ثقافة وفن

حوار مع السيد محمد قبلاوي رئيس مهرجان مالمو للسينما العربية – حاورته صفاء آغا

 السينما المغربية  ضيف شرف الدورة السادسة لمهرجان مالمو للسينما العربية 2016

س :  ذ. قبلاوي أخبرنا عن مشاركتك بمهرجان الرباط الدولي للسينما المؤلف في دورته 21 ؟

ج : أنا بالنسبة لي كمدير لمهرجان مالمو للسينما العربية هذه هي أول زيارة لي لمهرجان الرباط للسينما المؤلف وهي فرصة أتاحتها لنا إدارة المهرجان للتعرف على هذا المهرجان العريق ، طبعا نحن إستفدنا بالتعرف على بعض المخرجين الجدد وبعض الأفلام الجديدة  وخاصة المغربية، لأنه في المسابقة الرسمية الأفلام العربية قليلة نوعا ما لأنه هذا مهرجان دولي، كما كان على هامش المهرجان بعض الإجتماعات والنقاشات حول إستضافة مهرجان مالمو  للسينما العربية للأفلام المغربية بالسويد في دورته السادسة على أن يكون ضيف شرف هذه الدورة هي السينما المغربية وسوف يتم ذلك بإذن الله ذلك بخطوات متتالية بعد إنتهاء المهرجان، والتي تم البدء فيها من خلال عروض أفلام وندوات وحفلات فنية ومعارض خلال مهرجان مالمو في السويد .

س : ذ. قبلاوي زيارتك للمهرجان الرباط الدولي للسينما المؤلف عملنا أنها أثمرت على إتفاقية تعاون بين المهرجانين أخبرنا عن تفاصيل هذه الشراكة ؟

ج : صحيح ، طبعا هذا كان مسعى والذي تحقق والحمد لله بعد عدة مناقشات حول هذا الموضوع بداية من مهرجان مالمو حيث كان رئيس مهرجان الرباط  الدكتور عبد الحق المنطرش موجود في مالمو وبدأنا هذه المحادثات وخلال هذه الفترة كان بينا بعض الإيميلات والتفاهمات التي وصلتنا إلى تفاهم كامل سينتج عنه اليوم توقيع إتفاقية شراكة بين مهرجان الرباط الدولي للسينما المؤلف ومهرجان مالمو للسينما العربية ،  بحضور وسائل الإعلام بالإضافة إلى لجنة صناعة السينما بالقنيطرة وسلا والرباط وستكون  السينما المغربية في الدورة القادمة لمهرجان مالمو للسينما هي ضيف الشرف الدورة السادسة للتعريف أكثر بالسينما المغربية خاصة والعربية عامة بدول الشمال الأوروبي  وهذا هو هدف مهرجان مالمو بالدرجة الأولى .

س : ذ. قبلاوي كلمنا عن أهمية حضور ومشاركة السينما المغربية في الدورة الأخيرة لمهرجان مالمو للسينما العربية وكيف تم إختيار الأفلام المشاركة ؟

ج : طبعا نحن لا ننظر للموضوع بشكل جغرافي ولكن جودة الأفلام هي المعيار الأول لنا ، و مشاركة السينما المغربية كانت حاضرة هذه الدورة وبقوة مابين الفيلم الروائي الطويل والوثائقي والقصير ، حيث دائما نسعى بما لدينا لتواجد الأفلام المغربية لأننا كلنا نعرف قيمة السينما المغربية ومكانتها  المهمة على المستويين العربي والعالمي وما وصلت إليه في الأونة الأخيرة من حيث غزارة الإنتاج السينمائي للأفلام ، كما أنه كانت هناك مشاركة مغربية في ملتقى النقاد الأول للسينمائيين  والصحافيين المختصين بالمجال السينمائي ما بين  الوطن  العربي ودوّل الشمال الأوروبي بالإضافة إلى وجود مغربي آخر تمثل  كعضو بأحد لجان تحكيم المهرجان وهي لجنة تحكيم الفيلم الوثائقي، ومهرجان مالمو للسينما العربية  لا يخلو خلينا نقول إلا ما يوجد فيلم مغربي فاز بإحدى الجوائز إن كان جائزة أحسن ممثل في دورة 2012 أو فيلم قصير أو وثائقي أو أفضل فيلم طويل في 2014 أو جائزة لجنة التحكيم في 2015، ومنذ بداية المهرجان كما يعرف الجميع يهدف دائما لتواجد السينما العربية لتكون ممثلة لبلدها في مختلف أقسام المهرجان، وغياب بعض المشاركات العربية في أي دورة من دورات المهرجان يكون لعدم  إستطاعتها تقديم أفلام جيدة أولم يسعفها الحظ  لتكملة أفلامها لتقديمها للمشاركة  و كما قلت مهرجان مالمو للسينما العربية هدفه بالدرجة الأولى هو جودة الأفلام التي يتم إختيارها من طرف لجنة خاصة مكلفة بمشاهدة الأفلام التي يتم من خلالها إنتقاء الأفلام التي سوف تشارك بالمسابقة الرسمية للمهرجان .

س : ذ. قبلاوي بإعتباركم رئيس المهرجان ماهي المعايير التي تعتمدونها لتوجيه لجنة مشاهدة الأفلام لإختيار الأفلام التي يتم إنتقاؤها للمشاركة بالمسابقة الرسمية للمهرجان ؟

ج : بداية للإجابة على هذا السؤال هناك موضوع مهم جدا هو أنه مهرجان مالمو للسينما العربية هو مهرجان يمتاز بأنه مهرجان جماهيري غير نخبوي فنحن لدينا مقاييس أخرى بمعنى ممكن  أن تشاهدي فيلم عظيم جدا فاز بمهرجان معين حتى من كبرى المهرجانات ولكن لا يستطيع أن  يكون بالمسابقة الرسمية لمهرجان مالمو للسينما العربية ،ومن هنا يمكن القول بأنه نحن تهمنا الجودة وبنفس الوقت يهمنا أن يأتي الجمهور للمشاهدة الأفلام ،لأنه مهرجان بدون جمهور هو مهرجان ماله نكهة أساسا ،فنحن نحاول أن نمسك العصا من النصف من خلال الإختيارات ومن خلال توجيهاتنا للجنة الإختيارات بأن يكون هذا هو معيارها وهو أن تكون الجودة في الأفلام و أكثر شيء أن تكون هناك جماهيرية ، ونحن كذلك ننظر إلى الكم  الذي تمثله الجاليات العربية الموجودة في السويد والدنمارك من هذه الأفلام على سبيل المثال أنه من المستحيل أن لن نقدم فيلم عراقي لأن الجالية العراقية هي نصف الجالية العربية المثمثلة في السويد والدنمارك فهذا يستدعي منا تمثيلهم بفيلم أو فيلمين .

س : مهرجان مالمو للسينما العربية عمره خمس سنوات فقط وحقق هذه الشهرة على المستوى العربي والأوروبي والدولي، أنت كمخرج سينمائي مغترب كيف أتتك فكرة قيام مهرجان سينمائي عربي ” خاصة في الدول الإسكندنافية ” ؟

ج : بداية مهرجان عربي في دولة أوروبية أو دولة غربية ليست بفكرة جديدة ،بل هي موجودة من زمان هي ليست إبتكار دعينا نقول أنها تقليد وأنا كوني أعمل بهذا المجال في  المهرجانات المختصة بالسينما في أوروبا ،أصابتني العدوة وهي فكرة أن نعمل مهرجان في منطقة لازلت بكرا ومتشوقة إلى الثقافات ،فنحن مهرجان للسينما ولكن بنفس الوقت نستخدم السينما أو الفيلم للإيضاح وذلك لإيصال الموروث الثقافي العربي للجمهور الإسكندنافي الذي هو لا يعرف الكثير عن ثقافتنا العربية لأنه هو من طبعه خجول ونحن من طبعنا في بعض الأحيان كسول ،بمعنى أنه نحن ما قدمنا أنفسنا وهم لم يسألوا عنا ،لهذا كان من المفترض أن تكون هناك جمعية أو مؤسسة  أهلية تمسك بطرفي الخيط وتقربهم من بعضهم البعض لبناء جسر تواصل مابين هذه الشعوب وأعتقد أنه إستطعنا تحقيق بعض هذا الحلم الحمد لله رب العالمين ، فمهرجان السينما العربية بمالمو اليوم هو أكبر مهرجان للسينما العربية في أوروبا وهذا ما أجمعت عليه أغلب الصحف هنا بأن وصفته بأنه أكبر مهرجان جماهيري وأكثر مهرجان مشهور بالإضافة إلى أنه أكبر مهرجان بعدد الأفلام وعدد الجمهور .

س : عرفت الدورة  الأخيرة لمهرجان مالمو للسينما العربية  أنشطة جديدة من بينها ” ملتقى النقاد ” كيف جاءت الفكرة للمزج بين جيلين مختلفين من نقاد سينمائيين وصحافيين مختصين بالمجال السينمائي ؟

ج : بصراحة منذ ثلاث أعوام تقريبا منذ بدايات مهرجان مالمو للسينما العربية كان لدي هذا الهاجس أنه متى أستطيع أن أجعل النقاد والصحافيين السينمائيين يلتقون مع أقرانهم من دول الشمال السويد – الدنمارك – النرويج –  فيرلندا – وإسلندا و السبب وراء كل هذا هو تواجدي بالسويد فأحيانا عندما أقرأ نقد عن فيلم معين للناقد سينمائي أو صحافي سينمائي في الوطن العربي وأقرأ نفس النقد أو تحليل لفيلم لناقد سويدي أو نرويجي …. كان يوجد هناك إختلاف كبير جدا بوجهات النظر بتناول الفيلم فلم أعرف لماذا هذا الإختلاف فقررت بيني وبين نفسي بدون ما أعرف أنا السبب أن أعمل ملتقى يجمع هؤلاء النقاد والصحافيين السينمائيين ببعضهم ليقدموا لنا التوضيح المناسب لهذا الإختلاف بالنظرة أو بالوعي عند تحليل  أو نقد أي عمل فني، وأنا أتصور هذا الإختلاف لا يقتصر على السينما فقط بل يمتد إلى المسرح وإلى الصورة وغيرها من مختلف الفنون  وكل هذا  بعينين مختلفتين والسؤال هنا هل نستطيع  أن نجد عين تجمع بين هاتين العينين  ومن هنا جاءت فكرة تنظيم  ملتقى النقاد والصحافيين السينمائيين وهذا كان هو أول ملتقى الذي تم فيه تقديم  أوراق عمل  لكل المشاركين ومناقشاتها مع بعضهم البعض من خلال جلسات يومية كانت تعقد طيلة أيام المهرجان أثمرت على تفاهم بين الأعضاء وإقتراب وجهات النظر بينهم من خلال الدمج بين جلين مختلفين الشيء الذي إستفاذ منه جميع الأعضاء حسب تصريحاتهم بعد إنتهاء الملتقى وهذا كان كخطوة أولى على أن تكون الخطوة التانية هي تجميع أوراق هذه الأعمال والمشاركات  وتلخيصهم ككتاب باللغة العربية والسويدية  وسوف يكون جاهز لتوزيع ليتم التعريف  على خلاصة ما توصل له هذا الملتقى الأول للنقاد والصحافيين السينمائيين المشاركين .

س : ما جديد الدورة المقبلة لمهرجان مالمو للسينما العربية ؟

ج : جديد مهرجان مالمو للسينما العربية في دورته السادسة المقبلة هو أولا ،فبعد الإتفاقية مع مهرجان الرباط الدولي للسينما المؤلف و المركز السينمائي المغربي سيكون المغرب هو ضيف شرف المهرجان بالإضافة إلى سوق مالمو السينمائي لدعم وتطوير الأفلام الذي تم إفتتاح دوته الأولى السنة الماضية ،كذلك هناك مشروع دعم الأفلام الروائية القصيرة والوثائقية والأفلام الطويلة والتي أثمرت بداياتها بنتائج رائعة وسوف نستمر وندعم هذه المشاريع و مهرجان مالمو للسينما العربية سيظل  يعرض أفلام و يعمل  مناقشات وماستر كلاس لكن هذه الدورة سيكون كل هذا بثوب جديد وأماكن جديدة في مالمو حيث سنركز هذه السنة على المكان لأنه السنوات الماضية كنّا في مراحل التطوير ، لهذا أنا ومجلس الإدارة إتفقنا خلال الإجتماع السنوي الذي عقد في 19 يناير أنه هذه السنة تحديدا لن نأتي بأي شيء جديد ندخله على المهرجان لأنه نحن خلال السنوات الخمس الماضية إستطعنا أن نرسخ فكرة ومضمون المهرجان ولكن هذا  العام سيكون التركيز على شكل ومكان المهرجان حيث سنستقر في مكان  ليكون هو مقر المهرجان كسوق وكحفل الإفتتاح والإختتام  وكذلك صالات عرض  الأفلام ، و لكي لا نرهق أنفسنا حتى لا نصل إلى سنة من سنوات المهرجان لا نعرف ماذا نفعل كشيء جديد للمهرجان بمعنى يكفينا إذا حافظنا على مستوى نجاح دورة 2015 فهذا يكون بالنسبة لنا نجاح كبير جدا .

* جريدة مغرب الغد

اترك تعليقاً