من هنا وهناك

معركة القَرفان من حروب السلطان – بقلم جمال حلاوة

معركة القَرفان من حروب السلطان – بقلم جمال حلاوة

حسناً، يبدو أننا، مرة أخرى، نعاني من إعتداء جديد من محور الإجرام الصهيوني (إسرائيل و أمريكا وتوابعهم الأوروبيين وتوابعهم من عرب النفط وممالك المص والشفط)، ولأني بالحقيقة، وكما يبدو من عنوان هذا الكلام، قرفان من حروب السلطان (المحور الصهيوني)، أردت سرد بعض الأفكار (وبإختصار) التي تتدوالها خلايا العقل لوصف الحدث المتكرر منذ الحرب العالمية الأولي لغاية اليوم في وطني العربي. نعم، لقد مضى مائة عام على إشتعال الحرب العالمية الأولى التي شكلت نقطة البداية لمعارك السلطان التي لم تنتهي لليوم، ولم ننعم نحن، شعوب المنطقة، ومن يومها، بعشرة سنوات متتالية من السلام في المنطقة  العربية الشرقية (مصر وبلاد الشام والرافدين وشبه الجزيرة العربية).

ليس من صدف الدنيا أن تكون الحرب العالمية الأولى قد بدأت مع تحول النفط إلى البديل الحيوي الأول للطاقة في القرن العشرين، متجاوزاً بذلك على الفحم كمصدر للطاقة، ولا هو من صدف الدنيا أن تكون الحركة الصهيونية قد نشأت في أوروبا برعاية دول الإستعمار، وإختيارها لفلسطين لبناء القاعدة العسكرية الأكبر في تاريخ البشرية لحماية “مصالحهم الحيوية” في المنطقة (آبار النفط و ممر قناة السويس البحري وأسواق المنطقة العربية)، مع بداية هذا التحول الكبير في الإعتماد على النفط كمصدر أساسي للطاقة. فاتورة هذا التحول لا زلنا ندفعها بدمنا نحن الشعوب العربية وشعوب الدول الإسلامية الشقيقة المجاورة (إيران، أفغانستان و باكستان). نحن نتحدث عن ملايين من المدنيين القتلى بكل همجية، ملايين من الجرحى والمهجرين والنازحين.

اليوم، بغزة، وبعد سنوات من عمليات الذبح المنهجي لشعوب المنطقة تحت عنوان “الربيع العربي” الذي تم التخطيط له من قبل المحور الصهيوني سابق الذكر، والذي تموله دول المص والشفط العربي (دول النفط)، فتحت إسرائيل النار على سكان غزة بعد إستكمال تخدير شعوب المنطقة وإعادة برمجة عقولهم البسيطة حول من هو عدوها الحقيقي، وبعد تمزيق النسيج الإجتماعي وتكسير عواميد البناء الوطني بها، تشن دولة القاعدة العسكرية الأكبر في تاريخ البشرية حرب أسمتها “الجُرف الصامد”. حسناً، بالحقيقة لقد تأملت كثيراً قبل أن أكتب ما أكتب، وترددت كثيراً قبل أن أكتب عما أكتب، فلم أجد سوى ما أشعر به من أعماق أعماقي: القرف.

نعم، أنا قرفان، قرفان من مشاهدة تكرار المجازر الصهيونية الممولة من دول المص والشفط…قرفان من غباء أي عربي لا زال يُغمض عينيه عما يجري ويرى في إستمرار تدمير نسيج شعوبنا الحل الملائم، وأن بشار الأسد هو الخائن…قرفان من تعدد رؤساء مصر العربية الذين يخذلوننا الواحد تلو الأخر…قرفان من رؤية الأقطار العربية تتمزق على مائدة الإفطار الصهيونفطية…قرفان من قطر والسعودية (من مجموعة دول المص والشفط) ومونديال 2022 الذي لم (ويمكن لن) يبدء بعد…قرفان من كل حروب السلطان ومن الإخوان و إردوغان…قرفان من سياسة أوروبا وأمريكا أو كوريا الجنوبية تبعة “بان كي مون” واليابان…ولأني كذلك، أعلن من اليوم معركتي التي لن تنتهي إلا بتحول جديد لمصدر الطاقة ونقل القاعدة العسكرية الأكبر في تاريخ البشرية من منطقتنا إلى كوكب أخر، أو بإنتصار شعوبنا التي، مهما بلغ قرفي مما يجري، لم يهتز إيماني بحتمية إنتصارها. أعلن إبتداءً من اليوم معركة القرفان من حروب السلطان،  وإنها لثورة حتى النصر مهما مر الزمان.

إنتهى، حتى إشعار أخر، هذا “البيان”.

اترك تعليقاً