الأرشيفعربي وعالمي

مطلوب من لبنان وصول: ما بعد المقاومة – عادل سمارة

(1) مطلوب من لبنان وصول: ما بعد المقاومة

ليس المهم  هل استعان باسيل بالعمامة أم  قصد إحراجها، بل المهم أن مختلف تحالفات الساسة اللبنانيين هي زائفة وهشة وزلِقة. فالسيد باسيل هو الذي قال بعظمة لسانه للميادينية لونا مدور على الهواء: “أنا ما عندي مانع في التطبيع مع إسرائيل” وهذا نقيض للعمامة. وهو الذي يكرر يوميا بأن جهده لصالح المسيحيين وهنا ينافس العمامة ايضاً على أرضية دينية طائفية. فهل هذا تحالف متين؟
بالمقابل، فالتحالف الآخر اشد متانة لأنه مزيج بين الطائفية والصهيونية، وهما لا تشتبكان في النهاية يضم هذا التحالف كلاً من: الحريري وجنبلاط وسليمان فرنجية وكل  أجنحة قوى الدين/الأديان السياسية  اي السلطة السُنيّة والكنيسة بجناحيها الماروني والارثوذكسي والقوات اللبنانية. وطبعا فيه تناقضات لكنه يقوم بتنويمها ولو مرحليا، اي إلى أن يصل بلبنان إلى ما بعد المقاومة.
هؤلاء جميعاً لا يقفون على أرضية المقاومة وإن كان بعضهم يتغطى بعدم مهاجمة سوريا لغة  لا أكثر.
ولكن، ما السبب في أن هذه القيادات تخنق الشعب العربي في لبنان وتزيد الضغط على حنجرته أكثر وأكثر ولا تهتم؟ أليس هذا استبدادا؟
وما السبب أن الحراك الذي حصل وجرت أنجزته لم يُفضي إلى شيء؟ أ ي جرى خصيه حتى حينه.
من بعيد، أعتقد بأن السببين الخفيين/الواضحين معاً هما:
أولاً: هوية كل فرد في لبنان بمعنى تركيبته الثقافية والدينية، كجزء من الثقافة، والنفسية والاقتصادية معاً  هي الارتزاق من وعبادة راس الطائفة مهما فعل وأينما ارتبط وهذا ما تأسس على المحاصصة من الوزير وحتى آذن مدرسة. وإلا، أليس غريباً أن لا أحد من كافة هذه القوى يقود تيارا رافضا انشقاقيا، معترضاً؟ بل حتى ولا فرد يغضب.
وثانياً: هناك ارتباطات ورضى وتوجيهات وضمانات من الثورة المضادة للتحالف الآخر إلى أن يتمكن بأية وسيلة من خلخلة المقاومة أو تسهيل الإجهاز عليها كي يعود لبنان ساحة لِ:
·        مخابرات كل العالم
·        جمهورية رخوة وكازينو
·        ظلاً لتايوان دون أن “يرقى” إلى مرتبة تايوان الحقيقية اي الكيان.
قيادات لبنان في الحقيقة عروش تابعة، ورعايا تتبعها دون مبايعة مكتوبة ولكن بانتماء عميق لا يُناقش. باختصار، اللبنانيون، خارج الحزب لا يريدون لبنانا عربيا ولا مقاوِماً.

(2)
ماذا ستفعلون حين يهدموا الأقصى؟

تتكرر التفافات حكام السعودية لتمرير تطبيعهم. آخرها اقتراح ولاية عربية و/او اسلامية شاملةعلى ملف القدس لاقتلاع دور الأردن وذلك من جهة لتوسيع التطبيع. خاصة أن نظام الاردن أدى يمين التطبيع فالمطلوب الباقي ليغرق الجميع في مغطس الصهيونية. هذا ناهيك عن دور نظام المغرب في ادعاء حمل ملف القدس ليعبر به إلى التطبيع.
لكن هل المطلوب ولاية تحت إمرة الكيان؟
منذ ٧٣ سنة القدس محتلة والحكام قفزوا من السفينة بل شاركوا في بناء الكيان لذا هل هذه الدعوة خارج خدمة الكيان اي لا هي دينية ولا عربية. من قال ان وحوش الاستيطان ستتوقف عن هدم الأقصى حتى القيامة وحينها ماذا ستفعلون؟
ان هذا الذل الجماعي دليل وضاعة لا تخشى امتها. أما والأمر هكذا فالاردن كشعب هو الاحق باي دور كمقدمة لدور الشعب العربي حتى لو الدور شكلي. على الأقل نحن الأقرب لبعضنا وما من إثبات اكثر من هبة العشائر الاردنية بل كل الشعب في أيار الماضي.