بلدة الصفصاف – إعداد نضال حمد

في 28 من شهر تشرين الأول سنة 1948 سقطت بلدة الصفصاف بيد العصابات الصهيونية اليهودية الارهابية المسلحة، المسنودة من الغرب. وارتكب الصهاينة مجزرة كبيرة بحق ابناء البلدة ذهب ضحيتها أكثر من مائة (100) فلسطيني اعدموا بدم بارد. وما زالت القضية الفلسطينية مستمرة.

—————————————————

الصفصاف

By Nidal Hamad

تقع قرية الصفصاف بين قريتي الجش وميرون على أرتفاع 750 م عن سطح البحر شمال غرب صفد بحوالي 9 كيلومترا على الحدود الشرقية لقضاء عكا وتبلغ مساحة أراضيها 7391 دونما، منها 3، 355 دونما أراضي خصبة. تحيط بها أراضي قرى: الجش، ميرون، قديثا وبيت جن. أما عائلات القرية فهي:

زغموت، شريدي، حمد، يونس، اليوسف، حوراني، عبيد،

حمزة، الصالح، فرهود، صبحة، زيدان، دغيم، الحسن مرعي،

حليحل، دعيبس، خليل، جوخ، بلشة، ابراهيم (الطافش)،

كردية ومنها “أبو عيشة” و”القاضي” وختاماً القادري.

قدر عدد سكانها عام 1596 ب 138 نسمة. وفي القرن ال19 ب 100 نسمة وفي عام 1922 ب 521 نسمة وفي سنة 1931 ب 662 نسمة وفي 1945 ب 910 نسمة وفي عام 1948(1056 نسمة). كان عدد البيوت داخل البلدة عام 1931 (124 بيتا) وكذلك مدرسة ابتدائية للأولاد. وقد بلغ عدد اللاجئين من الصفصاف في عام 1998 حوالي (6483 نسمة). كما أشار الرومانيون الى القرية بسافسوفا.

وتعود ملكية أراضي البلدة لسكانها العرب، حيث لم يسكن أي يهودي أرض الصفصاف ألا بعد سقوطها واحتلالها يوم 29 أكتوبر 1948م. ولازال في الصفصاف 3 بيوت قائمة حتى يومنا هذا، وتعود ملكيتها لعائلة يونس. وهي محتلة من اليهود وتستعمل كمخازن للمزارعين اليهود في مستعمرة صفصوفا والتي أقيمت على أراضي البلدة. هذا وكانت أراضي الصفصاف مقر قيادة منطقة صفد في حرب 1948

ولكي لا ننسى ما فعله أحفاد يهوشع، أبناء بن غوريون بشعبنا المسالم في فلسطين، الصفصاف مثلها مثل الكثير من القرى التي قاومت حتى الرمق الأخير، أوقعت أصابات بالغة بعصابات القتلة، فكان نصيبها بعد أن سقطت يوم 29/10/1948 مجزرة رهيبة ذهب ضحيتها الكثير من الشهداء أعدموا رميا بالرصاص ثم وضعت جثتهم في بئر البلدة وطمرت إلى الأبد..

وهناك من أبناء البلدة من لازال يذكر تلك المجزرة وما سبقها من معارك بطولية في سهول البلدة وعلى تلالها وروابيها بمشاركة جيش الأنقاذ بقيادة النقيب غسان حديد ومساعده الملازم جودت أتاسي.

وحسب شهادة السيد أسعد زغموت من مواليد الصفصاف (1929) بلغ عدد ضحايا المجزرة من أبناء البلدة 54 شخصا منهم عشرة من أبناء عائلته، أما الباقون وعددهم 13 فهم من عائلات مختلفة. إضافة إلى 60 من أبناء القرى التي لجأت إلى الصفصاف بعد احتلالها من قبل اليهود.

كما أنهم قاموا باغتصاب أربع نساء منهن اثنتان لازالتا على قيد الحياة. هذا ولازال هناك أكثر من 100 شخص ممن شاهدوا المجزرة لازالوا على قيد الحياة وهم موزعون في فلسطين ولبنان وسوريا والمهجر الغربي.

نقرأ في شهادة الأستاذ أبو مروان حمد للشاعر محمود صبحة، عن أنه كان يوجد في الصفصاف مدرسة ابتدائية، في عام 1933 وكان عدد الطلاب في الصف الرابع 24 وكانت المدرسة في دار أبي منير حليحل (أحمد كريم حليحل)، وكان الطالب يجلب رغيفا أو حطبا كأجر. بعد التخرج كان الطلاب يذهبون إلى مدرسة صفد، مثل على سبيل المثال الخجا الكبير أبو قاسم حمد وكذلك قاسم وعلي وأبراهيم، كلهم تعلموا في صفد.

في الزجل والفلكلور، كانت تقام الأعراس والدبكات وأحيانا مختلطة، غالبا ما يركب العروس على فرس ويسير الموكب بالمقدمة ويحيي أهل العريس 3 ليال في الدبكة على ضوء نيران تشعل كل 50 مترا. وكان زجال الصفصاف محمد محمود الزغموت. ومن العازفين المشهورين علي خليل حسنة (يعزف على الأرغن والمجوز)، أسعد محمد الكل (الناي والمجوز) نعيم الكل (أرغن) وأحمد كريم حليحل (شبابة).

قدمت الصفصاف عشرات الشهداء على مذبح القضية الفلسطينية ومن أجل حرية واستقلال فلسطين وفي معارك الدفاع عن المخيمات الفلسطينية والوجود الفلسطيني في الشتات، كما سقطت أعداد من أبناء البلدة في الخلافات الداخلية الفلسطينية المؤسفة والمحزنة وكذلك في الاعتداءات والاغتيالات المتقطعة التي تعرض ويتعرض لها الناس في مخيم عين الحلوة بالذات، حيث كان آخر الضحايا محمد هشام شريدي نجل الشيخ هشام شريدي وشقيق عبد الله شريدي اللذان اغتيلا في المخيم في ظروف مشابه وأزمنة مختلفة.

أسماء عائلات من القرية

تم ترتيب أسماء العائلات بشكل عشوائي

استشهاد بلدة الصفصاف

يوم الجمعة الموافق 29-10-1948 الساعة السابعة صباحا, وبعد معركة حامية استمرت ساعات طويلة , استطاعت القوات الصهيونية الغازية عصابات الهاغاناه , شترن والأرغون وكانت بقيادة الإرهابي مانو بن مردخاي من سكان بلدة الجاعونة, وبعد سقوط الصفصاف ومعرفة الغزاة بخسائرهم الكبيرة في المعركة قاموا بإعدام حوالي 60 شخصا من رجال ونساء القرية, كما اغتصبوا ثلاثة نساء منهم طفلة في الرابعة عشرة من عمرها, ولازالت واحدة منهن على قيد الحياة في الشتات.

*

من أفواههم ندينهم

جاء في كتاب تصحيح غلطة، تأليف بني موريس وترجمة هارون محاميد وفواز جرار الآتي :

ويستطرد كوهين في تسجيل ما دار في جلسات اللجنة السياسية لحزب مبام بقوله:

تحدث بعض المسئولين عما جرى في قرية الصفصاف من أن 52 رجلا ربطوا معا في حبل طويل, وأنزلوا إلى حفرة سحيقة, ثم شرع جنود الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار عليهم وهم داخل الحفرة, فقتلوا من بينهم عشرة رجال, فصرخت النساء طالبات الرحمة من الجنود اليهود, فقام الجنود بأغتصا ثلاث نساء من بينهن فتاة في الرابعة عشرة من عمرها, كما قتلوا أربع نساء أخريات, ثم قاموا بتقطيع أصابع النساء بالسكاكين لانتزاع الخواتم الذهبية منها.

*

من مذكرات يوسف نحماني

في مذكراته يقول يوسف نحماني, الذي اشتهر في منطقة الجليل باسم يوسف العونطجي ,ان الأعمال الوحشية التي ارتكبها جنودنا في قرية الصفصاف كانت في منتهى البشاعة,فمثلا بعد أن استولى الجنود على القرية, ورفع سكانها الأعلام البيضاء,قاموا بجمع السكان, وفرقوا بين النساء والرجال,ثم قاموا بتقييد أيدي الرجال بعد أن أوقفوهم في صف واحد, وأطلقوا النار عليهم وقتلوهم جميعا,وعددهم حوالي 60 رجلا,ثم القوا بهم داخل حفرة واحدة, وبعد ذلك توجهوا للنساء وقاموا باغتصابهن, ثم نقلوا النساء إلى غابة مجاورة وقتلوهن,وقد رأيت امرأة مقتولة وبين ذراعيها طفلها المقتول هو الآخر,…

صفحة بلدة الصفصاف

في الصورة أدناه يوجد موقع فرعي خاص ببلدة الصفصاف

موقع فرعي خاص ببلدة الصفصاف