الأرشيفوقفة عز

 مهرجان لايبزغ للأفلام الوثائقية – نضال حمد

مساء الاثنين الموافق ٢٥-١٠-٢٠٢١ انطلقت في مدينة لايبزغ الألمانية أعمال مهرجان لايبزيغ للفيلم الوثائقي العالمي الرسوم المتحركة (أفلام التحريك). هذا المهرجان العالمي العريق هو من أقدم المهرجانات الألمانية السينيمائية. تأسس في زمن جمهورية ألمانيا الديمقراطية الاشتراكية سنة ١٩٥٥. منذ ذلك الوقت يخصص المهرجان في دوراته مساحة كبيرة للأفلام الوثائقية والرسوم المتحركة.

جرت العادة أن يكون الحضور العربي ضعيفاً في هذا المهرجان ولا أدري هل الخلل في صُناع السينما والمخرجين العرب أم في القائمين على المهرجان. هذا العام اشارك بالمهرجان أونلاين. لكنني في دورة المهرجان لسنة ٢٠١٣ وخلال مشاركتي فيها، كنت أجريت مقابلة مع مدير المهرجان آنذاك وسألته عن ذلك، فكان جوابه: “المخرجون العرب يرسلون أفلامهم على ما يبدو الى مهرجانات أخرى فيها جوائز مالية أكبر”.

أذا ما عدنا الى المهرجان أيام النظام الاشتراكي وفي زمن جمهورية ألمانيا الشرقية فقد كانت المشاركات العربية أكبر بكثير سواء بالأفلام أم باللجان. فيما حقق البعض نجاحات ونالوا جوائز عديدة. مثل المخرج الفلسطيني غالب شعث وفيلمه “يوم الأرض” ١٩٧٦. والمخرج العراقي قاسم حول فيلمه “بيوتنا الصغيرة” ١٩٧٤. كذلك المخرج السوري فيصل الياسري عن فيلمه “أهداف استراتيجية” 1973.

ربما كان للعامل الايديولوجي والسياسي والعلاقات القوية بين الثورة الفلسطينية وكذلك بعض الأنظمة القومية العربية، مثل سوريا والعراق والجزائر وليبيا واليمن الديمقراطي الجنوبي مع ألمايا الشرقية والانظمة الاشتراكية دوراً في الحضور الدائم للأفلام الفلسطينية والعربية.

في سنة ٢٠١١ خصص المهرجان حيزاً كبيراً منه لأفلام عن الربيع العربي. ففي تلك الدورة عرض المهرجان أربع افلام من تونس ومصر عرضت لواقع البلدين اللذين شهدا تحركات شعبية ضخمة أو ما عرف ب “ثورات الربيع العربي” التي غيرت الحياة السياسية والثقافية في البلدين وفي الوطن العربي بشكل عام.

جدير بالذكر أنه في  دورة المهرجان الخامسة والخمسون سنة 2012 تم عرض فيلم “دمشق قبلتي الأولى” للمخرجة لينا العبد. فيما قبل ذلك بسنوات تم عرض فيلم للمخرج اللبناني ماهر أبي سمرة. عرض الفيلم في دورة دوك لايبزيغ سنة 2007 وهو بعنوان “شيوعيون كنا” للمخرج اللبناني ماهر أبي سمرة حيث فاز بجائزة أفضل فيلم وثائقي قصير في المهرجان. هذا ويروي الفيلم حكاية أربعة أصدقاء كانوا في ما مضى أعضاءاً في الحزب الشيوعي اللبناني.

تم اختيار 35 مشروعًا من 36 دولة للمشاركة في

2021 DOK Co-Pro Market.

التقى المعنيون في 25 و 26 و 28 أكتوبر الفائت، التقوا بشركاء في الإنتاج المشترك التمويل والتوزيع ووجهاً لوجه في لايبزيغ وعبر الإنترنت. كما أن المشاركة في المهرجان توفرت أيضاً عبر الانترنت.

شارطت بعض الأفلام العربية من مصر ولبنان وفلسطين لكنها مشتركة مع دولٍ أوروبيةٍ أو أمريكية لأن القائمين عليها مقيمون ومقيمات في دول أوروبية والأفلام من انتاج أوروبي. وكذلك هناك أفلاماً ايرانية ينطبق عليها نفس ما ذكرناه عن بعض الأفلام العربية.

مثلا لدينا فيلم للمخرجة اللبنانية ديما الحر بعنوان “محادثات مع سيرو” وهو فيلم وثائقي مدته 52 دقيقة باللغتين العربية والفرنسية. هناك أيضاً فيلم فلسطيني أمريكي قصير بعنوان “عندما ينزاح الضوء” للمخرجة الفلسطينية زينة بسيسو، مدته 7 دقائق انتاج سنة 2021 ويروي قصة إنقراض بستان أمريكي وعلاقة ذلك ببرتقال يافا وبساتينها. كما هناك فيلم فرنسي دنماركي فلسطيني بعنوان “لنا ذاكرتنا” وهو لمخرج “فلسطيني” يدعى رامي فرح من جماعة ما يسمى “الثورة السورية” بالاشتراك مع المخرجة الدنماركية “سيجني بيرغي سورنسن”. جدير بالذكر أن هناك مجموعة من الأفلام الصهيونية المشاركة في المهرجان كما كان هناك ندوة مع المخرج الصهيوني “آفي مغربي” الذي تم تكريمه في المهرجان.

لق أسفرت هذه الدورة وهي الرابعة والستون من مهرجان لايبزغ عن فوز لمخرجين ولأفلام عديدة بجوائز منوعة، إذ تم اختيار الأفلام الفائزة من قبل اللجان المختصة وأقيم حفل توزيعها أمام جمهور من المشاركين وفي “سينا ستار” بلايبزيغ.

في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة وأفلام الرسوم المتحركة الدولية

فاز الفيلم الوثائقي الصيني “وي دينغ” بجائزة “الحمامة الذهبية” في المسابقة الدولية للأفلام الوثائقية الطويلة وأفلام الرسوم المتحركة. هو صورة عن الأجيال المختلفة وعن والد وجد المخرج حيث يصور التقاليد والتغيير في المجتمع الصيني.

جائزة الحمامة الفضية ذهبت لأفضل فيلم وثائقي طويل أو فيلم رسوم متحركة لمخرج ناشئ في المسابقة الدولية هو البولندي كارول باتشكا في أول فيلم روائي طويل له “بوكوليك”..

أما في المسابقة الألمانية الطويلة للأفلام الوثائقية والرسوم المتحركة فقد حصل فيلم

A Sound of My Own

للمخرج

Rebecca Zehr

على جائزة

Golden Dove.

بالنسبة لمسابقة جائزة الجمهور للفيلم الوثائقي الطويل أو فيلم الرسوم المتحركة

منحتها لجنة تحكيم الجمهور لنيكولا إيليتش وكورينا شوينغروبر إيليتش عن فيلم

Dida.

مسابقة الأفلام الوثائقية القصيرة وأفلام الرسوم المتحركة الدولية

في المسابقة الدولية للأفلام الوثائقية القصيرة وفيلم الرسوم المتحركة

Abyssal

لأليخاندرو ألونسو،

فيما ذهبت جائزة

Golden Dove

لأفضل فيلم رسوم متحركة إلى

Marta Pajek

وهو من أجل شخصيات مستحيلة وقصص أخرى.

في المسابقة الألمانية للفيلم الوثائقي القصير وأفلام الرسوم المتحركة ذهبت الجائزة إلى تانغ هان عن فيلمها الوثائقي

Pink Mao

مسابقة جائزة الجمهور للفيلم الوثائقي القصير والرسوم المتحركة حيث تم منح جائزة الحمامة الفضية في مسابقة الفيلم الوثائقي القصير وفيلم الرسوم المتحركة إلى ديانا كام فان نغوين عن فيلمها المتحرك

Love Dad.

 

استمرت أيام العرض وورشات المهرجان من الاثنين 25-10 وحتى الأحد الموافق 31-10-2021. حيث كان بوسع المشاهدين والمشاركين مشاهدة حوالي 170 فيلماً مشاركين في المهرجان.

 

نضال حمد – 02-11-2021