عربي وعالمي

صواريخ المقاومة .. وعبقرية المواجهة – غسان مصطفى الشامي

صواريخ المقاومة .. وعبقرية المواجهة –  غسان مصطفى الشامي

في تطور نوعي للمعركة والعدوان الصهيوني الشرس على قطاع غزة، تبرز المقاومة الفلسطينية قدرات متفوقة في إدارة المعركة ومواجهة العدوان، فقد أعلنت كتائب القسام عن موعد قصف  مدينة ” تل أبيب”، في تحدٍ كبيرٍ لقدرات العدو في اعتراض هذه الصواريخ، حيث دعت كتائب القسام وسائل الاعلام قاطبة لرصد ومتابعة ضرب ” تل أبيب”، وهذه المرة الاولى في تاريخ الصراع العربي الصهيوني يتم تحديد مواعيد ضرب المدن الصهيونية، حيث تابعت وسائل الاعلام تنفيذ الوعد القسامي وضرب ” تل أبيب ” في الموعد المحدد.

ماحدث هذه المرة في تحديد موعد الهجمات الصاروخية القسامية على مدن الاحتلال، تطور نوعي في إدارة المعركة وتحديا كبيرا لقدرات العدو في مواجهة صواريخ الجعبري القسامية، حيث قامت قوات الاحتلال على الفور بنشر العشرات من الطائرات في سماء غزة من أجل البحث عن أماكن اطلاق الصواريخ والتصدي لها، وقد كان تحديد موعد الهجمات الصاروخية على تل أبيب ودعوة وسائل الاعلام لتغطية سقوط الصاروخية بمثابة رسائل هامة للعدو الصهيوني تعبر عن قدرات المقاومة وسياساتها العسكرية في إدارة المعركة، في المقابل لم ينجح العدو في تحقيق أهدافه من هذه المعركة الخاسرة، وشاهد العالم بأسره أن بنك أهداف العدو يتمثل في ضرب المدنيين والمساجد وتجمعات المواطنين وحتى المعاقين لم يسلموا من صواريخ الاحتلال وعدوانه الغاشم على القطاع، في حين فشل العدو من ضرب ولو منصة صواريخ واحدة للمقاومة الصهيونية.

لقد حققت فصائل المقاومة الفلسطينية تقدم كبير في مواجهة العدوان الصهيوني، وسيناريوهات الحرب الميدانية،  كما يخشى العدو من المواجهة الشرسة له في حال تنفيذ قرار الاجتياح البري لقطاع غزة، حيث أحبطت كتائب القسام العديد من محاولات التقدم للقوات الصهيونية إلى القطاع عبر البر وعبر البحر، كما تمكنت كتائب القسام من التصدي لأكثر من محاولة لتسلل القوات الإسرائيلية إلى غزة عبر البر والبحر والاشتباك مع القوات الصهيونية الغاشمة من مسافة الصفر واجبارهم على التقهقر والانسحاب، كما استهدفت كتائب القسام عدد من الجيبات الصهيونية، وتمكنت من قتل عدد من الصهاينة على الحدود الشرقية مع قطاع غزة .

إعلان كتائب القسام موعد الضربات الصاروخية مدينة تل أبيب حمل أكثر من هدف ورسالة عسكرية للعدو الصهيوني ، فقد ولّد الرعب والخوف في نفوس 5 ملايين صهيوني سارعوا بالدخول إلى الملاجئ مبكرا و الهروب من مدينة تل أبيب وكافة المدن الصهيونية المعرضة للقصف، كما حزم الكثير من الصهاينة أمتعتهم لمغادرة الكيان إلى أمريكا وأوروبا.

كما أن اعلان كتائب القسام موعد توجيه صواريخ الجعبري إلى تل أبيب زرع الاحباط واليأس والهزيمة في نفوس الجيش الصهيوني بكل مكوناته على رأسه سلاح الجو والهندسة(الإسرائيلي) الذي استنفذ كل طاقاته وقدراته العسكرية لصد رشقة الصواريخ ومنعها من السقوط على تل أبيب ولكنه فشل في صد الصواريخ، كما أن رشقات صواريخ الجعبري وتنفيذ وعد القسام بالوقت المحدد أفقد ثقة الجمهور الإسرائيلي بقدرات جيشه أولا ثم بمنظومة القبة الحديدية في التصدي لصواريخ القسام، حيث اعترف الصهاينة بمقتل مستوطنين اثنين في هجمات القسام الصاروخية على تل أبيب، ولم تستطع القبة الحديدية التصدي للصواريخ؛ هذه القبة التي روج لها العدو الصهيوني وتحدث عنها كثيرا مدعيا أنها ستحقق الأمن وتجلب الأمان للصهاينة، وقد نقلت وسائل الاعلام العالمية الاختبار الحقيقي للقبة الحديدة وفشلها الذريع في التصدي للصواريخ وخيبة الأمل التي زرعتها الصناعات العسكرية المتقدمة في نفوس الجمهور الصهيوني .

هذه الحرب فعلا غيرت موازين المعادلة  العسكرية، وفاجأت الصهاينة في الكثير من الأساليب العسكرية الجديدة التي اتبعتها المقاومة الفلسطينية في المواجهة والتصدي للعدوان باتباع استراتيجيات عسكرية جديدة استخدمتها كتائب القسام وسرايا القدس في هذه المعركة، لذلك ستفرض المقاومة الفلسطينية شروطها على العدو الصهيوني في التهدئة، وهذا ما يؤرق العدو الصهيونية الذي يبحث عن مخرج له من هذه المعركة الخاسرة له والتي ستكون وبال على نتنياهو وحزبه، لذلك تجري دولة الاحتلال اتصالات كثيرة اقليمية ودولية وعالمية من أجل وقف هذه المعركة التي لم تحقق أهداف العدو الصهيوني وجلبت المخاسر الكبيرة على دولة الكيان على مدار أيام والشلل يخيم على كافة مرافق الحياة في دولة الكيان، فيما توقف مطار بن غوريون الدولي عن العمل، كما أوقفت شركات الطيران رحلاتها إلى الكيان الصهيوني؛ هذه النتائج التي حققت هذه المعركة لم تكن بحسابات العدو الصهيوني لذلك فإن فصائل المقاومة ستنجح في هذه المعركة، وستفرض على العدو شروطها في التهدئة .

على المشهد الآخر في هذه المعركة يبرز الدور البطولي للطواقم الطبية الفلسطينية وطواقم الدفاع المدني و البلديات والمتطوعين الذي يحملون أرواحهم على أكفهم ويمارسون دورهم وواجبهم الوطني في رسم مشهد اسطوري في انقاذ الجرحى انتشال جثامين الشهداء والعمل على مدار الساعة تحت القصف والعدوان ومواصلة تقديم الخدمات تحت وابل الصواريخ والقصف المتواصل للقطاع .

إلى الملتقى ،،

                                                                                                   قلم / غسان مصطفى الشامى

Ghasanp1@hotmail.com

اترك تعليقاً