الأرشيفالجاليات والشتات

للمرأة يومها وحلمها

عندما خصص هذا اليوم الثامن من آذار – مارس يوماً أو عيداً للمرأة كان الهدف منه الوقوف الى جانب النسوة العاملات، الكادحات والمربيات، اللواتي أضربن عن العمل في نيويورك للمطالبة بتحديد ساعات العمل بعشر ساعات يومياً. جرى ذلك الاضراب يوم 8-3-1857. وفي 28-2- 1909 أعلن الحزب الاشتراكي الأمريكي يوم الثامن من آذار من كل عام يوماً للمرأة. ثم أصبح بالفعل يوماً عالمياً للمرأة بعدما تبنته أحزاب اليسار العالمية. وهو يوم في السنة لتكريم المرأة من أجل حياة أفضل للنساء ولعائلاتهن ولأطفالهن.

في الدول الاشتراكية سابقاً وأيام الاتحاد السوفيتي ومعسكره الاشتراكي الشيوعي كان عيد المرأة واحداً من أهم الأعياد التي يتم إحياؤها في تلك الدول. أما أجانب وطلبة ذلك الزمان الأممي فكانوا يشترون الورود والزهور ويقومون بإهدائها للفتيات والنساء. ففي المناسبة تلك كانت الزهور والورود تنهمر على الصديقات والزميلات والرفيقات وحتى تقدم في اليوم المذكور للمعلمات في الجامعات والمدارس والمعاهد.. كما أذكر أننا كنا نهديها لكل إمرأة أو فتاة كَننا لها المحبة والمودة والتقدير. بالمناسبة لا اذكر أنني فعلت ذلك في الوطن العربي ربما لأنني غادرته مبكراً وفي بداية شبابي، يعني لم نحصل أنا وجيلي وغيرنا على فرصة إلتقاط النفس فقد أنهكتنا الحروب في ذلك الوقت وكنا منشغلين بها.

بالعودة الى يوم المرأة في بولندا فهناك مثلاً هناك عادة تقبيل اليد، حيث يقوم الرجل بتقبيل يد المرأة حين يتبادلان السلام وفي كل مرة يتبادلان فيها التحية والسلام. في يوم المرأة كانت القبلات تنهمر على أكف وأيدي النسوة والفتيات والصبايا البولنديات. لم أحب تلك العادة لا أعرف لماذا أو ربما لأنني بالأصل لم أكن أحب عادة إسلامية وعربية تشبهها… وهي أن يقوم الأصغر سناً بتقبيل يد الأكبر سناً أو ما يعرف بولي الأمر. في المملكة المغربية لازالت عادة تقبيل يد الملك موجودة حتى يومنا هذا.

بالعودة الى بولندا والدول الاشتراكية فإن الناس هناك في غالبيتهم يربطون يوم المرأة العالمي باليسار والشيوعية، وبما أنهم عانوا من قمع تلك الأنظمة وتشبعوا أيضاً من الدعاية الغربية المضادة، فإنهم يعتبرونه يوماً يسارياً وهناك عدد كبير منهم ومنهن لا يحتفلون ولا يحيين هذا اليوم. لكن هناك شباب وصبايا يحتفلون ويحتفلن به كما جرت العادة. في ايطاليا واسبانيا شاهدت احياءات كبيرة وواسعة ليوم المرأة العالمي خاصة من قبل اليساريين الطليان والاسبان. كذلك هو الحال بين اليسار الألماني وسمعت من أحدهم أن الثامن من آذار يوم عطلة رسمية في برلين.

أنا وجمانة وسهاد

أما في النرويج والدول الاسكندنافية فللمرأة حضورها القوي في المجتمع والسياسة والثقافة والمؤسسات والحكم والقرار وفي كل مكان… حتى في البرلمان والحكومة تكاد تكون النسبة متساوية ومتقاربة بين الذكور والإناث. فيما قوى اليسار النرويجي تحيي يوم المرأة بشكل فعال ولائق يليق بتضحيات ومكانة المرأة، وغالباً ما نرى ونشاهد حضوراً مميزاً في الاحتفالات لصور أيقونات النضال النسوي العالمي ومنهن أيقونات فلسطينيات.

الميادين

في بلادنا العربية تعتبر المرأة – الأم العامود الفقري للبناء العائلي وكل يوم يصادف الثامن في شهور السنة مجتمعة يصلح أن يكون يوماً للمرأة العربية، تلك التي لم تأخذ حقها كما يجب في مجتمعاتنا. أما المرأة الفلسطينية فكل أيام السنة ال 365 هي يوماً لها. لأنها رمز خصوبة شعب فلسطين وتضحياته وعزته وديمومة كفاحه حتى سحق الاحتلال وتحقيق النصر والعودة والحرية.

كل يوم وكل آذار وطوال العام والمرأة بخير.

نضال حمد

8-3-2023