الأرشيفوقفة عز

لقاء مع نلسون مانديلا – نضال حمد

في أحد أيامي في اوسلو عاصمة النرويج، وكان ذلك بالتحديد يوم ١٢-٦ -٢٠٠٥ شاركت في لقاء خاص مع الزعيم العالمي الكبير، الجنوب افريقي، نلسون مانديلا. ككاتب واعلامي عربي نرويجي وكرئيس للجالية الفلسطينية في النرويج، حيث تلقيت دعوة رسمية للمشاركة في اللقاء المذكور قبل أيام من حدوثه.
جرى اللقاء على هامش حملة لدعم الأطفال في افريقيا. حضره رئيس وزراء النرويح الأسبق الأسقف بوندفيك وعدد من الوزراء والسياسييين النروجييين، بالاضافة لقادة المعارضة النرويجية، ورئاسة حزب العمل النرويجي ممثلة آنذاك بينس ستلتنبيرغ رئيس الحزب .
بدت على الزعيم مانديلا آثار السنوات الطويلة التي قضاها في سجون نظام الابارتهايد والفصل العنصري، الذي قاد شعبه لقهره ودحره وهزيمته، ولم ينتقم من أحد بعد التحرير. بدت تلك العلامات واضحة على صحته فبالكاد استطاع التحرك. كان لا يستطيع المشي بدون عكازته وبدون مساعدة شخص يساعده في التحرك. أما في اللقاء المذكور فقد تطوع ستلتنبيرغ لمساعدة مانديلا على الوصول الى منصة المايكريفون. حيث ألقى على مسامع الحضور كلمة قصيرة مقتضبة عبر خلالها عن التضامن العالمي بين الشعوب والأمم وضرورة مساعدة الدول الغنية للدول الفقيرة. وحماية الأطفال من الحروب والعنصرية والأمراض والأوبئة.
شارك في اللقاء المذكور أطفال حارتنا أيضا أقصد حارتنا في اوسلو حيث تقيم مجموعات عرقية واثنية كبيرة منها مهاجرين ولاجئين من أصول افريقية. قام هؤلاء برفقة أطفال نرويجيين آخرين بتقديم وصلات غنائية وموسيقية افريقية على شرف قائد افريقيا.
كنت شديد الرغبة بالوصول الى مانديلا وعناقه وتقديم التحية له وشكر الشعب العربي الفلسطيني له ولجنوب افريقا على كل ما قدموه لشعبنا وعلى موقفهم الثابت في دعم القضية الفلسطينية والفلسطينيين. لكن حالته الصحية وسرعة مغادرته القاعة، والحشد الكبير من الضيوف الذين كانت لدى غالبيتهم نفس رغبتي، جعلت الأمر مستحيلاً.
قمت في ذلك اللقاء بالتقاط مجموعة من الصور من مكاني البعيد نوعاً ما عن المنصة الرئيسية حيث كان يجلس مانديلا. تبقى تلك الصور للذكرى والتاريخ .. فالقائد مانديلا بعد ذلك بثماني سنوات في الخامس من كانون الثاني 2013 غادرنا الى العالم الآخر تاركاً خلفه سيرة عطرة وإرث نضالي وتحرري وانساني عظيم.
نضال حمد
22-1-2021
رابط للصور في فيسبوك