الأرشيفعربي وعالمي

لا فرق وصوله الرملة أم ديمونا … المهم الوطن – عادل سمارة

قادت سيطرة حكام وطبقات على الوطن العربي نيابة عن واشد وحشية من الاستعمار إلى حالة لا أغرب منها في التاريخ حيث جرَّت معها الكثير من المثقفين العرب وحتى الفلسطينيين لكي يصطفوا إلى جانب الكيان الصهيوني والغرب بأجمعه وحكامهم لتدمير سوريا واليمن بعد العراق وليبيا.
وإذا كان المثقفون العرب من بين هؤلاء ، لا يعرفون لماذا نحن هنا نقف مع سوريا بل كسوريين، فإن الفلسطينيين من بينهم هم الأخطر إلى حد أن التصالح معهم خيانة.
لماذا؟
لأنهم يعرفون جيدا وتماما ومطلقا أننا هنا طوال حياتنا:
إذا نمنا بعمق نتوقع أن يوقظنا جيش العدو بتحطيم الأبواب
إذا رقصنا نتوقع أن لا يدوم هذا.
إذا زرعنا نتوقع أن يُقتلع
إذا بنينا نتوقع أن يُهدم
إذا فرحنا نتوقع أن نُطرد.
إذا تزوجنا نتوقع أن يتحول اولادنا إلى لاجئين
إذا خرجنا من البيت لا يمكننا أن نعد اولادنا بالعودة بالعكس من الدعاية للطيران حيث تقول الطفلة لأبيها “أوعدنا أن تتصل وأن تعود”.
لذا، لا نتخيل أن يقف مثقف فلسطيني ضد سوريا لأن المطلوب ضدها أكثر وحشية من كل هذا. فمن ذا الذي يتمنى لأي شعب حتى من غير أمته مصيراً كهذا، وبماذا يمكن أن نصفه. إن وصفي لهم بالطابور السادس الثقافي هو ناعم جدا وحتى مُساوِم.
بالمناسبة الفلسطينيون من بين هؤلاء، هم:
• ممن أتوا هنا مطبعين واستقبلهم ودافع عنهم مطبعون من هنا.
• ممن وقَّعوا بيانات ويوقعون ضد سوريا ولصالح الإرهاب التركي الوهابي والاسشتراق الإرهابي والإرهاب التروتسكي
• وممن يتمولون من النفط لحريق الثقافة العربية.
لذا، وضعت كل هذا قبل أن تكتحل العيون على طول 500 كلم بريشة على شكل صاروخ جبُنت دفاعات الذي لا يُقهر عن اعتراضه. وعليه، ليس المهم إن كان ذلك في مدينة الرملة أو ديمونا النقب، المهم، أن سوريا ترد كما ترى وحينما ترى. وحينها ننتقل من “حماة الديار” إلى “محرري الديار”.
والأهم أن سوريا باقية، وهذا المرة لم تُسقط طائرة العدو في الجولان بل عبَر السهم كامل فلسطين المحتلة.
ولعل أهم ما في هذه الرسالة أنها إشارة إلى التطبيع الإماراتي التي تشارك مناورات مع العدو في اليونان العدو المتجدد والمتنافس مع تركيا ضدنا، بأن نظام دُبيْ هو صهيوني بامتياز، حتى لو تمظهر باحتلال مبنى في دمشق كسفارة له، لن تكون سوى وكراً مثل وكر “شملان” في لبنان قبل ستين عاماً.