ثقافة وفن

من رحم جرحها.. ستخرج دمشق – فؤاد شريدي

  من رحم جرحها ستخرج دمشق

حاملة دمها في راحتيها

تغالب دمعة حبيسة في عينيها

دمشق تدمع … لكنها لا تبكي

دمشق تأبى الركوع … تأبى البكاء

دمشق تأبى الذل … تأبى الانحناء

 

للذين صلبوا اختها القدس ..

وتركوها تنزف في العراء ..

 

للذين تآمروا..وباعوا فلسطين

ببرميل من النفط  .. ولتر من البنزين

دمشق تصرخ في وجوه العرب المتآمرين

 

ويحكم ..ويحكم يا عرب الردة..

عيني ستقاوم مخرزكم..

وجرحي سيلوي عناد السكين ..

يا من خرجتم من عروبتكم..

وشهرتم في وجهي كل خناجركم..

تارة باسم العروبة … وتارة باسم الدين

لكنني سأبقى شوكة .. في حناجركم

وعلى دمي ستُكسر كل خناجركم

لقد خرجتم من دينكم .. ومن عروبتكم

ولم يبق لكم من تاريخكم..سوى سيرة الزير وعنترة

ومعلقات امرءو القيس..

فهل صارت عروبتكم عنزة عاهرة

تبحث عن تيس ..

 

إسألوا التاريخ عني ..

انا مدينة الشمس والحب والياسمين..

انا مدينة استراح على ترابها..

كل الانبياء … وكل القديسين ..

انا مدينة احبها وباركها ..

رسول الله محمد ..خاتم النبيين

 

كلما هزت الريح غصنا..

فاح في فضاء الكون عطر..

أيقظ الدنيا.. لتقول هذا عطر دمشق

هذا عطر الياسمين

لا جدوى من الشكوى..

لا جدوى من العتاب

وقد غرستم في صدري..

آلاف الخناجر والحراب..

وسلحتم ودربتم.. ومولتم..

عصابات شريعتها القتل

ودينها الارهاب

ناديتكم لأسألكم..

لماذا جئتم بكل شذاذ الافاق

والقتلة والمجرمين..

ليحولوا بيوتي الى ركام ..

وشوارعي الى برك من الدماء

انسيتم ام تناسيتم..؟؟؟

انني مدينة الحب والعصافير والحمام

وانني مدينة القديسين والانبياء..

 

لماذا تركتوني وحيدة .. لأصلب

على صليب الكفر والارهاب؟؟؟

سؤالي يمزق عنان السماء..

سؤالي.. ليس له عندكم جواب

انا ادرك وانتم لا تدركون..

انا لن اركع .. لن انحني..

لربيعكم العربي الحاقد المجنون

انا لم اركع لفرنسا في ميسلون

انا لم اركع لهولوكو.. ولا لجنكيز خان

ولن اركع اليوم..

لهذا السلطان التركي المفتون

رجب طيب أوردغان

من رحم جرحها … ستخرج دمشق

وسيعلو دمها خفاقا كشقائق النعمان

لتقول للدنيا..

على ارضي اشرقت شمس الرسالات والاديان

وعلى ارضي تعانق الانجيل والقرآن

من ساحة المرجة..ومن باب توما..

 

ستعلن دمشق بالفم الملآن

ايها القتلة .. ايها المتآمرون.

انا باقية .. بقاء الوجود والزمان

وانكم سترحلون .. سترحلون ..

 

سابقى دمشق الشام ..

وستعود الى ساحاتي ..

كل العصافير.. وكل الحمام

سيعود المسيح الي .. ليقرأني السلام..

وسيعود الي خاتم النبيين محمد بقوافله

ليقول للدنيا..بارك الله لنا بالشام

بارك الله لنا بالشام..

 

سدني-ـ استراليا         فؤاد شريدي

9-\8\2016

اترك تعليقاً