أخبار الجالية في النرويج

من حكايات شارع غزة في اوسلو – 13 – اسوارتان ذهبيتان

في خضم العدوان الصهيوني الهمجي على قطاع غزة وفي ظل صمت العالمين العربي والغربي، والاسلامي والمسيحي والشرقي والغربي.. وفي ايام العز الغزيّة، حيث صمد الشعب وقاوم وأكد انه لا بديل عن فلسطين وخيار المقاومة لاجل العودة والتحرير.

في ظل تظاهرات كبيرة شهدها العالم وشهدتها النرويج وعاصمتها اوسلو لنصرة غزة .. جاءني صديق وزميل فلسطيني ونحن في عز تنظيم التظاهرة الثانية التي شهدتها اوسلو ليقول لي ان هناك امرأة تريد التحدث الي .. توجهت نحو المرأة لكن ضابط الشرطة المسؤول عن الأمن في التظاهرة جاءني بنفس الوقت يريد الحديث معي قبل بدء التظاهرة بدقائق قليلة. لترتيب بعض الامور اللوجستية. تكلمت مع الشرطي بسرعة وبعد ذلك فورا توجهت الى المرأة حيث كانت تنتظرني وفي يدها علم فلسطين وفوق رأسها حجاب اسلامي جميل من النوع الذي ذكرني بحجاب امي في المخيم. وبنسوة الحارة في مخيمنا عين الحلوة.

قالت لي اريد التبرع لغزة.

قلت لها ليس هذا وقته الآن .. انتظري اماه لما بعد التظاهرة..
قالت لي الآن ..

قلت لها كما تريدين .. الآن الآن وليس غدا كما انشدت فيروز ..

نزعت المرأة من يدها اسوارتان ذهبيتان وقدمتهما لي وسط ذهولي ..

قلت لها أماه هل تثقين بي؟

قالت لي اثق بالله …

قلت لها : خذي بطاقتي فعليها يوجد اسمي ورقم هاتفي وان اردت فيما بعد معرفة لمن وصلت مساعدتك او تبرعك اتصلي بي. وأنا بدوري اعدك بان يصل التبرع لاكثر المتضررين حاجة للمساعدة.

ودعتها وعدت للعمل في تنظيم التظاهرة والتقطت للمرأة بعض الصور بعد أخذ اذنا منها بتصويرها. صورتها كي لا انسى وجهها والأمل الذي كان ساكنا في بريق عينيها كما في صرخات الطفل الباكستاني ابن ال 5 سنوات زكريا : الذي قال للآلاف المحتشدة في التظاهرة امام البرلمان النرويجي : هنا في اوسلو تمطر السماء مطرا ولكنها في غزة تمطر صواريخ وقنابل ..

تكلمت بعد التظاهرة مع صديق عزيز عن الاسوارتين فقال لي صديقي: اذهب الى الصائغ وقيمهما واعرف ما هو ثمنهما وبعد ذلك انا سأدفع لك الثمن مضاعفا لانني اريدهما للذكرى، ذكرى هذه المرأة النرويجية الباكستانية ذات الجذور المسلمة، التي تبرعت بهما الى شعبنا في غزة.

في اليوم التالي تحدث معي تلفونيا من دولة اوروبية صديق ورفيق درب عزيز على قلبي وعند سماعه حكاية التبرع قال لي اريد ان اشتري واحدة للذكرى وبأي مبلغ ..

قلت له تأخرت يا صديقي لان غيرك حجزهما وبمبلغ محترم سيذهب الى المحتاجين في القطاع.
حزن صديقي بعد سماعه ذلك ..
وحزنت انا ايضا لانني لم اكن استطيع اقتناء واحدة على الاقل من الاسوارتين للذكرى فالمبلغ يفوق طاقتي كثيرا.

الى اللقاء مع حكاية جديدة عما قريب

بقلم نضال حمد – مدير موقع الصفصاف – وقفة عِزْ – في اوسلو

اترك تعليقاً