الأرشيفثقافة وفن

فلسطين في الشعر الهسباني المعاصر

صدر في الدوحة مؤخراً للدكتور محمد عبد الله الجعيدي الأستاذ بجامعة مدريد أحدث كتبه بعنوان “فلسطين في الشعر الهسباني المعاصر” في ثلاثمئة وأربعٍ وثلاثين صفحة

صدر في الدوحة مؤخراً للدكتور محمد عبد الله الجعيدي الأستاذ بجامعة مدريد أحدث كتبه بعنوان “فلسطين في الشعر الهسباني المعاصر” في ثلاثمئة وأربعٍ وثلاثين صفحة ويتضمن الكتاب دراسة مطولة تحدد معنى هذا الشعر وظروفه وتياراته وتطوره ومعطياته.
وبعد هذه الدراسة يتضمن الكتاب دراسات نقدية وشواهد شعرية لسبعة عشر شاعراً من إسبانيا وأمريكا اللاتينية، رفعوا بيارق الخلاص الفلسطيني في وجه الغاصبين والمستعمرين. ويتميز الكتاب بالإضافة إلى موضوعه الجديد الدقة في تقديم المادة العلمية حول الشعراء، إذ يبدو من قراءة الكتاب أن قسطاً كبيراً من المادة يندرج في الورود المباشر إلى المصادر وليس بالنقل عن ناقل وهذه الميزة أعطت الكتاب نكهة خاصة. والكتاب ممتع للغاية فإذا بدأه القاريء فلن يتوقف حتى ينهي قراءته.

فبعد أن نقرا في أول صفحة من الكتاب هذه الأبيات للشاعر بيكتوريانو كريمير:
من الصعب أن نعرف إن كان الهواء يوجعكم
عندما يتراكم كصوت نمر
في حناجركم
من الصعب أن نعرف إن كان ما في عيونكم هو
كبريت أم نار، أم مجرد دموع.

يبدأ المؤلف كتابه هكذا:

“فلسطين وكوكبة شعراءٍ من إسبانيا وأمريكا اللاتينية؛ أربعةٌ منهم حملوها في القلب، وثلاثة عشر مثلهم دق القلب فوجدوها داخله.
محفوظ مصيص وإدواردو متري وماتياس الرافيدي وتيودورو السقا، أقانيم في منافي المحيط الهادئ، شدتهم الأشواق وتجاذبتهم الأعراق فأرسلوا الجذور تسعى، إلى وطن يحتضن رفاة الأجداد في ثرى بيت المقدس ويافا، وبيت لحم وعكا، ونابلس وبيتجالا وجنين، وغزة والخليل.
كارلوس الباريث وخابير بيان وأنطونيو مورينو وخوليو بيليث وخواكين بينيتو وميغل تشوليَّا وداسو سالديبار وخوليو اُواسي وبدرو تشاكمكيان وخوليو كورتيس وسيرخيو ماثياس وديوميدس داثا وبدرو غودينيث، مسحاء اصطلت قلوبهم، في مواطنها ومنافيها، بنار العدوان والغزو والهيمنة الأجنبية، فتحسسوها، ليجدوا فلسطين وأكنافها تتجلّى فيها على عرش من التضامن والإكبار.
أقانيم هم ومسحاء، من إسبانيا وكولمبيا والأرجنتين وتشيلي وبوليفيا وكوبا، وفلسطين، الأرض والقضية والشعب والهوية، هي القاسم الإنساني والأخلاقي والحقوقي المشترك.
سبعة عشر شاعراً هم، والوجع الإنساني ثامنُهم بعد العشرة؛ واحدٌ هُمْ وتحرير الأوطان والإنسان رسالتُهم.
قصائد من نياط القلب اقتطعوها منطقاً ورؤيةً، لتغتسل بتناصية فاعلة خلاَّقة، في أجباب الشرق العربي وأنهاره، وتتضمخ بعطوره وبخوره. وتنادم لياليه، بأهِلّتها وبدورها، وسكونها وسحرها.

أشعار تستدعي، بصدقها وتوهجها، تاريخ شرقنا العربي الإسلامي وحضارته، وترفع بيارق انتصاراته، وتضمد بكبرياء جراحاته.
سِيَر إنسانية مشرقة تقدَّم، ونصوص مقاومة تُدرس وتُتَرجم، لتحمل لنا نبض الإنسان في عروق الإنسان، مهما تناءى المكان عن المكان………………..”

وتنطق فلسطين في قلب المؤلف فيقول مستقبلاً هؤلاء الشعراء:

” وإذا كان الشيء بالشيء، في العطاء غير الممنون، يُذكر، وكان جدنا الألمعي صاحب الحسب الرفيع هاشم بن عبد مناف يؤدي بأريحية حق الوفادة لكل الوافدين إلى مكة المكرمة تأدية للواجب الروحي والإنساني، فنحن على خطاه، نؤدي، بقدر المستطاع، وبتواضع، مع إدراكنا نحن الأحفاد أصحاب اليد القصيرة والعين البصيرة، لفروق المقامات والعطاءات، بعضَ ما يتوجب علينا من وفادة هؤلاء الأقانيم والمسحاء على ديارنا الفلسطينية المباركة، إكراماً واعتزازاً بوفادتهم وثناءً على ما يحملون من قيم إنسانية عُليا، وتمسكاً بمآثر جدنا الجليل الذي أكرمنا الله نحن أبناء فلسطين، بلقائه وجهَ ربه في بلادنا، وباحتضان غزتنا جثمانَه الطاهر، لتُعرف من يومها بغزة هاشم. …………………”

ديوان العرب 2007