وقفة عز

لماذا قطعتم مرتبات سمير القنطار?

نضال حمد

يوم الأسرى العرب في سجون الصهاينة

يوم 22 نيسان – ابريل من كل عام هو يوم الأسرى العرب في السجون الصهيونية. وهو بالمناسبة يوم اعتقال عميد الأسرى العرب، الأسير المحرر سمير القنطار.. تم اعتقال سمير بعد قيادته لمجموعة (كمال جنبلاط) من المقاتلين العرب التابعة لتنظيم جبهة التحرير الفلسطينية الذي كان يتزعمه الشهيد الراحل طلعت يعقوب. ونفذت المجموعة عملية (جمال عبد الناصر) في نهاريا  فجر يوم 22 نيسان- ابريل من سنة 1979 . أستشهد على إثرها رفيقين من رفاق سمير وهما عبد المجيد أصلان ومهنا المؤيد، فيما جرح وأعتقل سمير نفسه ورفيقه أسعد الأبرص. هذا الأخير تم تحريره في تبادل للأسرى جرى سنة 1985 بين المقاومة الفلسطينية والعدو الصهيوني.

 حكم على القنطار حوالي550 سنة سجن.. ورفض الصهاينة أن تشمله أي صفقة تبادل للأسرى، وبقي القنطار في السجن نحو 30 سنة، عرف خلالها بصموده وتألقه وعزة نفسه وتمسكه بالموقف الوطني الذي لا يقبل القسمة وأنصاف الحلول. وتكريماً للقنطار ومواقفه البطولية داخل الزنازين والمعتقلات ودوره في قيادة الحركة الأسيرة تم تسمية يوم 22 نيسان / أبريل من كل عام يوماً للأسرى العرب، فيما بقي يوم 17 نيسان / أبريل يوماً للأسرى الفلسطينيين.

 الذين كرموا سمير القنطار ومازالوا يكرمونه ويعتزون به ويعتبرونه قدوة في العطاء والصبر والتفاني والنضال والنفس الثوري الطويل، هم أبناء فلسطين العربية المقاومة وليسوا من المستسلمين الذين تخلوا عن قضية فلسطين .. لأن الذين تخلوا عن عروبة فلسطين بكاملها قد تخلوا أيضاً عن سمير ورفاق سمير من أسرانا العرب المناضلين.

في نظرة سريعة وعودة إلى الوراء قليلاً سنجد أنه خلال سنوات النضال الوطني الفلسطيني المعاصر دخل السجون الصهيونية مئات من المقاومين والفدائيين العرب الذين التحقوا بالثورة الفلسطينية المعاصرة وفي فصائلها الوطنية والقومية واليسارية ثم الإسلامية. وقضت مجموعة منهم سنوات من العمر في سجون الاحتلال. فقد دخل تلك السجون كل من السوري والأردني واللبناني والمصري والسوداني والتونسي والمغربي والسعودي والليبي والعراقي واليمني و…الخ

كانت وظلت تجمعهم قضية فلسطين المقدسة بالرغم من قيام بعض الفلسطينيين والعرب بخيانة القضية ووضعها في مهب الريح والتخلي عن الأسرى الفلسطينيين والعرب وانجاز اتفاقيات (أمنية وسلمية) مع الاحتلال الصهيوني دون التطرق لموضوع الأسرى، حيث  من المعروف في كل الحروب والنزاعات أن المفاوضات والمحادثات تبدأ من خلال عملية تبادل الأسرى والمعتقلين. هذا في العالم الذي يحترم نفسه أما عند قيادة المصادفة في منظمة التحرير الفلسطينية والتي لم تحترم شعبها وأسراها ومناضليها وجرحاها وشهدائها تم العكس تماماً. فوقعوا اتفاقياتهم مع الصهاينة وبقي آلاف الأسرى في الزنازين والمعتقلات والسجون، إلى أن حررت بعضهم المقاومة اللبنانية الإسلامية بقيادة حزب الله وزعيمه الكبير السيد حسن نصرالله.

ماذا فعلت منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية العتيدة لأسير عظيم اسمه سمير القنطار؟؟

هذا القنطار الذي خاضت المقاومة اللبنانية لأجله حرب 2006 وكسرت الاحتلال وأذلته وقهرته وتوجت ذلك بعد سنتين بإجباره على إطلاق سراحه.. الذي فعلته منظمة التحرير الفلسطينية وسلطتها الوكيلة أنها تخلت عنه وقطعت راتبه الشهري الذي كان يتقاضاه من دائرة شؤون الأسرى والمحررين. هكذا تكافئ سلطة أوسلو المناضل القنطار بعد 30 سنة في المعتقلات والسجون والزنازين ..أقول هذا الكلام والأسى يعتصر قلبي والحزن يلفني والألم يأخذ مني .. فسمير من أرقى الحالات النضالية التي عرفتها مسيرتنا الثورية الفلسطينية فبه يتشرف الشرفا .. وأركان أوسلو بحاجة لسنوات ضوئية من العمل وتنظيف أياديهم وعقولهم حتى يرتقوا لمنزلته.. على كل حال يبطل العجب حين يعرف السبب فالاحتلال الصهيوني هو الذي يمنع سلطة أوسلو من اعتماد مرتبات سمير بعد إطلاق سراحه. والسلطة لمن لا يعرف، تعمل نيابة عن الاحتلال ووكيلاً له في الضفة الغربية  وتسيطر على الأموال والمؤسسات فيما يعرف بمنظمة التحرير الفلسطينية، التي بدورها انتهت منذ مجلس غزة – كلنتون – الذي ألغى ميثاقها الوطني والقومي. وفيما بعد آل ما تبقى منها إلى مجموعة من وكلاء الاحتلال بالإضافة لشهود الزور من ممثلي الفصائل الفلسطينية العاجزة.

في يومك يا سمير وهو يوم كل أسير عربي أعتذر منك ومن كل الأسرى العرب نيابة عن شعبي المحاصر باحتلالين داخلي وخارجي. ولكني أقول لك (لكم-ن) أن شعبنا الذي أنجب الراحلة أم الشهداء، أم ناظم في مخيم شاتيلا والمناضلة الجليلة أم جبر وشاح في غزة، أمك بالتبني النضالي والوطني ليس شعباً عاقراً ولن يكون شعباً عاجزاً، ولا بد أنه سيعطيك حقك ويكرمك خير تكريم أنت وكل عربي مناضل قدم أغلى ما يملك لأجل قضية فلسطين.

22-4-2011