من هنا وهناك

حماية أطفال اللاجئين من برد الشتاء – علي حتر

الأطفال اللاجئون أو الذين هدمت بيوتهم في سورية وغزة يتعرضون للبرد.. المسبب للأمراض.. اليونيسيف لا تضع اقتراحلات في الإنترنت.. في ما يلي، بعض الاقتراحات التي أضعها انطلاقا من طبيعة مهنتي المتعلقة بالحراريات.. 
أعرف أن اللاجئين أو الناس المهدومة بيوتهم لا يملكون إنترنت.
لكنني آمل ممن يمكنه أن يجعلهم يستفيدون من هذه المعلومات أن يقدمها لهم، أو للهيئات التي تخدمهم.

  حماية أطفال اللاجئين من برد الشتاء  علي حتر

قبل فترة، قدمت كتابا للطوارئ، لمساعدة المواطن العادي والهيئات التي تقدم له الخدمات، على التصرف في حالة الطوارئ في البيوت ومخيمات وتجمعات اللجوء في سورية. قدمت الكتاب السابق لمن يستطيع الاستفادة منه.

لم أتطرق للنقاط التالية فيه، المتعلقة ببعض التصرفات المخففة للبرد في فصل الشتاء القادم..

أعرف أن اللاجئين أو الناس المهدومة بيوتهم لا يملكون إنترنت.

لكنني آمل ممن يمكنه أن يجعلهم يستفيدون من هذه المعلومات أن يقدمها لهم، أو للهيئات التي تخدمهم.

ملابس الشتاء

سأقدم الاقتراحات لحماية الصغار، لكن الأفكار تصلح للكبار.

المسألة الهامة في فصل الشتاء البارد، لتخفيف اثر البرد على الأطفال في أماكن اللجوء والمخيمات، هي المحافظة على حرارة الجسم ومنع خروجها من حول مناطق الجسم.

يمكن تحقيق ذلك ببعض الإجراءات في المكان نفسه، على الملابس الجديدة أو القديمة.

الهواء عندما يكون طبقة غير متحركة ولا متبدلة يشكل عزلا حراريا هاما.

إذن يجب العمل على إيجاد طبقة هوائية تحقق ذلك، أي تقوم بحصر الهواء ومنعه من الهروب.

في ملابس الأطفال، يمكن فعل ذلك بعدة طرق:

–       التجعيد، أي تلبيس الطفل قطعتين من الملابس العادية، فانيلتين مثلا، يوضع بينهما قطع قماش متجعدة، تُثبَّت بالخيط والإبرة على واحدة منهما. التجعيد يحوي في ثناياه هواء. يجب ألّا تكون الفانيلتان مفتوحتين من أعلى حتى لا يهرب الهواء.

يمكن لأي أم أن تفعل ذلك. هذا يحمي صدر الطفل وظهره من البرد القارس، بالمحافظة على حرارة جسمه.

يمكن بدل التجعيد، وضع خيطان صوف سميكة تؤدي إلى نفس النتيجة.

–       السراويل الفضفاضة، التي كان أجدادنا ولا زال بعض القرويين يرتدونها، تحفظ حرارة الجزء السفلي من الجسم خلال السير واللعب. يمكن الحصول عليها أو تفصيلها في المكان يدويا. يمكن أن تلبسها البنات أيضا.

–       الفساتين الفضفاضة الطويلة: الفساتين الطويلة تحفظ حرارة الجسم، على أن تكون محكمة من الرقبة أو الكتفين. كان هذا سؤالا في الجامعة عام 1968، لماذا لا تبرد البنات في الشتاء رغم انهن يرتدين الفساتين؟ والجواب كان لأن الفستان يحفظ حرارة أجسامهن.. بسبب الهواء الذي يسخن من حرارة الجسم فلا يهبط إلى أسفل ويبقى محصورا دافئا.

–       لبس الجرازي (الكنزات) الصوفية أو القطنية تحت القمصان لا فوقها. لأن الجرازي الصوفية أو أي جرازي يكون الهواء بين خيطانها، عندما تكون تحت القميص، يكون الهواء فيها ثابتا محصورا بين الخيطان. أما إذا كانت فوق القميص، فالهواء يهرب منها مع الريح.

 

–       إلباس الأطفال الملابس ذات اللون الداكن إذا توفرت

الأطفال في الخيام

الخيام ليست مصنوعة من مواد مضادة للبرد.

للمحافظة على الحرارة داخلها، خصوصا في الليل، يجب عمل ما يلي:

أولا، التأكد من وجود الأوكسيجين بعمل فتحات صغيرة كافية قبل النوم، بترك شق في الأبواب أو فتح النوافذ قليلا في الخيام ذات النوافذ، لتجنب الاختناق خلال النوم إذا تركت المدفأة مشتعلة. التأكد ليلا ونهارا أن مكان المدفأة لا يسمح لها بالانقلاب على مادة قابلة للاشتعال، إذا لمسها طفل او أي شيء متحرك. تهوية الخيمة من الداخل لا يعني فتح فتحات كبيرة للهواء، بل فتحات كافية.

ثانيا، بالنسبة لمنع  البرد القارس من الدخول، يجب عمل ما يلي:

–       منع الرياح من ضرب الخيمة الرئيسية بالطريقة التالية:

–       تغطية الخيمة من الخارج بغطاء خاص يأتي مع الخيمة، أو بأي قماش آخر يوضع تحته كتل من الصوف أو القماش المشدود على شكل كرات أو الجوارب المملوءة بقطع القماش، لتوفير طبقة هوائية، أي تخييط قطع سميكة بين الطبقتين لخلق طبقة هواء، أو حتى وضع قطع خشبية ثابتة.

–       المهم عند وضع الغطاء أن يتأكد من يضعه، انه ليس مفتوحا من أعلى أو من الجوانب، لأن الفتحات العلوية والجانبية تسمح للهواء أن يخرج ويتغير بهواء بارد.

–       يفضل غطاء النايلون الشفاف، لمنع بلل الطبقة الرئيسية لأن البلل يستهلك  الطاقة، ويفضل النايلون الشفاف إذا أمكن توفيره، لجمع ما يتوفر من أشعة الشمس نهارا.

–       لحماية الأطفال ليلا، يجب عمل ما يلي:

o     إبعاد مكان نومهم عن المدافئ.

o     تغطية جوانب الخيمة العمودية بالقماش الداخلي أو الخارجي، في المنطقة التي ينام فيها الأطفال حتى لا يشع جسمهم الحرارة إلى الجدران القريبة منهم.

o     وضع قطع البوليستيرين من صحاحير الخضار على الأرض تحت الفرشات أو الجوادل التي ينامون عليها، لعزلهم عن الأرض التي يكون سطحها باردا.

ملاحظة هامة: هذه الإجراءات تخفف البرد عن الأطفال ولا تعالج كل المسألة.

حماية أطفال اللاجئين من برد الشتاء  علي حتر

اترك تعليقاً