من هنا وهناك

نشرت مؤسسة القدس الدولية تقريرها السنويّ الرابع عشر “عين على الأقصى”

مؤسسة القدس الدولية توفر تقرير عين على الأقصى الـ14 كاملًا وترصد تراجعًا ملحوظًا في أداء دائرة الأوقاف الإسلامية وازدياد المشاريع التهويدية لنقل المستوطنين بكثافة إلى الاقصى

نشرت مؤسسة القدس الدولية تقريرها السنويّ الرابع عشر “عين على الأقصى” الذي يرصد تطورات الاعتداءات (الإسرائيلية) على المسجد والمواقف وردود الفعل المختلفة بين 1/8/2019 إلى 1/8/2020.

وكانت مؤسسة القدس الدولية قد أطلقت الملخص التنفيذي للتقرير في 21/8/2020 في الذكرى السنوية الـ 51 لإحراق المسجد الأقصى المبارك خلال مؤتمر صحفي ضمن حراك سياسي وإعلامي لنصرة المسجد الأقصى تحت عنوان” بسواعدنا نطفئ الحريق”.

وأكد التقرير ازدياد وتيرة اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه على المسجد الأقصى المبارك بدعم كامل من الجهات الأمنية والسياسية (الإسرائيلية)، وازدياد المشاريع التهويدية في محيط المسجد الأقصى لا سيما شبكات المواصلات البرية والجوية لتسهيل تدفق المستوطنين اليهود إلى المسجد الأقصى المبارك، فيما كان ملحوظًا تراجع أداء دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة بشكل يهدد عملها ووجودها ودورها في إدارة المسجد.

وشكلت مدة الإغلاق تحت عنوان وباء كورونا الحقبة الأكثر نشاطاً للمحاكم الصهيونية تجاه الأقصى، إذ قدمت مجموعة من “جماعات المعبد” التماساً يطلب السماح لأفرادها باقتحام الأقصى في الذكرى العبرية لاحتلال القدس التي توافق يوم الجمعة 9/5/2020، ورغم أن المحكمة ردت ذلك الالتماس، إلا أنها جددت تأكيد “حق” اليهود المتساوي مع المسلمين في الأقصى، وهو ما بني عليه لاحقاً تعهد من شرطة الاحتلال بفتح الأقصى أمام المقتحمين الصهاينة في اليوم نفسه الذي فُتح فيه للمسلمين، وجاء الضغط الصهيوني لفتح الأقصى يوم الأحد 31/5/2020 لتمكين شرطة الاحتلال من الوفاء بالتزامها هذا.

ورصد التقرير تطورًا غير مسبوق بين الجهات الرسمية الدينية والسياسية والقانونية والأمنية لتعزيز الوجود اليهودي في المسجد الأقصى المبارك، حيث تضافرت جهود أذرع الاحتلال المختلفة لتوسيع مساحة الوجود اليهوديّ في الأقصى، وتمديد مدّته، وكسر القيود التي تمنعه من الصلاة وإقامة الشعائر المختلفة في المسجد. وشكلت فكرة فرض الصلوات اليهودية في المسجد الأقصى المبارك الأولوية الأساسية لكتلة “جماعات المعبد” وتيار اليمين – القومي الديني خلال المدة التي شملها التقرير، وقد استُثمر اقتحام الأضحى في 11/8/2019 وما قبله وما بعده كموسم لدفع هذه الفكرة إلى الواجهة، حيث تعهد بها رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن الداخلي جلعاد إردان وباتت محل تبنٍّ واسع من مختلف الأحزاب السياسية.

وتصدّرت مشهد تهويد الأقصى ومحيطه مشاريع تسعى إلى ربط محيط الأقصى بشبكة مواصلات بريّة، وجويّة، كمشاريع القطار السريع، والقطار الخفيف، والقطار الهوائيّ (التلفريك)، وهي إلى جانب الأنفاق الموصِلة إلى الأقصى تهدف إلى إغراق منطقة المسجد الأقصى بالمستوطنين و”السياح”، فضلًا عن تحقيق مكاسب أخرى سياحيّة موجّهة، وثقافية تهويدية. وكان لافتًا أنّ ماكينة التهويد والحفر لم تتوقف طوال مدة التقرير على الرغم من جائحة كورونا، وهي ماكينة أنفقت عليها وزارات الاحتلال ومؤسساته نحو 300 مليون دولار بين عامي 2006 و2019.

وأكد التقرير أن سلطات الاحتلال عملت على استمرار الاقتحامات بشكلٍ شبه يوميّ في المدة التي يرصدها التقرير، وتابعت “منظمات المعبد” عملها في حشد المستوطنين للمشاركة فيها، وفي مدة الرصد أظهر اقتحام الأقصى بالتزامن مع الأعياد والمناسبات الإسلامية، متانة التنسيق بين الجهات السياسية والأمنية (الإسرائيلية) مع هذه المنظمات، إذ عملت هذه الأذرع على تحضير الأرضية اللازمة لإتمام الاقتحامات، وتوفير ما يلزم لمنع المصلين من عرقلتها.

وأكد التقرير أن 28674 مستوطنًا اقتحموا الأقصى في مدة الرصد الممتدة من 1/8/2019 حتى 1/8/2020، وكان من أخطرِ الاقتحاماتِ تلك التي حصلتْ في أولِ أيامِ عيد الأضحى في 11/8/2019، إذ حملَ هذا الاقتحامُ رسالةً خطيرةً مُفادُها أنَّ الأعيادَ والمناسباتِ الإسلاميةَ لم تعد تشكلُ خطوطًا حمراءَ تمنعُ الاقتحاماتِ، وأنَّ الاحتلالَ يخططُ لما هو أبعدُ من التقسيم الزمانيِّ للمسجدِ، بل عينُه على السيطرةِ الكاملةِ على الأقصى ليصبحَ المتحكمَ الوحيدَ في شؤونِه، وفي مقابلِ تشريعِ أبوابِ الأقصى للمقتحمين.

وفي المواقف والتفاعلات، أكد التقرير أنه لم يسبق للمواقف العربية والإسلامية الرسمية من القضية الفلسطينية أن كانت بهذا المستوى من الخذلان، لا سيما إن تعلق الأمر بالمسجد الأقصى. وبلغت من الانحدار قاعًا لم يكن متصوّرًا في السابق. واستمرت حالة الضّعف في مواقف جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، مع تصاعد موجات التطبيع مع الاحتلال، وبشكل خاص من بعض دول الخليج العربي، التي تساوقت مع التوجّهات الأمريكية لحلّ القضية الفلسطينية.

وبالمقابل، أظهر الأداء الفلسطيني تمسّكًا بالقدس والمقدسات والمسجد الأقصى، ورفضًا لـ”صفقة القرن” الأمريكية، ومخططات الضمّ (الإسرائيلية)، وسعت الفصائل الفلسطينية إلى إنهاء الانقسام الداخلي، لمواجهة هذين المشروعين اللذين يسهمان في تصفية القضية الفلسطينية. وكان لاستمرار مسيرات العودة في قطاع غزة، واستمرار العمل المقاوم في الضفة الغربية، بالرغم من استمرار التنسيق الأمني، أبرز الأثر في تمسك الشعب الفلسطيني بخيار المقاومة لاستعادة الحقوق.

للاطلاع على تقرير “عين على الأقصى” 2020 كاملًا، أنقر هنا

للاطلاع على الملخص التنفيذي لتقرير “عين على الأقصى” 2020، أنقر هنا

مؤسسة القدس الدولية 

نحميها معاً .. نستعيدها معاً