وقفة عز

متى سيتم تشريح الجريمة؟

بقلم : نضـال حمد ـ أوسلو

إذا كنتم من الفاشيين والساديين والعنصريين، أو لديكم ميول لتلك المجموعات الهمجية التي تستعمل أساليب وحشية وغير إنسانية، وتمارس الجريمة بشكليها السري والعلني، وتستمد أيديولوجيتها وفهمها للممارسة الدموية من العقائد والنظريات الاقتلاعية، ما عليكم سوى شد الأحزمة والالتحاق بوحدات جيش الصهاينة المسمى جيش الدفاع (الإسرائيلي) العاملة في الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلين، ذاك الجيش الذي يعتبر أفضل مدرسة لتعليم تلك الأساليب ونشر الجريمة والسادية في عالم اليوم. حيث أن للجيش المذكور تاريخ حافل بتلك التجارب وذلك من سنين طويلة، فقد مارس جنوده وضباطه البشاعة مع الوحشية المطعمة بالسادية الخاصة التي ميزت الصهيونية عن الفاشية، بحيث جعلتها أكثر دموية. فكافة أعمال القتل والتعذيب الإجرامية المبتدعة (إسرائيلياً)، المميزة للعقلية الصهيونية، لازالت تمارس منذ 1948 نكبة الشعب الفلسطيني وحتى هذا اليوم، إذ يمارسها الجنود والمستوطنون على الضحايا من الفلسطينيين..

 

رابين وتكسير عظام الشبان الفلسطينيين

 

لازالت تجارب وابتكارات الصهيونية ماثلة للعيان ومنها نظرية الجنرال اسحق رابين، حيث انه قام بتجريب وسيلة تكسير عظام ومفاصل الشبان الفلسطينيين إبان الانتفاضة الأولى، وقد رأينا وشاهد العالم أجمع معنا من على شاشات التلفزة جنود صهيون وهم يقومون بتطبيق نظرية رابين على عظام الفتية الفلسطينيين. ويقال أن الجنود الذين رأيناهم في الصورة الشهيرة قد حصلوا على حق اللجوء السياسي في السويد منذ سنوات عديدة.. ولا ندري مدى صحة تلك الأقاويل، وإن صحت فأننا نسأل السويد على ماذا منحتهم حق اللجوء؟ إذ كان الأجدر بها تقديمهم الى المحاكمة بسبب جرائهم الموثقة والمكشوفة والمعروفة.

 

شارون صاحب أكبر سجل دموي صهيوني

 

هناك أيضا سجل اسود كبير لرئيس الوزراء المتألق إرهاباً وإجراما، الجنرال شارون صاحب نظرية دفن الأسرى والجرحى وهم أحياء، ويقال أنه كان أمر جنوده بدفن الأسرى المصريين وهم أحياء تحت رمال صحراء سيناء. حيث لم يمنعه أي قانون دولي أو حس إنساني أو رادع ديني أو واعز ضميري من فعل ذلك. وفي أوقات سابقة وأخرى لاحقة جرب شارون وسائل أخرى فارتكب مع جيش الدفاع وعصابات المستوطنين الصهاينة على ارض فلسطين عشرات المجازر والمذابح، كما نفذ عدة مذابح أخرى في الأردن ولبنان، ولازال مستمرا بنهجه الدموي في فلسطين المحتلة، حيث قامت قواته بمئات أو حتى آلاف الأعمال الممنوعة والمحرمة دوليا وقانونياً.

 

لن نعدد هنا المجازر والمذابح والاغتيالات والتصفيات التي قامت بها أجهزة أمن ومخابرات وقوات الواحة الديمقراطية الوحيدة في شرق المتوسط، فهي كثيرة وعديدة ومنوعة وجرت في أماكن مختلفة من العالم، لكن ضحاياها كانوا دائما من الفلسطينيين أو العرب، ما عدا حالة تفجير سفينة المهاجرين اليهود في المياه الفلسطينية في نهاية الأربعينيات من القرن الماضي، وذلك لفتح الطريق أمام المهاجرين الصهاينة الذين كانت تشحنهم الحركة الصهيونية لاستيطان فلسطين.

 

تشريح جثة الفلسطيني مباشرة بعد قتله

 

سنتحدث هنا أيضا عن الجيش (الإسرائيلي) وما فيه من حالات فاشية سادية عنصرية.

ذكرت صحيفة هآرتس (الإسرائيلية) نهاية شهر كانون الثاني يناير الفائت ” أن طبيبا عسكريا (إسرائيليا) أجرى درساً في التشريح على جثة فلسطيني أمام الجنود”…

لقد تمت عملية تشريح الجثة بدم بارد، هذا بعدما كان الجنود من اليهود وغير اليهود قاموا بدورهم بقتل الفلسطيني أيضاً بدماء باردة. وكانت الاعترافات تلك وردت على لسان جندي (إسرائيلي) من الذين خدموا في الوحدات النظامية للجيش (الإسرائيلي) وقال الجندي في شهادته إن عملية التشريح جرت قبل سنتين في منطقة رام الله بعد صدام جرى بين الفلسطينيين وقوة عسكرية (إسرائيلية).

وأضاف الجندي انه بعدما أصيب الفلسطيني وخرجت أجزاء من أعضائه الداخلية خارج جسده قام الطبيب الإسرائيلي ” بإخراج سكين وبدأ بتقطيع الجثة وشرح للجنود عن الأعضاء والأجزاء المختلفة مثل الغشاء الذي يحيط بالرئتين والطبقات في الجلد، والكبد وأمور مشابهة“…

 

دفعت مبلغ 200 شيكل لأنني قتلت فلسطيني

 

هناك آلاف من حالات الاعتداء الشبيهة التي ارتكبت بحق أبناء الشعب الفلسطيني على مرّ السنين الطويلة من عمر الاحتلال، ومن عمر الانتفاضة الثانية. وتم الاعتداء من قبل الجيش (الإسرائيلي) على الضحايا من الفلسطينيين أثناء حياتهم وبعد موتهم.

 

هذا وقامت منظمة (إسرائيلية) تدعى ” يكسرون الصمت” أسسها جنود يرفضون الخدمة العسكرية في الضفة الغربية وقطاع غزة بجمع وكشف معلومات مأخوذة من جنود شاركوا أو شاهدوا تلك الأعمال أو سمعوا بها من زملائهم في وحدات الجيش المختلفة. روى هؤلاء كيف يتم قتل الفلسطيني أو إطلاق الرصاص عليه بلا سبب أو لمجرد القتل. وكيف أن ضابطا (إسرائيليا) أطلق الرصاص على فتى فلسطيني قرب نابلس وقتله بينما كان بإمكانه إصابته في موضعِ غير قاتل، ثم تم تغريم الضابط مبلغ 70 دولاراً أمريكيا لقتله الفتى. وفيما بعد خرج القاتل من عند قائد وحدته ليقول للجنود : ” لقد دفعت مبلغ 200 شيكل لأنني قتلت فلسطيني“…

 

هواية اصطياد وقنص الطرائد البشرية

 

في النهاية لا بد من تذكير القراء بأفضل الهوايات (الإسرائيلية) وهي اصطياد وقنص الطرائد البشرية، حيث من المعروف ان القناصة الصهاينة مارسوا و يمارسون هواية القنص والصيد على المواطنين الفلسطينيين في مدنهم وقراهم ومخيماتهم المحتلة و المحاصرة في الضفة والقطاع. وهذا العمل السادي الوحشي ليس جديدا عليهم فقد مارسوه ومازالوا يمارسونه في الأراضي الفلسطينية المحتلة. لذا المطلوب من الفلسطينيين التوثيق لكل تلك الجرائم وحفظها وتدوينها بشكل توثيقي ومهني حتى تكون مواد حسيّة ,ادلة دامغة على مدى وحشية الاحتلال (الإسرائيلي) في فلسطين.

 

نضـال حمد ـ عضو تجمع الكتاب والأدباء الفلسطينيين

 

28-02-2005