الأرشيفوقفة عز

في الذكرى ال ٣٩ لاستشهاد أبو كفاح فهد – نضال حمد

في الذكرى ال ٣٩ لرحيل الشهيد القائد الفدائي الميداني أبو كفاح فهد – نضال حمد

اسشهد رفيقنا نادر قدري فزع – أبو كفاح فهد – يوم 13-2-1982 وهو يفكك سيارة مفخخة بالمتفجرات زرعها عملاء (اسرائيل) في حي التعمير اللبناني الشعبي، بالقرب من معسكر أشبال فتح على المدخل التحتاني لمخيم عين الحلوة في مدينة صيدا بالجنوب اللبناني.

الشهيد القائد ابو كفاح فهد - نادر قدري فزع

الشهيد أبو كفاح من مواليد مدينة جنين في فلسطين المحتلة سنة 1958. شغل منصب قائد القطاع الأوسط ووحدة المدفعية والصواريخ في جبهة التحرير الفلسطينية. كان قائدا شعبياً، فدائياً، ميدانياً، جله وأحترمه وأحبه كل من عرفه وعمل وناضل معه سواء من صفوف جبهة التحرير أو من بقية الفصائل الفلسطينية واللبنانية المشتركة. ظهر ذلك جلياً في جنازته المهيبة التي شاركت فيها وحدات فدائية من كل الفصائل الفلسطينية. وكذلك من الأحزاب والقوى الوطنية والتقدمية اللبنانية. تلك الوحدات قدمت من محاور المواجهة في الجنوب اللبناني الى العاصمة بيروت، كانت ترافق موكب جنازته تقديراً واحتراماً له ولدوره الريادي والقيادي في العمل الفدائي..

تدرب على يديه مئات الشبان الفلسطينيين من مخيمات لبنان وفي معسكرات وقواعد جبهة التحرير الفلسطينية والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وجبهة الرفض أو جبهة القوى الفلسطينية الرافضة للحلول الاستسلامية. منها دورة معسكر النجارية سنة 1976 حيث كان هناك عدد كبير جداً من المتطوعين والمنتسبين الفدائيين من مخيم عين الحلوة بالذات. الذين أحبوا واحترموا الشهيد وأصبح إسمه متداولاً ومعروفاً في المخيم ومثالاً ثورياً وفدائياً لشبابه.

نعته جبهة التحرير الفلسطينية وقائدها الشهيد الأمين العام طلعت يعقوب ومنظمة التحرير الفلسطينية ومجلسها العسكري الأعلى. وكذلك عائلته في مدينة جنين بفلسطين المحتلة.

شيّع في موكب مهيب من الجنوب الى بيروت شاركت فيه وحدات من قوات الثورة الفلسطينية وقادتها العسكريين والسياسيين.. دفن في مقبرة شهداء فلسطين في بيروت.

الشهيد أبو كفاح فهد  مع الرفيق الراحل أبو مجاهد الجولاني ومجموعة من المقاتلين اليمنيين في جنوبي لبنان 1981

لقد كان نادر قدري فزع – أبو كفاح فهد – فهداً، فدائياً، شرساً، لا يعرف التعب ولا الهوان والاستكانة، واصل العمل نهارا وليلا وفي كل الأوقات.. هكذا عرفناه عن قرب نحن رفاقه الذي آلمنا وأحزننا جدا خبر استشهاده.. وشاءت الصدف أنني أنا الذي استلمت برقية تحمل خبر استشهاده عبر جهاز اللاسلكي، ونقلت الخبر للقائد الشهيد طلعت يعقوب، الذي فاجأه الخبر بشدة فأمر الموكب الذي كان عائدا من دمشق، بالتوجه فورا الى الفاكهاني ودعا الى اجتماع طارئ لقيادة الجبهة.

بالنسبة للشهيد أبو كفاح فهد فقد كانت فلسطين همه وفي دمه وبقيت كذلك الى أن وافته الشهادة المميزة في ذلك اليوم من شهر شباط سنة ١٩٨٢ في مخيم عين الحلوة الذي أحب.. وأحبه. سبق له أن قاد مواقع جبهة التحرير الفلسطينية في مخيمات البداوي والبارد شمال لبنان وفي مخيم برج البراجنة في بيروت. ترك احترامه وذكرياته وحبه لدى جميع من عمل معه وعرفه في تلك الفترة من الزمن الفلسطيني بالتوقيت اللبناني.

إن رفاق نادر قدري فزع الذين تخرجوا من مدرسة المبادئ والقيّم والأخلاق وقواعد الكفاح، ومدرسة الفدائي الفلسطيني الأول، الذي يحمل عنوان الصراع على كتفه ويسير باتجاه فلسطين. سوف يبقون على العهد، أوفياء للعهد والوعد الذي جمعهم بنادر وبكل الشهداء والأسرى والجرحى.. وبكل المنفيين والمشتتين في بقاع الأرض قاطبة. يحملون فلسطين الكاملة وحق عودة الأحياء والشهداء من أهلها الى ديارهم ومدنهم وقراهم ومقابرهم في فكرهم وقلوبهم ونهجهم الفدائي المكافح.

نم قرير العين يا رفيق الدروب والمواقع والمنازل، لأن جيل التحرير والعنفوان والمجابهة والمواجهة لم يستسلم.. ولن يسلم عنوان كفاحه ونضاله للمستسلمين ولا للصهاينة المحتلين. فدرب فلسطين طويل ووعرٌ وشائك ومليء بالصعاب والعوائق. لكن هذا كله بالاضافة لأعوان الاحتلال والمنسقين أمنيا معه، أي المتعاونين معه ضد شعبنا ومقاومته، لن يعيق كفاح اخوتك و رفاقك الفلسطينيين من أبناء وبنات مدرسة تحرير الأرض والإنسان، وما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة، وهيهات منا الذلة، فبنادق المقاومين سوف لن تضيع بوصلتها وسوف لن توجه لغير الاحتلال والخونة.

يا أبا كفاح الشهيد الحيّ فينا ومعنا إن قبرك الموجود في مخيم شاتيلا سوف يبقى هناك حتى نعيده الى جنين، بالبهاء الذي يليق بالشهداء وبالاحترام الذي نكنه للمناضلين الحقيقيين.. وبالإجلال للرواد الفدائيين.. فقد كنت واحداً من خيرة رواد ثورة وشعب فلسطين. سنعيد رفاتك الى مسقط رأسك جنين لنجمعها برفات والدتك ووالدك في مقبرة العائلة بالقرب من كل أحبتك.

العهد هو العهد … والوعد هو الوعد

وإنا باقون على العهد حتى تحرير كامل تراب فلسطين.

* صورة ابو كفاح فهد التقطت سنة 1981 في موقع درب السيم قرب مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان.

نضال حمد

13-2-2021