facebookالأرشيف

عفواً بالغلط

يعمل “الأب” ويتعب حتى يعمر منزلا ويموت حتى يفرشه ويقع بالدين، ومن ثم ببحث عن إبنة حلال حتى يتزوجها وهذا كله بهدف أن يأتيه “طفلا”، فيأتي الطفل ويفرح الأب بقدومه ويبدأ برسم خريطة لحياته حتى يصبح شابا يفتخر به ويكون سندا له، وبعد مرور حوالي العشرون عام من التعب والعناء والسهر وفي يوم من الأيام إتصل الوالد بإبنه وقال له إحضر حالا إلى المنزل فهناك خبر يسرك نريد أنا وأمك إخبارك إياه، تأخر قدوم الإبن وطال الإنتظار وفجأة طرق الباب ليصرخ الوالد ويقول لزوجته إفتحي الباب لقد وصل ولدنا، ففتحت الزوجة الباب ولم يكن الإبن هو الطارق وإنما أصدقائه جائو لكي يخبرو والده بأن إبنه قتل بسبب مشكل وقع بين أشخاص وأطلقو النار وأصابوه برصاصة وأدت إلى مقتله على الفور..

في مخيمنا تموت ألف موتة حتى يكبر إبنك ويصبح شابا ولم يكن بحسبانك أنه سيقتل في مشكل لا ناقة له ولا جمل..

في مخيمنا أصبح القتل كشربة ماء..

في مخيمنا لا يموت الأبطال..

في مخيمنا يموت من يموت في سبيل تأمين لقمة العيش..

في مخيمنا لا يحق لك أن تحلم بأن ترى إبنك شابا..

في مخيمنا لا يحق لك أن تفرح بإبنك..

في مخيمنا لا يحق لك سوى أن تقتل والمبرر موجود وهو “بالغلط”

كلمة “بالغلط” أهم من أكبر محامي بالعالم لأنه ربما المحامي لا يستطيع تبرئتك من الجريمة التي إرتكبتها وإنما كلمة “بالغلط” تنجيك مليون بالمئة..

عفوا عفوا عفوا ما كان قصدي أكتب هذا ولكن “بالغلط”..الشهيد المظلوم عبد الرحيم المقدح

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان صادر عن رابطة آل المقدح حول جريمة مقتل ابنها عبد الرحيم بسام المقدح رحمه الله

الحمد لله رب العالمين القائل (( انما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )) والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي ابتلاه ربه بفقد جميع ابنائه في حياته الا ابنته السيدة فاطمة فصبر واحتسب ذلك عند الله تعالى .

ونحن بدورنا في رابطة آل المقدح لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة بفقد ابننا البار وصاحب الخلق الحسن، المظلوم الشهيد بإذن الله تعالى الشاب عبد الرحيم بسام المقدح الذي أصابته رصاصات الغدر الذي اخترقت قلبه الطاهر المفعم بالإيمان وهو داخل منزله الذي يفترض ان يكون ملجأه الذي يحتمي بداخله من الرصاص العبثي الذي يطلق في شوارع وازقة مخيم عين الحلوة بشكل مستمر .

فلا نقول الا ما يرضي ربنا انا لله وانا اليه راجعون والحمد لله على كل حال .

وفي هذا المقام نتوجه بجزيل الشكر والامتنان الى ابناء مخيمنا الحبيب لتعاطفهم ووقوفهم الى جانبنا ومواساتنا بمصابنا الجلل .

كما نتوجه بجزيل الشكر والعرفان الى كل من حضر لإبداء تعاطفه ومواساتنا من خارج المخيم او اتصل معزيا سواء استطعنا الرد على مكالمته او تعذر ذلك .

وفي هذا المقام لا بد لنا من الوقوف عند بعض الحقائق لنضعها امام الرأي العام لنبين لهم ما هي الاسباب التي أدت الى مقتل ابننا الحبيب عبد الرحيم ظلما وعدوانا .

• ان ما حصل من اشكال مسلح على مقربة من حاجز الأمن الوطني الواقع تحت إمرة أبو أشرف العرموشي في الشارع التحتاني بالقرب من ملعب عين الحلوة هو بين ثلاثة اشخاص، ولا تعنينا تفاصيله، وحصل خلاله اطلاق نار متقطع ما لبث أن توقف بعد ان فر أحد الذين حصل بينهم الاشكال وتوقف اطلاق النار بشكل كلي، واعتقدنا عندها أن الاشكال قد انتهى إلى هذا الحد، لنفاجأ بعد عدة دقائق بإطلاق نار كثيف وبشكل ممنهج من عشرات البنادق الحربية مرفقة بعشرات القذائف الصاروخية بشكل عشوائي لم تسلم منها ممتلكات الناس والمنازل التي اخترقتها العديد من الرصاصات ومن ضمنهم منزل والد الشهيد الذي اخترقته رصاصات الغدر التي استقرت احداها في قلب ابننا الغالي عبد الرحيم، مما أدى إلى وفاته بين يدي والديه وأمام انظار اشقائه الذين لم يستطعوا القيام بإسعافه على الفور من شدة اطلاق النار الذي استمر لأكثر من عشر دقائق وبشكل متواصل وفي كل الاتجاهات.

• ورغم ما أصابنا من ظلم وخسارة جسيمة بفقدان الشاب عبد الرحيم صاحب الخلق الحسن المفعم قلبه بالإيمان والذي يشهد له بذلك كل من عرفه وعاشره من رواد المساجد والأقارب والأصدقاء، لم نقم بردات فعل من الممكن أن توقع الظلم على أهلنا في مخيم عين الحلوة، فلم نطلق الرصاص ولم نغلق شارعا ولا مدرسة ولا أي أمر يسبب الأذى لهم لعلمنا المسبق ان هكذا اسلوب لن يجدي نفعا بأي حال. وكنا حريصين كل الحرص على عدم التسبب في قطع ارزاق الناس وعدم ترويعهم وتوتير الوضع الأمني في مخيمنا الحبيب الذي خلقنا وترعرعنا فيه والذي سنحافظ عليه برموش عيوننا ولن نسمح لمن يعبث بأمنه من الاستمرار في غيه.

• ومن هنا نعلن ان المسبب بمقتل ابننا عبد الرحيم هم عناصر مقر الأمن الوطني وعناصر القوة المشتركة الذين اطلقوا الرصاص العشوائي تجاه المنازل والتي تسببت احداها في مقتله، فهم المسؤولون المباشرون عن تلك الجريمة النكراء ونحمل كامل المسؤولية الى قيادة الأمن الوطني والى قيادة القوة المشتركة في مخيم عين الحلوة والذي يفترض بتلك القوة ان تحافظ على أرواح الأبرياء وممتلكاتهم لا أن تكون السبب بشكل مباشر او غير مباشر بمقتل العديد من خيرة رجالات وشباب المخيم وليس ابننا عبد الرحيم إلا واحدا منهم.

• وبناء عليه نطالب بمحاسبة قيادة الأمن الوطني في منطقة صيدا، وذلك باتخاذ موقف جريء وعلني ووضع حد جازم لما قامت به من اطلاق النار بشكل عشوائي على عشرات المنازل والمحال التجارية دون أن يرف لهم جفن.
• ونطالب القيادة السياسية الفلسطينية بمحاسبة قيادة القوة المشتركة لعدم قيامها بخطوات تردع عناصرها من اطلاق النار العشوائي، وذلك باتخاذ خطوات جريئة وجادة وعدم تغطيتها.

• اما كلمتنا الى أهلنا في مخيم عين الحلوة الصامد الصابر فهي عهد منا اننا لن نكون إلا صمام أمان كما عهدتمونا عند استشهاد ابننا عبد الرحيم وقبله عند استشهاد ابننا طلال ظلما وعدوانا .

• ونؤكد أننا لن نهدأ ولن نستكين ولن نرضى بالتنازل عن مطالبنا وتحقيقها كاملة علّنا نكون قدوة لمن يقع عليه الظلم في المستقبل بمحاسبة القيادات التي تغطي عناصرها ولم تقم بمحاسبتهم.

• نسأل الله تعالى أن يكون دم ابننا المظلوم الشهيد بإذن الله عبد الرحيم آخر دم يزهق بغير حق في مخيمنا الحبيب

رابطة آل المقدح في مخيمات لبنان وبلاد الاغتراب

13/2/2018م

Mahmoud Magdah فيسبوك

Zdjęcie użytkownika Mahmoud Magdah.