ثقافة وفن

نضال حمد من الجنوب الجنوب… إلى الشمال الشمال البعيد !!

محمد عادل

  خيمة غزة … خيمة البلاد كل البلاد  لفلسطين نكتب لفلسطين نعمل للصفصاف نغنى … هو المتميز، والمتفرد في أعماله وقصصه وحكاياته ومواقفه الوطنية والقومية من قضايا أمته العربية المجيدة … في المقدمة في كل المواجهات كما في المعارك لا يقبل أن يكون متفرجا ولا يقبل أن يبتعد عن المكان حتى لو كان في آخر الدنيا … هذا هو نضال حمد ابن الصفصاف والجليل والساحل والجنوب والقدس والخليل وكل المدن والقرى … لا يقبل المساومة ولا يجادل من كان في المكان الآخر ، هذه قضية مقدسة، انهار من الدماء شهداء يلحقون بالشهداء … وجرحى وأسرى وهجرات وعذابات لم تتوقف منذ أكثر من قرن ويزيد، يا لهول الأيام، طالت الغربة وطال وجود المستعمر على أرضنا ولم نصل إلى أهدافنا وبيوتنا وبياراتنا وبرتقالنا  وليالي الحصاد الجميلة .

نضال حمد : يروي لك الحكايا والصور، ينقل لك بشوق الأديب المتمكن ويعي جيدا ما يقوم به من اجل الفلسطين والصفصاف … هو هنا لكنه هناك لم يترك المكان مزروع هناك في مخيم عين الحلوة والصفصاف والجليل الأعلى والجنوب الجنوب … هو يحلق على الدوام  كطيور البلاد، تتنقل من مكان إلى مكان، تبحث عن زمن مضى وزمن لم يأت بعد … وأيام مّرة مّرة بعد أن غادر البعض المسيرة … وطعن البعض قلب المسيرة … وغادر الكثير منهم إلى مواقع الضد لوقف المسيرة ووأدها  ليواصلوا ما عجز عنه الأعداء … الخميه في النرويج بعيدة بعيدة … لكنها مع نضال حمد قربية قريبة …تحكي سيرة فلسطين وأهلها بيتا بيتا وشجرة شجرة … ومواسم الزيتون … ونوار اللوز  ورائحة الزعتر … وعطر الصنوبر الفواح في أعالي جبال فلسطين.

يبهرنا هذا الفتى الجبلي الجميل بحكاياته وعزيمته التي لاتلين … وعكازته التي لا تفارقه لأنها الآن كما يقول كلاشنكوفه المرافق له … عصاته خط دفاعه الأول … فكرة المقاومة والتصدي مزروعة فيه لا تموت ولا تغادر حلمه المقاوم المقاوم من أول البلاد إلى آخر البلاد كما يراها وشاهدها منذ أن تربى على فكر المقاومة والكرامة والعزة …خيمة غزة  تجمع الناس الطيبين، يراها كل من مر بقربها … أفضل من المسيرات والمهرجانات … كأنها المسرح …الجوال تنظر الناس، تذهب اليهم … تحلق فوق فلسطين وحولها، تحكي حكايات الشوق والحنين الذي لا يموت … نضال حمد  الكاتب والقاص والمناضل يجمع كل الحكايات ولا ينس أن البلاد بحاجة إلى الرجال الرجال … وليس لمن وصلوا إلى مواقع القرار وتحالفوا مع الأعداء … يا لغدر الزمان والايام ومرارة الدرب الصعب والمعتم !

كثيرون …هاجروا واستقروا منهم من يشارك … ومنهم من يؤيد ويساند …. لكن نضال حمد يختلف يريد أن يقول: لهم جميعا فلسطين أحلى وأجمل  البلاد وأجملها وأحلاها … فلسطين لا مثيل لها … تستحق منا جميعا النضال والشهادة من اجلها والتصدي بلا هوادة لكل من يحاول التنازل أو العبث … في كتابه خيمة غزة يقول لك… من النرويج من الشمال الشمال البعيد … هنا فلسطين، هنا القدس، هنا يافا نابلس… الخليل غزة وخان يونس ودير البلح … هنا العراقيب … هنا بئر السبع … هنا الجنوب الجنوب …نضال حمد هذا الرجل الشجاع يزرع كل يوم شجرة من اجل فلسطين… لتثمر فيما بعد وعيا ووطنية وعشقا لفلسطين … أفضل ألف مرة من تلك السفارات والمؤسسات التي لا تبارحها كلمة  حدود الخامس من حزيران .. ودولة بلا قلب ، وسلطة بلا عقل …  نضال حمد يستحق منا جميعا التقدير والاحترام لأنه بوعيه وحبه وتربيته الوطنية سبق الكثير وتفوق عليهم واستصرخهم أن لا ينسوا البلاد … وان لا يصدقوا أن هناك مصالحة، وسلطة .. ومجالس وهمية ، وفصائل وهمية … ولجنة تنفيذية وهمية. كلهم غابوا عن … المخيمات عندما تعرضت  للعبث بها والخراب والدمار … نضال يقول أين انتم من حواجز العدو  في البلاد والتي  لا حصر لها … ودمنا يسيل على الإسفلت … وفي البيارات يسقيها من اجل أن تبقى القضية حية ومتقدة ..

نضال حمد  يتميز انه يعي جيدا ما يقول وما يمليه عليه موقفه الوطني والقومي والأخلاقي … رجل بقى في المكان… وينتظر الزمان الذي يقول له أيها الفتى هنا الصفصاف من الجليل والكرمل … هنا الصفصاف من جبل النار … هنا الصفصاف من جبل الطور والزيتون … والخليل …. وبيت لحم وبيت ساحور … واريحا مدينة القمر … والنخيل والبرتقال الريحاوي …. وأحبة مازالوا يحلمون بأن يمروا من هناك ليروا البحر المالح … وهم في الطريق إلى القدس مثل حلم الشقيري الزعيم العربي الفلسطيني الخالد … الذي كتب على ضريحة أذا عاد ابنائي يوما إلى فلسطين  فاتحين!! ….فليأخذوا عظامي معهم إلى عكا إلى عكا !!هذا هو الشقيري يحلم بالعودة إلى عكا بعد رحليه كما يحلم حمد بالعودة إلى الصفصاف !!

لنضال حمد قصصه وحكاياته المميزة والقريبة الى القلب والخضراء اللون كزيتون بلادنا … تراه مدافعا عن فلسطين وعن سوريا والعراق واليمن وليبيا ولبنان ومصر وكل الأرض  العربية، مؤمنا بالوحدة العربية وبالعروبة وبالجغرافيا التي تجمعنا معا على هذه الأرض  ..

لنضال حمد إبداعاته فخيمة غزة تقام في مكان يليق بغزة وبفلسطين وبالمكان والزمان … وليس بقاعات السبع نجوم والفنادق الفخمة … لا يحمل رتبة مثل الكثير رغم انه كان من الأوائل الذين قاتلوا ودافعوا عن فلسطين والمخيمات والعروبة … ولم يحصل على جوائز عن أدبه الراقي والجميل … جائزته ووسامة عكازته …؟ أقول نيابة عن الكتاب والأدباء الذين استطيع أن أمثلهم أو أتحدث نيابة عنهم … نضال حمد… راياتنا العالية والخفاقة في الثقافة والفن والأدب المقاوم والنضال والمواقف الوطنية والقومية … تحية له من الجنوب الجنوب … إلى الشمال الشمال البعيد وهو يحمل فلسطين معه أينما وصل .

 

ونردد مع شاعرنا الكبير والمبدع والمتمرد محمد لافي بعض من قصيدته

جنوبيون !!

جنوبيون نحن اذا خيول الأقرباء كبت

سنوقفها على دمنا

ويوقفنا على دمه الجنوبُ

جنوبيون نخلع ثوبنا الباقي لنستر عريهم

عزَّ الظهيرةِ

كم سيستر عريهم هذا الجنوبُ

جنوبيون معنى

جنوبيون قافية ولحنا

جنوبيون نحن

ولا نراسلُ غير أسماءٍ يسميها الجنوبُ

* كاتب واديب فلسطيني مقيم في دمشق

تالا كتابي

اترك تعليقاً