الأرشيفصهيونيات

مستقبل (إسرائيل) إلى الزوال د. غازي حسين

أكد تيودور هرتسل (مؤسس الحركة الصهيونية) والمؤسسون الصهاينة أن المشروع الصهيوني في قلب الوطن العربي مشروع استعماري ، سيقوم بدعم وتأييد كاملين من الدول الاستعمارية لخدمة الأهداف الاستعمارية والصهيونية والهيمنة على المنطقة وأمركتها وصهينتها ونشر الفتن الطائفية والمذهبية والعرقية داخل البلدان العربية لتفتيتها وإقامة دويلات تابعة للولايات المتحدة ، والقضاء على الوحدة العربية وعلى دور العرب في العصر الحديث وعلى الحضارة العربية الإسلامية في القدس وبقية فلسطين باستخدام القوة ووضعها فوق الحق والعدالة وممارسة الإرهاب والعنصرية والإبادة الجماعية لترحيل الفلسطينيين خارج وطنهم فلسطين، وجعل فلسطين اكبر غيتو يهودي عنصري وإرهابي عدو لشعوب المنطقة العربية والإسلامية ، وحليف للامبريالية الأميركية واقامة “إسرائيل” العظمى الاقتصادية من خلال مشروع الشرق الاوسط الجديد والسوق الشرق الأوسطية للاجهاز نهائيا على النظام العربي بمساعدة من اسمتهم رايس بالمعتدلين العرب. فالكيان الصهيوني حالة استعمارية وإرهابية وعنصرية في الاهداف و الزمان والمكان لذلك لا مستقبل له في فلسطين والوطن العربي على الإطلاق ، والصراع معه صراع وجود وليس نزاعا على الحدود .

طالب الاستعمار الأوروبي أولاً ب إقامة “اسرائيل” في قلب الوطن العربي على شكل قوة حليفة له ومعادية للشعب والامة العربية . وتأسست بعد ذلك الحركة الصهيونية وارتمت كلية في أحضان المانيا النازية ثم بريطانيا وحاليا امريكا ، لخدمة مصالحها ومصالحه في المنطقة العربية والإسلامية وبالتحديد في قلب الوطن العربي .

نشأ الكيان الصهيوني في فلسطين العربية نشأة غير طبيعية وغير شرعية واستعمارية لخدمة الاستعمار الاستيطاني اليهودي . وانطلق تأسيسه من تقرير كامبل الاستعماري ، و من وعد بلفور غير القانوني واتفاقية سايكس – بيكو الاستعمارية ونظام الانتداب البريطاني وقرار التقسيم غير الشرعي، ونشأ جراء تعاون الحركة الصهيونية والوكالة اليهودية في فلسطين مع المانيا النازية والفاشية الايطالية واستجلاب قطعان المستعمرين الصهاينة من ألمانيا وبمساعدة النازية واستغلال جرائم النازية ضد المعادين لها وضد اليهود الألمان الاندماجيين (غير الصهاينة)  وزرعهم في فلسطين وترحيل سكانها الشرعيين وأصحابها الأصليين بمساعدة ودعم امريكا وألمانيا وبقية الدول الأوروبية ، واستخدام القوة لكسر إرادات بعض القادة الفلسطينيين و العرب وبدعم كامل من اليهودية العالمية والامبريالية الأمريكية .

بدأ المشروع الصهيوني كجزء من المشروع الاستعماري للهيمنة على بلدان الشرق الاوسط العائمة على بحر من النفط والثروات الطبيعية الاخرى . فالصراع معه امتداد للصراع مع الاستعمار الأوروبي بدءا من الحروب الصليبية (الفرنجة) مرورا بفترة الانتداب البريطاني والفرنسي ووصولا الى الامبريالية الاميركية والصهيونية العالمية . وتحول من الفكرة التوراتية والمساعي الاستعمارية والقرار الصهيوني الى مشروع تبنته الدول الغربية وتدعمه اليهودية العالمية . وتقوم طبيعته على نظرية المجال الحيوي لليهودية العالمية من النيل إلى الفرات للهيمنة على الوطن العربي كمقدمة للهيمنة على العالم.

ويتسم المشروع الصهيوني مجسدا بالكيان الصهيوني بأنه مشروع استعمار استيطاني يهودي توسعي وإرهابي وعنصري وإحلالي وإجلائي يمارس التطهير العرقي والعنصرية والتمييز العنصري تجاه الشعب الفلسطيني ويرتكب جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية لتهويد فلسطين والمقدسات العربية فيها .

ويعمل باستمرار على ديمومة استمرار الصراع و المواجهة مع طموحات الشعوب العربية والإسلامية للهيمنة عليها ولعرقلة التنمية والتطور والاستقرار فيها ومحاربة العروبة والإسلام .

وتنطلق القوانين في الكيان الصهيوني ، واولها قوانين العودة والجنسية والأراضي والأحوال المدنية من الدين اليهودي والايديولوجية الصهيونية مع افضلية الصهيونية على الديمقراطية بمعنى انه اذا كان هناك تناقض بين الصهيونية والديمقراطية فالاولوية للصهيونية على الديمقراطية .

ويسّخر الكيان الصهيوني استخدام القوة او التهديد باستخدامها للتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان العربية والاسلامية وللضغط والابتزاز وكسر بعض الإرادات الرسمية وإشعال الحرب المفاجئة والوقائية والاستباقية لتحقيق الاستعمار الاستيطاني وتهويد القدس والمقدسات العربية في كل فلسطين العربية .

ويعمل ليل نهار بمساعدة اجهزته الامنية و اجهزة الامن الفلسطينية وبعض زعماء من اسمتهم رايس واولمرت بالمعتدلين العرب وبدعم وتأييد كاملين من امريكا ودول الاتحاد الاوروبي والرباعية الدولية لاضعاف المقاومة الفلسطينية وحركات التحرر الوطني العربية للسيطرة على المنطقة والنفط فيها وتغيير هويتها العربية الاسلامية .

ان الكيان الصهيوني هو نتاج التعاون السري والعلني بين الدول الاستعمارية والحركة الصهيونية، ويدين بنجاحه الى بريطانيا والمانيا النازية وفرنسا والامبريالية الامريكية وبعض الحكام العرب وجامعة الدول العربية .

ويعمل لضمان نجاحه ومكانته الاستراتيجية كقوة غربية غريبة عن المنطقة دخيلة عليها بتسليح نفسه بأحدث انواع الاسلحة النووية والكيماوية والبيولوجية والتقليدية لكسر الارادات العربية وعرقلة الوحدة ، ونشر الفتن الطائفية لتفتيت سورية ولبنان والعراق ومصر والسودان ، وترفض “اسرائيل” حتى اليوم تعيين حدودها ، ووضع دستور لها والتخلي عن العنصرية والتمييز العنصري في قوانينها والانسحاب من الاراضي المحتلة .

يزعم الاعلام الغربي ان “اسرائيل” الاستعمارية والعنصرية والارهابية واحة من الديمقراطية وسط الصحراء العربية ، مع العلم بأن الكيان الصهيوني وامريكا هما اللذان كانا يدعمان النظم الاستبدادية في المنطقة وعلى رأسها نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك ، ويمارسان ارهاب الدولة والارهاب الدولي كسياسة رسمية .

ويعتمد الكيان الصهيوني على الحروب للاستيلاء على الاراضي العربية و تهويدها وبناء المستعمرات اليهودية عليها واعادة رسم خريطة جديدة له وللوطن العربي بمساعدة امريكا لبلورة سايكس- بيكو لاقتسام النفط العربي بين بريطانيا وامريكا وفرنسا في العراق وليبيا ودول الخليج ولابقاء الوطن العربي ضمن دائرة هيمنة الدول الغربية .

وادت الحروب التي اشعلتها “اسرائيل” والمجازر الجماعية التي ارتكبتها والمستعمرات التي اقامتها والانتصارات العسكرية والاعلامية التي حققتها بدعم من الإدارات الأمريكية ودول الاتحاد الاوروبي الى تطوير مجموعة من القيم العنصرية والفاشية في اوساط الشعب (الاسرائيلي) وبلورتها في قوانين واجراءات وافقت عليها واقرتها الكنيست والحكومات (الاسرائيلية) المتعاقبة ، ويطبقها الجيش والشرطة واجهزة الامن والمؤسسات الحكومية وحتى المستعمرين اليهود انفسهم .

وتزداد يوما وبعد يوم عنصرية “اسرائيل” وفاشيتها وارهابها واطماعها في الارض والممتلكات والثروات والمياه الفلسطينية والعربية .

ويعبّر (الإسرائيليون( وبقية الصهاينة في جميع انحاء العالم عن اعتزازهم بمجموعة القيم الاستعمارية والعنصرية والإرهابية التي ترسخت لدى الشعب (الاسرائيلي) والحكومة (الاسرائيلية) والاستعمار الاستيطاني ، ويجهرون في واشنطون ولندن وباريس وبرلين بتسويغ جرائم “اسرائيل” الوحشية تجاه المدنيين من الفلسطينيين والعرب بفتاوى دينية تصدر باستمرار عن الحاخامات وقادة الكيان الصهيوني .

وأصبحت العنصرية والتمييز العنصري والاستعمار الاستيطاني والإبادة والعقوبات الجماعية هي الطابع السائد في “اسرائيل” وفي جميع الأوساط الصهيونية في العالم .

ويلعب الحاخامات وقادة الاحزاب والجيش والدولة والمخابرات دورا رئيسيا في تغذية العنصرية والفاشية تجاه عرب الاراضي المحتلة عام 1948 وتجاه بقية الفلسطينيين في الاراضي المحتلة وخارجها .

ادت الحروب العدوانية التي أشعلتها “اسرائيل” في اعوام 1948و 1956و1967و1978و1982و1993و1996و2000و2006و2008 على فلسطين ومصر وسورية ولبنان والقتل والتدمير والمجازر الجماعية  والاغتيالات التي ارتكبتها والغارات التي شنتها على العواصم العربية ودورها في حمل بوش على تدمير العراق والإطاحة بنظامه الى جعل الشعوب العربية والإسلامية تؤمن إيمانا مطلقا بعدم إمكانية التعايش معها ، ووجوب القضاء عليها كغدة سرطانية خبيثة في المنطقة غريبة عنها، دخيلة عليها ، اغتصبت جزءا غاليا من الوطن العربي ودمرت المنجزات ، وولّدت الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لتفتيت البلدان العربية وإضعافها والحيلولة دون وحدتها وتطورها .

ان الكيان الصهيوني ككيان استعمار استيطاني واخر نظام عنصري وفاشي في العالم يمارس التطهير العرقي والعنصرية والتمييز العنصري ، وكقاعدة للامبريالية الاميركية والصهيونية العالمية في فلسطين قلب الوطن العربي لا يمكن القبول والاعتراف به والتعايش معه على الاطلاق .

زالت النازية من المانيا ، والفاشية من ايطاليا ، والاستعمار من ورديسيا والبرتغال ، والاستعمار الاستيطاني من الجزائر ، ونظلم الابارتايد من جنوب افريقيا ومستقبل “اسرائيل” الى الزوال ان عاجلا او آجلا .