ثقافة وفن

الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصير مستهدفا من قبل مؤدلجي الدين الإسلامي … – محمد الحنفي

الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصير مستهدفا من قبل مؤدلجي الدين الإسلامي … – محمد الحنفي

الإهــــداء

 إلى الرفيقة المناضلة الحقوقية، والنقابية، والسياسية حكيمة الشاوي، في مواجهتها المباشرة، وغير المباشرة، لأزلام التطرف، والإرهاب، في فرادتها، وفي صمودها.

 من أجل مجتمع متحرر، وديمقراطي.

 من أجل أفق بلا إرهاب.

 من أجل قيام جبهة وطنية عريضة ضد التطرف، وضد كل الشروط الموضوعية المؤدية إلى قيمه.

 من أجل الدفع في اتجاه قيام مؤدلجي الدين الإسلامي بمراجعة ممارستهم النظرية، والمسلكية.

محمد الحنفي

****************

حكيمة الشاوي، المناضلة النقابية:…..2

وبالإضافة إلى ديمقراطية الك.د.ش. التي تعتبر علامة أساسية، ومركزية على تقدميتها، فإن التقدمية بدورها تعتبر علامة أساسية، ومركزية على جماهيرية العمل النقابي الكنفيدرالي، الذي يسعى إلى استفادة مجموع أفراد الشعب المغربي من المكاسب التي تحققها الك.د.ش. ولذلك فالك.د.ش، وهي تقود النضالات المطلبية للطبقة العاملة، ولسائر الأجراء، تسعى إلى:

1) أن يكون التنظيم الكنفيدرالي مفتوحا في وجه جميع الأجراء، بشرط احترام المبادئ الكونفيدرالية، والضوابط التنظيمية، كما هي مسطرة في القوانين الكونفيدرالية المتلائمة، طبعا، مع المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، حتى لا تبقى الك.د.ش، على المستوى التنظيمي، حكرا على نخبة معينة، أو شرائح معينة من الأجراء، وحتى تصير إطارا لانتظام جميع الكادحين العاملين في القطاعات الإنتاجية، والخدماتية.

2) أن لا تقتصر المطالب النقابية على النقابيين وحدهم، ولا على الأجراء وحدهم، لأن اشتمال المطلبي على شق المطالب العامة، وشق المطالب الخاصة بقطاع معين، أو بسائر الأجراء، حتى يصير الملف المطلبي، ملف جماهيريا بالدرجة الأولى، وحتى يصير العمل النقابي الكنفيدرالي عملا جماهيريا، تجاوز للنظرة الضيقة للعمل النقابي الخبزي، أو للعمل النقابي الحزبي.

3) أن تصير البرامج النقابية برامج جماهيرية، سعيا إلى تجنب نخبويتها، ورغبة في جعل الجماهير الشعبية الكادحة داعمة لها، ومنخرطة في تنفيذها، سواء تعلق الأمر بالتنظيم الكنفيدرالي، أو بالإشعاع النقابي الكنفيدرالي، أو بالتكوين، أو بالنضال اليومي، بأشكاله المختلفة.

4) أن تكون المواقف الكونفيدرالية معبرة عن إرادة الجماهير الشعبية الكادحة لجماهيريتها، ولاعتمادها الربط الجدلي بين النضال النقابي، والنضال السياسي، الذي يجعل الجماهير الشعبية الكادحة، معنية بالدرجة الأولى بالنضال النقابي.

وهذا الفهم الكنفيدرالي لجماهيرية العمل النقابي، ولمبدأ الجماهيرية، هو المعبر الفعلي عن الحس النضالي للشاعرة حكيمة الشاوي، التي تعتبر: أن ما تقوم به الك.د.ش. إذا احترمت فيه إرادة النقابيين، وإرادة الطبقة العاملة، وسائر الأجراء، امتدادا للسعي الحثيث، من أجل تحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، كإطار لتمتيع جميع أفراد المجتمع بالحقوق الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.

وجماهيرية العمل النقابي في إطار الك.د.ش. لا يمكن أن تتأتى إلا باحترام مبادئ العمل النقابي بصفة عامة، ومبدأ الاستقلالية بصفة خاصة. لأنه بدون ذلك الاحترام، ستصير الممارسة النقابية في الك.د.ش. إما بيروقراطية، أو تابعة لجهة معينة، أو حزبية، أو إطارا للإعداد، والاستعداد لتأسيس حب معين، أو للعمل على تصفية الحسابات مع حزب آخر، وهكذا… وحتى نتجنب وقوع الممارسة الكونفيدرالية في تلك المثالب القاتلة للعمل النقابي الصحيح، لابد من التأكيد على مبدأ الاستقلالية.

فالاستقلالية بالنسبة إلى الك.د.ش. تعتبر بمثابة الدرع الواقي للك.د.ش. من كل ما يمكن أن يؤدي إلى إضعافها، وعلى جميع المستويات: التنظيمية، المطلبية، والبرنامجية، والمواقفية.

والاستقلالية، في نظر الكونفيدراليين، هي قطع دابر التبعية لأحد جهتين:

الجهة الأولى: هي الدولة التي يجب استبعاد تأثيرها في العمل الكنفيدرالي، حتى تستطيع الكونفيدرالية امتلاك القدرة على التأثير على الدولة في عملية التفاوض، لانتزاع المزيد من المكاسب لصالح الطبقة العاملة، و لباقي الأجراء، ولصالح باقي الجماهير الشعبية الكادحة.

والجهة الثانية: هي الحزب السياسي، الذي يجب أن يبقى بعيدا عن التأثير على القرارات، والبرامج، والمطالب، والتنظيمات الكونفيدرالية، حتى لا تصير الك.د.ش. حكرا على حزب سياسي معين، يوجه العمل النقابي في إطاراتها المختلفة، لتحقيق أهداف محددة، لا تخدم إلا مصالح ذلك الحزب.

والغاية من مبدأ الاستقلالية، هي جعل العمل النقابي في إطار الك.د.ش. لا يخدم إلا مصلحة الطبقة العاملة، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، حتى تمتعوا بحقوقهم الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية. وهي لذلك تسعى إلى تفعيل هذا المبدأ، في علاقته مع المبادئ الأخرى.

ونحن لا نشك، ولو قيد أنملة، أن احترام المبادئ المشار إليها في إطار الك.د.ش. لابد أن يجعل العمل النقابي في إطار الك.د.ش. عملا لجميع أفراد الطبقة العاملة، و لسائر الأجراء، وعملا للجماهير الشعبية الكادحة، وعلى مدى التراب المغربي. وهو ما يتحقق معه مبدأ وحدوية العمل النقابي، الذي عملت الك.د.ش. على ترسيخه منذ تأسيسها، وبدون التنصيص عليه في أدبياتها التنظيمية، لاعتقاد المناضلين الكونفيدراليين أن هذا المبدأ يتحقق، بالدرجة الأولى، في الساحة النضالية، حيث نجد الاستجابة الواسعة للنضال الكنفيدرالي، وللقرارات النضالية الكونفيدرالية.

و لذلك نجد أن وحدوية العمل النقابي الكنفيدرالي بادية للعيان، منذ تأسيس الك.د.ش. ومنذ كانت الاستجابة الواسعة للعمل النقابي الكنفيدرالي، ومنذ تأسست جماهيرية النضال النقابي الهادف إلى تحقيق مكاسب واسعة لصالح الجماهير الشعبية الكادحة، ومنذ تم الأخذ بالعلاقة الجدلية بين النضال النقابي، والنضال السياسي، لتصير الوحدوية مجسدة للعمل النقابي الكنفيدرالي، وليصير العمل النقابي الكنفيدرالي مجسدا للوحدوية؛ لأن الوحدوية، والعمل النقابي الكنفيدرالي، ملازمان لبعضهما البعض.

والوحدوية لا يمكن أن تتجسد في العمل النقابي الكنفيدرالي، إلا باحترام مبادئ الديمقراطية، والتقدمية، والجماهيرية، والاستقلالية؛ لأنه باحترام هذه المبادئ تتحقق الوحدوية، وبدون احترامها، لا وجود لشيء اسمه الوحدوية.

والوحدوية في العمل النقابي الكنفيدرالي تتحقق من خلال:

1) الممارسة التنظيمية الكونفيدرالية، التي تستهدف الطبقة العاملة، وسائر الأجراء، بشرط احترام مبادئ العمل النقابي الكنفيدرالي، التي تعتبر مصدرا للعمل النقابي الصحيح، حتى لا يصير التنظيم الكنفيدرالي خاصا بقطاعات معينة، أو بفئات معينة من الأجراء، أو بالقابلين بالممارسة البيروقراطية، أو بالتابعين لحزب معين، أو بالحزبيين فقط، أو بالعاملين على الإعداد، والاستعداد لتأسيس حزب معين، أو بالساعين إلى إقصاء حزب معين.

2) صياغة الملف المطلبي الكنفيدرالي، الذي يجب أن يعبر عن إرادة جميع أفراد الشغيلة، وعلى جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، حتى يصير الملف المطلبي وحدويا، وحتى يقف وراء الانخراط الواسع للأجراء، وسائر الكادحين، في النضالات المطلبية الكونفيدرالية. وحتى يتأتى تحقيق مكاسب لأوسع الجماهير الكادحة؛ لأن وحدوية المطالب تقود إلى وحدوية النضالات المطلبية، التي تؤدي إلى تحقيق وحدوية المكاسب.

3) صياغة البرنامج النضالي، الذي يجب أن يعبر عن إرادة الجماهير الشعبية الكادحة، التي تجد فيه ضالتها، حتى تنخرط انخراطا واسعا في تنفيذ ذلك البرنامج، الذي يستهدف تحريك جميع الأجراء، وجميع الكادحين، حتى تتحقق وحدوية البرنامج، ووحدوية التنفيذ، في نفس الوقت.

4) اتخاذ المواقف النضالية التي يجب أن تسعى إلى تحقيق المكاسب المستعجلة لجميع الكادحين، وطليعتهم الطبقة العاملة، حتى يكون النضال الواسع مساهما في تحقيق المكاسب المستعجلة: المادية، والمعنوية، التي تتخذ طابع الوحدوية.

5) تحديد الأهداف التي يجب أن تهم جميع الكادحين، وعلى جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، حتى تعني تلك الأهداف جميع القطاعات، وجميع الأجراء، وجميع الكادحين، لتحقيق وحدوية الأهداف، التي تعتبر دافعا أساسيا للانخراط في النضالات المطلبية، من أجل تحقيق تلك الأهداف.

وهذا المبدأ، بطبيعة الحال، وبهذا الفهم الواضح، لابد أن يؤدي إلى جعل الشاعرة حكيمة الشاوي في صلب التنظيم الكنفيدرالي، محتضنة له، وفاعلة فيه، ومتأثرة به، ومؤثرة فيه، مادام يستجيب لقناعتها الوحدوية.

وبذلك نصل إلى أن انتماء الشاعرة حكيمة الشاوي للك.د.ش. لم يأت هكذا، وبرغبة من الشاعرة، لغرض في نفس يعقوب، بل لأن التصور التنظيمي الكنفيدرالي، ولأن مبادئ الك.د.ش، تعبر، وبالعمق المطلوب، عن قناعة الشاعرة، و تستجيب لاقتناعها بضرورة النضال من أجل تحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، الذي يعتبر النضال في إطار الكونفيدرالية، وجها من الأوجه التي تعمل على تحقيق الحرية على المستوى الاقتصادي، والاجتماعي على الأقل.

وبناء على الانتماء الواضح التصور، والمبادئ، والأهداف للشاعرة حكيمة الشاوي، إلى الك.د.ش. يتضح أن استهداف الشاعرة من قبل مؤدلجي الدين الإسلامي، هو، في نفس الوقت، استهداف للتنظيمات الكونفيدرالية، التي تنتمي إليها الشاعرة حكيمة الشاوي. ولذلك فالكنفيدرالية الديمقراطية للشغل، معنية، بالدرجة ما قبل الأولى، بالرد على مؤدلجي الدين الإسلامي، بدل إعطاء الشرعية لهم عن طريق التنسيق مع نقاباتهم الصفراء في العديد من القطاعات الاجتماعية.

وكون الكونفيدرالية معنية بالرد على مؤدلجي الدين الإسلامي، الذي يستقوون على حساب استغلال جميع الفرص، للعمل على إضعاف التنظيمات الكونفيدرالية: المحلية، والإقليمية، والجهوية، والوطنية، يقتضي من الك.د.ش. العمل، جنبا إلى جنب، مع التنظيمات الحقوقية، والسياسية، المناهضة لممارسات مؤدلجي الدين الإسلامي، و في إطار جبهة للنضال من أجل وضع حد لتلك الممارسات، والعمل على إيقاف عملية تحريف الدين الإسلامي، عن طريق أدلجته، باعتباره دينا للكادحين، يجب احترامه، وتجنب توظيفه إيديولوجيا وسياسيا.

فهل تقدم الك.د.ش. على خطوة مواجهة مؤدلجي الدين الإسلامي، الذين يستهدفونها، من خلال استهداف الشاعرة حكيمة الشاوي؟

وهل تقف إلى جانب الشاعرة حكيمة الشاوي، في نضالها ضد هؤلاء المؤدلجين للدين الإسلامي؟

أم أن تملق توجهات معينة لمؤدلجي الدين الإسلامي، سيؤدي إلى عدم قيام الك.د.ش. بدورها في هذا الاتجاه؟

إن أملنا، دائما، أن تكون الك.دش. في مستوى التحديات المطروحة، والتي من جملتها تحدي استئساد مؤدلجي الدين الإسلامي، حتى تستمر الك.د.ش. قوية، وعنيدة، وفاعلة في الواقع، لصالح الجماهير الشعبية الكادحة المعنية بالنضال الكنفيدرالي.

اترك تعليقاً