا يبرر لأي فلسطيني عدم رفع دعوات ضد هؤلاء والمطالبة بفتح تحقيق دولي ومحاسبتهم وجلبهم للعدالة. وهذا ينطبق أيضا على المجرمين المحليين حلفاء الصهاينة الذين نفذوا المذبحة ولم يبدوا لاحقا أي أسف على ماقاموا به من إجرام ومجازر في المخيمين.

في الذكرى ال 31 لمجزرة المخيمين التي عشت بعض فصولها وأصبت خلالها وفقدت ساقي وبعض معارفي ورفاقي أحب أن اشكر قناة الميادين التي خصصت حيزا واسعا من برامجها لإحياء الذكرى ابتداء من هذا اليوم.  ولعل هذه التغطية التي تقوم بها الميادين ستعيد إحياء الأمل بحملة محلية ودولية جديدة لجلب من تبقوا أحياء من المجرمين الى المحاكمة والمحاسبة.  وايضا للفت انتباه السلطات المحلية والمختصين والمسئولين الفلسطينيين واللبنانيين ان مكان النصب التذكاري لشهداء وضحايا المجزرة أشبه بمكب نفايات وان لا احد يلتفت لهذا المكان ولا يعتني به.

أهكذا يكرم ضحايا المذبحة؟

ألا يكفي أنهم قتلوا بلا ذنب؟

ألا يكفي أن القتلة لم يحاسبوا وان حق الضحايا المدفونين تحت ذلك النصب التذكاري لم يؤخذ لغاية اليوم؟…

نضال حمد

الدكتورة سوي شاي انغ التي انقذت حياة الكثيرين في مستشفى غزة بمخيم شاتيلا ومنهم أنا شخصيا..

اضغطوا على الصورة أو الرابط أدناه لقراءة رسالتي لها

http://www.safsaf.org/word/2011/sep/97.htm

*

http://www.safsaf.org/word/2012/sep/131.htm

*

http://www.safsaf.org/word/2012/des/33.htm

*

 الدكتورة سوي شاي أنغ – بقلم : نضال حمد

تحية لك من إنسان لم يرك إلا في المجلات والجرائد والتلفاز.. وقد يكون رآك قبل ذلك الوقت بكثير لكنه لم يعد يذكر ذلك. ربما لم يركِ لأنه لحظة وصوله إليك كان قد فقد الكثير من دمه والكثير من تركيزه. ففي الطريق إلى المستشفى كان يرى البنايات والعمارات وهي تلف وتدور بسهولة وبساطة وخفة. لم يكن في حلمٍ بل كان في تلك اللحظات الحرجة يحيا بين عالمين، عالم يغوص فيه بدمه، وآخر يأخذه فيعيده إلى طفولته. ليتعجب حين يرى رفاقه الذين ماتوا وهم يعودون كأنهم لم يمتوا. ويعجب أكثر حين يرى أمه تتجه نحوه فاتحة ذراعيها لاحتضانه. ويتعجب أكثر حين يستوقفه زميله الذي قضى غرقاً في النهر قرب المخيم. ويتعجب كذلك لفتاة كان يلاحقها طوال سنوات جهله وهي تندفع نحوه وتقبله.. ويفرد ذراعيه لشقيقاته اللواتي أسرعن نحوه مبتسمات سعيدات برؤيته. ويصبح أكثر جدية حين يطل والده بمشيته المعتادة، وخلفه شقيقه الأكبر. يستقبلهما بكل عنفوانه، يخفي ألمه، يبحث عن أي شيء يستر به ساقه الممزقة، يحاول الوقوف امامهما وكأن شيئاً لم يكن.. تخذله قواه ويغيبا عنه حين يرفع يده من بركة الدماء في صندوق السيارة التي وجد نفسه مكوماً به مع جثمانين لشهيدين. و ليرى اللون الأحمر يزداد احمراراً…

في الطريق من مكان إصابته إلى المستشفى رأى ملائكة اليمين والشمال، الذين حرسوه طفلاً صغيرا وهم على جانبي الطريق يمسحون دموعهم بمناديل بيضاء. لم يكن يدري أن الطريق إلى مستشفى غزة أصعب من الطريق إلى جهنم. كانت طوابير اللاجئين الفارين من المذبحة تلوذ بالمستشفى هرباً من بطش و إرهاب و إجرام القتلة. لم يترك الجزارون أسلوبا للقتل إلا واستعملوه ضد أهالي صبرا وشاتيلا.

 

حين وصلت السيارة التي كانت تقله، سمع أصواتاً عرفها وأخرى لم يعرفها. بعد ذلك غاب عن الوعي.. ليعود بعد هنيهات فيتمتم ويتفوه بكلمات لم يعرف كيف خرجت من فمه. خاطب الذين تجمعوا حوله بالعربية وبالإنكليزية، كان في غاية الحماس والعنفوان، رغم أنه وصل إلى حدود الموت وأصبح على تخوم النهاية. لم ينتظروا نهاية خطابه وضعوه على نقالة الموتى، أدخلوه غرفة العمليات، حيث الطبيبة سوي شاي أنغ التي حاولت أن تعمل كيد إلهية، تنقذ الجرحى من الموت المحتم. لم تتمكن من إنقاذهم كلهم لكنها أنقذت حياة كثيرين منهم. وكانت حياتي من الحيوات التي أنقذت بفعل يدها الإلهية. تلك اليد التي قاومت المجزرة وجابهت الإرهابيين والمجرمين، وتسلحت بقوة ربانية وهبها إياها رب العباد كي تساعد اللاجئين الأبرياء في زمن القتل والإجرام.

 

مع أنها بعد الله هي التي أعادتني للحياة بعدما كدت أفقدها بسبب الإصابة القوية والخطيرة التي تعرضت لها نتيجة قذيفة دبابة إسرائيلية في مخيم صبرا صبيحة يوم السابع عشر من أيلول سبتمبر 1982. عالجتني وأجرت لي عملية إنقاذ حياة بعد بتر ساقي، بدون وجود للكهرباء وتوفر للماء المطهر.. للأسف لا أذكر لغاية اليوم كيف كان شكلها ولا كيف بدت لي. رايتها بالصورة في احتفال بلندن في ذكرى المجزرة. كان ذلك بعد أكثر من عشرين سنة من المجزرة.

 

أود أيتها الطبيبة الطيبة أن أشكرك على كل ما فعلته لفلسطين وشعبنا وقضيتنا العادلة. وأبلغك جزيل شكري على ما فعلته لإنقاذ حياتي وحياة آخرين غيري يوم المذبحة. وأبلغك أسفي على عدم تمكني من شكرك قبل هذا اليوم. كما أحب أن أقول لك بأنني لازلت على العهد، احمل عنوان صراعنا بيدي وأقاوم بقلمي وكلمتي وموقفي. وأعمل لمصلحة بلدي وشعبي وقضيتي.

 

اسمك سيبقى معلوماً لدى عامة الناس تماماً كما هو معلوم لدى سكان صبرا وشاتيلا، ولدى المعنيين بالشرق الأوسط وبالقضية الفلسطينية وبحقوق الإنسان وبمتابعة مجرمي الحرب الدوليين. سيبقى خالداً في قلوب أهالي المخيمات. وسيذكرونك دائماً وأنت تقدمين شهادتك على مجزرة صبرا وشاتيلا في قلب المحكمة الصهيونية.

 

سوي شاي أنغ ، طبيبة، مواطنة بريطانية من أصل ماليزي، شاءت الأقدار أن تكون الطبيبة الوحيدة في مستشفى غزة بمخيم صبرا وذلك إثناء بدء المذبحة التي ارتكبتها عصابات القوات اللبنانية بالتنسيق التام مع القوات الصهيونية. بعد كل ما رأته وعاشته مع الفلسطينيين في مخيماتهم، وشهادتها على همجية القتلة في صبرا وشاتيلا، عادت إلى بلدها وكتبت كتابها الشهير من بيروت إلى القدس.

 

هذا الاسم سيبقى خالداً في حياتي خلود فلسطين وطني.. و لن ارتاح قبل أن اصل إليها وأقدم لها شكري على ما فعلته لأجلي ولأجل غيري من أبناء شعبي. فهي التي أنقذت حياتي، وهي التي قدمت شهادتها على المجزرة… وهي التي مازالت حتى يومنا هذا تساند وتدعم وتؤيد النضال العادل للشعب الفلسطيني كما جورج غالاوي وآخرين. وتماماً بعكس طوني بلير وحكومات بريطانيا المتعاقبة.

 

 

المخلص.. نضال حمد

أوسلو : 22-12- 2007

صورتي بعد الإصابة في الجامعة الأمريكية ببيروت 1982، وأثناء العلاج ووقوفي والسير لأول مرة في ايطاليا 1983 بعد شهور من الإصابة

To Dr  Swee Chai Ang by Nidal Hamad

Great Salute from a person never met you except on News Papers, Magazines and T.V. program. although It appears as if  I had met you before many times. However, Due to great loss of blood upon my arrival to the Hospital where you had worked tirelessly

to save my life as I was unconscious  reflecting now on it, on my way to the hospital,

I was able to remember the road and buildings being half slopped  due to my lack of concentration, It was not dreams that over powering me on those critical moments, its like I was caught between two worlds, a world drowned me in its blood while the other world recaptured the reel of memory of my childhood

This make me wonder of the  harsh realities when several comrades of mine were killed, as if they are still alive, or when I saw my mother with her arms wide open to give me a big hug or about my friend who drowned in the river near by the refugee camp  where  he  once lived in , or upon seeing a girl whom I chased on my adolescent love  years come close to me to kiss me, or upon my sisters arrival how tender and soft I become to receive their well wishes while putting up a serious guise when my father approached me with his usual way of walking , behind him my older brother as they  came to take a look at me,

Trying to hide my pain, looking for anything to hide my wounds and my shattered leg, As I tried helplessly to gather my strength, in standing up posture in their presence,  as if nothing happened yet without success. My efforts gave in on me, while I, was trying to rise up from the pool of blood, which I was in, then fell back unconscious

Where I end up finding my self later  in a trunk of a car along with couple other dead bodies as the color of the blood was getting deeper and deeper

Reminiscing   on my way to Gaza Hospital where I found the two mythical gaurding angels drying up their  tears with a white handkerchief   As the road to Gaza hospital was way harder than the road to hell. As the people who flew from the Massacre, were taking refuge in the hospital, while trying to save their lives as well trying to over come their illnesses .

The killers spared no tactics,  in killing the largest Population possible from the camp residence.

Upon the arrival of the transporting  car   With my self in  state of being in and out of consciousness, I recall  hearing voices of people some I knew and others were for the first time, Shortly after, I lost my conscious to regain it  moments later.

I  spoke to those amongst  with both Arabic and English with a lot of strength and determination despite the reality I was near death,  people did not wait to end my speech as they put me on stretcher to take me into the operating room  Where Dr Su  Chai Ang was awaiting for me as She become a hand from heaven, a divine power, rescuing many wounded who arrived from the massacre, Dr Sue Ang,  worked Tirelessly to save all of them which unfortunately was not the case.

Working under extreme conditions, while defying death threats from those militia gangs who were responsible for the killing of many, I was one of those fortunate enough to be saved by the great Doctor talent and her tireless work.

Despite the Doctor ability  to bring me back to life after God, as a result of being hit  by an Israeli tanker shell in the morning of September 17 while I was in the Sabra refugee camp, My injury was far more critical and serious which the Doctor had to amputate my foot while the hospital was without power and without water.

The doctor could not even use any clean water to conduct the surgery in her triage unit as she was moving from one wounded  soul to another desperate one  trying in vain  to save them all.  In which, under the circumstances I could not remember how the Doctor look like, Only to  See her for the first time on a  picture while she was receiving an award on an event held in London twenty years later

 

I would like to take this opportunity, to thank the Doctor for all her tireless work she did to help Palestinian refugees during the massacre of Sabra and shatila , regrettably I could not be in Beirut now to be able to return the many thanks indebted to you on behalf of my self and my people while at the same time, I assure you, never to forget those moment that become a guiding light of the truth for the rest of my life,  As I am a writer and Journalist now, Thus   putting  my pen to a good use to fight the same enemies who we were fighting thirty years ago in Sabra and Shatila

 Dr Sue,  your name shall remain an Icon as you are known for your  tireless struggle against Zionism even as you were giving your testimony to the Israeli and International courts many years later.

Our people, the people of Sabra and Shatila will never forget their friend Dr Su Chai Ang, As your name engraved in the history of the Palestinian struggle world wide

Dr Sue Chai Ang a British Doctor of Malaysian origin, the world indebted to your hard work whether in helping the wounded, the injured , the needy or in writing  and publishing your famous  book later titled from Beirut to Jerusalem  

I promise I will not rest till I meet you Doctor Sue in person to express my great thanks and gratitude of my self , as well as on behalf of the  many Palestinian whose sufferings and misery ended at your gifted hands and talent

Special sincere thanks to your great humbleness , devotion and fast stead  to help and defend our cause and rights, like other well known people through out the world,  George Galloway is one,

Unlike Toney Blair who become a boy for the business of the Empire not the well being of the people

 

Sincerely,

 Nidal Hamad

Translated by Bishara Sarraf

   ترجمة بشارة الصراف

Oslo, 17-09-2011

Au docteur Swee Chai Ang de Nidal Hamad

Un grant salut d’une personne qui ne t’a jamais rencontré sauf à travers les journaux ,les magazines et les programmes télévisés.

Malgré ça ,il semble t’avoir vu depuis très longtemps, mais peut être ne t’a pas vu car à l’instant ou il parvint à toi ,il avait perdu tant de sangs et de conscience.

Il voyait , en son chemin vers l’hôpital ,les bâtiments et les immeubles tourbillonnants facilement et avec légèreté .
Il ne rêvais pas ; il vivait, en ces moments là, entre deux
mondes : un monde ou il nage dans son sang et l’autre qui l’envoi à son enfance .

Ce qui suscita son étonnement est de voir ces camarades résucités comme s’ils n’avaient pas été mort .

Cette étonnement s’accentuait en voyant sa mère venant vers lui pour le prendre dans ses bras et son ami noyé au prés du camp .

Il s’étonna encore plus quand il voyait la fille qu’il aimait à son adolescence venir l’embraser et les bras grands ouverts pour enlacer ses soeurs qui se précipitaient vers lui souriantes et heureuses de le voir .

Il devient plus sérieux lorsque son père apparaît avec ses pas habituelles , derrière lui son frère aîné.

Il les accueille avec toute son ardeur,cache sa douleur , cherche de quoi cacher sa jambe amputé et essai de se maintenir debout devant eux comme si rien ne s’était passé.

Sa force le quitte et ils disparessérent quant il relève sa main du sang, tel un lac, dans le coffre de la voiture ou il se retrouva enroulé avec deux cadavres de martyrs pour voir la couleur rouge s’accentuait.

Il a vu , le long du chemin entre le lieu de sa blessure et l’hôpital ,les anges gardiens qui veillaient sur lui enfant, essuiyants , étant de deux cotes du chemin, ses larmes par des mouchoirs blancs .

Il ne savait pas que le chemin vers l’hôpital de GAZA était plus difficile que celui vers l’enfer .

Les réfugiés fuyants les massacres , se réfugiaient à l’hôpital
a fin d’échapper à la barbarie, le terrorisme et l’atrocité des criminelles .

Les bûcherons ne se sont pas privés de diversifier leurs styles de carnage envers les habitants de SABRA et CHATILA.

Quand la voiture parvint à sa destination , il entendit des voix qu’il reconnaissait et d’autres qu’il ignorait . Après quoi، il s’évanoui pour prendre conscience après quelques instants.

Il murmure des mots، ne savant comment il a pu les formuler,

s’adressa à ceux qui se sont réunis autour de lui .

Il était si enthousiaste et si vivace malgré qu’il venait juste de frôler la mort .

Ils n’ont pas attendue la fin de ses paroles , ils l’ont mit sur le plancard de morts; il l’ont fait entrer au bloc opératoire ou le docteur Choi Ang essayait de secourir les blessés et les sauver d’une mort inévitable tel une main devine .

Elle n’a pas pu les sauvée tous,mais elle a sauvée la vie de beaucoup d’entre eux .

Ma vie était parmi les vies qu’elle a sauvée par sa main devine.

Cette main qui résistait au massacre , qui affrontait les terroristes criminelles et se domptait de force devine que dieu lui a offert pour aider les innocents réfugiés en temps de massacre et de crime .

Malgré qu’elle soit, après dieu, mon sauveur de mort serte à cause de mes blessures graves et dangereuse suite à un missile d’un char israélien au camp Sabra et Chatila le matin du 17_9_1982 .

Elle m’a secourue , m’a opérée pour sauvegarder ma vie menacée après la mutilation de ma jambe sans qu’il y ait de l’électricité ou de l’eau propre .

Hélas, je ne me souvient pas jusqu’aujourd’hui comment est elle ou comment me paraissait elle .

Je l’ai vu en photo a une cérémonie en souvenir du massacre à Londre . C’était après 20 ans du massacre .

Je voudrais , bonne docteur, vous remercier pour tout ce que vous avez fait pour la Palestine,pour notre peuple et notre juste cause .Et aussi vous remerciez pour ce que tu as fais a fin de sauver ma vie et celle des autres le jour du massacre.

Je voudrais également m’excuser d’être incapable de te remercier avant ce jour et aussi j’aimerais vous dire que je suis encore fidèle au pacte , je porte en moi notre combat et je résistes par le biai d’écriture , ma parole et mes points de vues ; je travaille pour le bien être de mon pays , mon peuple et ma cause .

Votre nom restera à jamais connu par tout les gens tout comme il est connu par les habitants de Sabra et Chatila , par les intéressés du moyen orient, de la cause palestinienne , des droits de l’homme et de poursuivre les criminelles des deux guerres mondiales.

Il restera éternelle dans le coeur de ceux habitant les camps. Ils se souviendrons toujours de vous témoignant a propos du massacre de Sabra et Chatila au sein de la cour sioniste .

Swee Chai Ang, docteur et citoyenne britannique d’origine malaisienne, le destin a voulu qu’elle soit le seul docteur à l’hôpital de Gaza au camp Sabra durant le début du massacre commit par les milices libanaises en total accord avec les troupes sionistes .

Suite à ce qu’elle a vue et vécue avec les palestiniens dans leur camp et suite a son témoignage contre la barbarie des tueurs à Sabra et Chatila , elle est rentrée à son pays et a écrit son célèbre livre “De Beyrouth à Jérusalem”.

Ce nom restera éternelle dans ma vie tout comme le restera Palestine,ma patrie.

Je ne vais pas me reposer avant de parvenir à elle et lui témoigner ma gratitude pour tout ce quelle a fait pour moi et les autres de de mon peuple . C’est elle qui a sauvée ma

vie , a témoignée du massacre et jusqu’à maintenant supporte le peuple palestinien et soutient son juste combat, tout comme GEORGE GALAWAI à l’oppose de Tony Blair et tout les gouvernements britanniques successives .

Houd Zarad

الصفصاف 17-9-2011

بطاقات تعريف مرتجلة

اترك تعليقاً