الأرشيفثقافة وفن

مبروك للأديب التونسي عباس سليمان

– نضال حمد

مبروك لصديقي الأديب التونسي عباس سليمان انتخابه رئيساً جديداً لفرع اتحاد الكتاب التونسيين بقفصة.

بهذه الكلمات “أو لما يعود الدر إلى معدنه” قدم صديقنا المشترك الأديب التونسي ابراهيم الدرغوثي التهنئة  لصديقه عباس سليمان. الذي تم انتخابه يوم أمس الأربعاء الموافق ١٦-١١-٢٠٢٢ في المؤتمر الذي دارت أشغاله بالمكتبة الجهويّة بقفصة، المدينة الجنوبية العريقة، المعروفة بتخريج أفواج من المثقفين والأدباء والكتاب.. ومن الكاتبات والأديبات.. كذلك من المناضلين التوانسة، الذين التحقوا مع توانسة آخرين بالثورة الفلسطينية خلال سبيعينات وثمانييات القرن الفائت بالذات. كنت في بيروت والجنوب اللبناني وفي الشام وسوريا تعرفت على عدد غير قليل من توانسة الثورة الفلسطينية… ومنهم من استشهد ومن جرح ومن لازال حياً يحمل رايات النضال والعروبة والتقدم وتحرير فلسطين..

سنة ٢٠٠٧ في شهر نيسان – ابريل من ذلك العام سافرت إلى تونس بدعوة من اتحاد كتاب تونس ونائب رئيسه آنذاك أخي وصديقي ابراهيم الدرغوثي، فسافرت من أوسلو الى تونس العاصمة، ومن هناك بالقطار الى مدينة عقبة بن نافع حيث مسجده في قفصة. يومها صادف أن الجو كان ماطراً جداً، تخللته أمطار شتاء غزيرة لم تشهدها تونس منذ سنوات طويلة. شاهدت ذلك بأم العين خلال عشر ساعات سفر بالقطار من العاصمة تونس الى مدينة قفصة التي وصلتها مساء ذلك اليوم.

في قفصة كان بانتظاري في محطة القطارات الأخوين ابراهيم وعباس، حيث تناولنا طعام العشاء في فندق المأمون الذي بت فيه ليلتي. كانت سهرة جميلة تعرفت خلالها على الأديب عباس سليمان عن قرب. في اليوم التالي توجهنا الى مدينىة توزر القريبة وهي مدينة تاريخية وتعرف بمدينة أبي القاسم الشابي حيث ولد وتوفي ودفن هناك حيث ضريحه في الدار.كما في توزر هناك دار شريط المبنى السياحي العريق الذي تناولنا فيه طعام الغذاء في اليوم التالي بدعوة من الوالي الثقافي لتوزر الأخ جمال الشباي قريب الشاعر الكبير أبو القاسم الشابي.

كانت رحلة رائعة مع ناس رائعين ومدينة ساحرة كما هي توزر بنخيلها وواحاتها وناسها ولباس نسوتها الذي ذكرني باللباس القديم لنسوة سوريا والعراق وفلسطين. وببيوتها المشيدة من الجبس وبألوان جميلة..

قبل الختام أذكر أنني أردت شراء هدية تذكارية من بائع هناك وهي “زهرة الصحراء” ولكن البائع المذكور عندما عرف أنني فلسطيني رفض أن يتقاضى ثمنها وقال لي هذه هدية من أخ تونسي لأخ فلسطيني. نفس الشيء حصل معي عندما أردت شراء علبة من التمر التونسي التوزري اللذيذ. الله كم انتم عظماء يا أهل تونس ويا أهل توزر وقفصة والجريد…

أذكر تلك الرحلة كذلك لأنها كانت الرحلة الأخيرة لي إلى تونس، تلك الدولة العربية التي تغيرت وتبدلت كثيراً منذ ذلك الوقت. في الختام مببارك الانتخاب والتقدير لصديقي عباس سليمان وعلى أمل زيارة جديدة ولقاء جديد في قفصة وتوزر.

نضال حمد

١٧-١١-٢٠٢٢

توزر – تونس 04-2007