الأرشيفالجاليات والشتات

(7) أخطاء شائعة عن المخيم – تهاني نصار

“هي أشياءٌ لا تشترى” هذه الجملة تحضر في ذهني حين أتحدث عن فلسطين، لكني سأستعيرها اليوم للحديث عن المخيّم. فأكثر ما لفت نظري خلال تنقلي بين المخيم وجواره، هو مقدار عدم معرفة هذا الجوار “بنا”

تهاني نصار
 قد يتضايق البعض من كلامي، ويرفض هذا التعميم، لكنني أحببت أن أورد مجموعة نقاطٍ إذا توافرت في شخص، فهذا يعني أنّه لا يعرف شيئاً عن المخّيم

1-” يسكن المخيم فلسطينيون فقط”. وهي فكرةٌ شديدة “التعميم” فالمخيم اليوم، كما سابقاً، يقطنه لبنانيون وسوريون وسيرلانكيون وبنغلادشيون وهنود. إنه حضنٌ دافئٌ للفقراء: أسعار الإيجارات منخفضة، سكان المخيّم يتعاملون بنوعٍ من الأريحية مع كل هؤلاء “الأجانب”، فهم غير مصابين بأية نزعةٍ عنصرية!

2-أن المخيم عبارة عن “سوق سلاح”.

وهي أيضاً فكرة “مضحكة”، يستعملها معظم الفلسطينيين بشكلٍ دائم، وهم يضحكون في سرّهم على “جهل” البعض بما يحويه المخيّم. قد تكون الفكرة صحيحة قبل سنين طوال، لكنها اليوم ليست كذلك البتة، فأية قريةٍ لبنانية (أو سورية مثلاً) تحوي سلاحاً أكثر بكثير من أي مخيّم. وما هذه السمعة إلا نوعٌ من ذر الرماد في العيون تقوم به بعض قنوات التلفزة بهدف التحريض على الفلسطينيين لا أكثر ولا أقل.
3- أنك لا تستطيع دخول المخيّم وحدك دون دليل أو “مرشد”. صدقوني عليكم أن تجربوا ذلك، يمكنكم أن تدخلوا إلى المخيّم وحتى ولو كنتم لا تعرفون أحداً هناك، وإذا ما أضعتم طريقكم في الدخول أو الخروج، يمكنكم سؤال الناس وسيدلونكم بكل رحابة صدر. المخيم ليس مكاناً مغلقاً يحاصرك الناس فيه أينما حللت وذهبت، إنه مكانٌ مفتوحٌ كأي شارعٍ في أي مدينةٍ عربية. تدخله وتخرج منه بكل بساطة وهدوء
4- أن المخيّم مخيفٌ ومرعب: وهي أيضاً من التعميمات “شديدة العنصرية” فالمخيم ليس مخيفاً ولن يكون ولن يصبح. هو ببساطة تجمعٌ فلسطيني، يعيش فيه حالياً مزيجٌ من مختلف الجنسيات، وكل هؤلاء الناس ليس لديهم أية نيات من أي نوع بهدف إيذاء أو تدمير لبنان، وأي كلامٍ من هذا النوع هو أيضاً لتحويل الفلسطيني إلى عدو من دون أي منطقٍ أو سبب.

5- أن المخيّم مكانٌ سري تحصل فيه أشياء سرية: لا سرية في المخيّم، وليس فيه أشياءٌ “خفية” تدور. لا أنفاق خفية تحته، لا مستودعات سلاح، لا مقابر جماعية. ليس هناك أي شيءٍ من هذا النوع، وكما أخبرتكم قبلاً، فأنا أسكن المخيم وأعيشه يومياً، والناس يهوون الكلام – كأي مجتمعٍ شرقي- لذلك لو كان هناك أي شيٍ من هذا القبيل لعرفت، وبالتالي لعرف الجميع مثلي!
6- أن المخيّم هو عبارة عن “قنبلة” موقوتة. للحقيقة المخيّم قد يكون مضغوطاً وليس فيه أماكن للعب أو للتسلية بالنسبة إلى الأطفال، أو أعمال خاصة للكبار، إلا أنه لا يختلف عن أي شارعٍ في الضاحية الجنوبية مثلاً (أتحدث عن مخيّم برج البراجنة)؛ ومن يسكنونه يتعاملون مع الجوار بنفس الأريحية التي يتعاملون فيها داخل المخيّم، بالتالي هم لا يتميزون أو يتمايزون عمن حولهم، ومن يعرف المخيّم وجيرانه جيداً، يمكنه ملاحظة أنّ أغلب مجاوري المخيّم يشترون أغراضهم من المخيم لأسبابٍ كثيرة أبرزها أن المخيّم يبيع بضاعةٍ أقل سعراً.
7- أن المخيّم هو “عالة” على الاقتصاد اللبناني وبأن الدولة “تتكرم عليه” كل الوقت. للعلم فقط إن جميع من في المخيّم يعملون في الوسط اللبناني، ويصرفون أموالهم هنا في لبنان، ويشترون من محال لبنانية (أو يشترون بضاعتهم من تجارٍ لبنانيين) ثم إن المخيّم يدفع فواتير البلدية والكهرباء والماء (وأية فواتير أخرى)، بالتالي ليس من “كرمٍ”على المخيّمات من أي نوع. من هنا المخيّم ليس “عالة” على أحد. وبالتأكيد ليس على اللبنانيين أو الدولة اللبنانية.

 

7 أخطاء شائعة عن المخيم

 

الاخبار اللبنانية

اترك تعليقاً