الأرشيفبساط الريح

من حفلة «الروابي» إلى أحضان (الإسرائيلي):

صابر الرباعي دخل التطبيع من بابه العريض 

وسام كنعان 

كيف مواجهة الخطوة العلنية الأولى نحو الخيانة، المتمثلة في التطبيع مع العدو الإسرائيلي جهاراً نهاراً، بذريعة الانفتاح على الآخر، أو بحجة الحرية الشخصية، وملكية الفنان للجميع من دون استثناء، أو تعاليه على منطق «الانقسامات الضيقة» التي يسمو فوقها؟ أي حريات تلك، وأي ملكية فنية التي يُحكى عنها، في الوقت الذي يدّك فيه قطّاع غزة بالأسلحة، وتنّفّذ عمليات مداهمة واعتقالات واسعة وهدم بيوت في الضفة المحتلة؟ وبالتزامن مع ذلك، تسلّح المغني صابر الرباعي بـ «مايكرفونه» وما تيسّر له من مواويل وعتابا ومقامات موسيقية مؤثرة، وعبر إلى الضفة المحتلّة مشفوعاً بتصريح إسرائيلي،

يتبعه ختم عبري على جواز السفر العربي! هذا كي يحيي حفلة فنية ساهرة مساء الجمعة في مدينة «الروابي» المبنية على شكل مستوطنة إسرائيلية، يتبع جزء منها لسلطة الإسرائيلي، بينما يخضع الطريق الخاص بالمنطقة «جيم» إليها من الضفة إلى سلطة الإحتلال بالكامل! المدينة تبعد أمتاراً عن مستعمرة «عطريت» التي بنيت حسب بهدف إغراء الفلسطيني، للتوقف عن مقاومة الاحتلال، والانصراف للحياة في مدن «بورجوازية بنمط متقدّم».

هنا لا بد من الإشارة إلى أن الخطوة في استقطاب مغنين عرب مشهورين لإقامة حفلات خطوة مدروسة تهدف إلى صرف النظر عما يحدث من هدم بيوت واعتقالات واسعة في الضفة، وتصدير صورة من يتفاعل مع هذه الحفلات من الشعب الفلسطيني. وعلى الرغم من أن مجرّد الغناء تحت سطوة الاحتلال خطوة تطبيعية لا تحتاج إلى شرح أو تفسير، إلا أنّ بعض من قام بها تمّكن من موارتها بألف طريقة وطريقة. هذا ما فعله عدد من المغنين العرب الذين «حجّوا» نحو العدو من دون أن يرّف لهم جفن، لكن «ضرب النقاصة» بالنسبة إلى صاحب «عزّة نفسي» لم يقف عند هذا الحد، وعند إدعائه في حواره مع «تلفزيون فلسطين» بأنه جاء لنصرة «القضية الفلسطينية» ودعوته زملاءه للاقتداء به وتصريحه السخيف بأنه: «ليس هناك حواجز، وإن كانت فهي نقاط مرور وتفتيش طبعيية!»،

بل توّج كلّ ذلك بخطوة إن لم تعبّر عن جهل وغباء، فإنها تخبر عن وضاعة وخنوع واضحين، عندما وقف مبتسماً إلى جانب ضابط الإرتباط الإسرائيلي واسمه حسام وهو مغادر من قاعة vip في «معبر اللنبي» والتقط صورة تذكارية بوجه مبتسم. حالما انتشرت الصورة على الحساب الاسرائيلي المسمى «وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق»، بادر يوأف مردخاي وهو «مسؤول التنسيق في الضفة» إلى نشرها، ثم دخل إفيخاي أدرعي على الخط ليعيد نشرها مجدداً، ليفتتح الهواء على مصراعيه للرد المناسب على هذه الخطوة التي ينقصها الذكاء والفجور اللازمين لمن يقرر التطبيع متعمداً.

لكن الرجل هنا أقل حيلة من غيره إلى درجة أنه ارتبك لدى نشر الصورة، وكان ردّ فعله الأولي «تكذيب الخبر» واعتبار الصورة «مفبركة» ثم تصدير فكرة عن طريق من يعملون معه عند تواصلهم معنا، بأنه «لم ينتبه على الرتب على كتفي الضابط الذي عرف عن نفسه بأنه «درزي عربي» وطلب صورة معه بعدما قدّم مساعدة للرباعي» لذا لم يكن يظن «الفنان الضحية» بأن الأمر سيصل إلى هنا، وستنتشر الصورة على هذا المستوى. لذا فإنه يعتبر نفسه قد تعرَض لـ «كمين إعلامي» خاصة أن عشرات الصور يمكن أن تنشر لاحقاً.؟!

يحق إعادة البيت الشهير للإمام إبن القيّم على مسامع المغني التونسي: «فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة… وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم».

https://www.facebook.com/PalestineTv/videos/vb.132091353527534/119627464

* الاخبار اللبنانية

اترك تعليقاً