الأخبارالأرشيف

واقدسااااااه لن تسمعوا:- رشاد أبوشاور

 

ها هي القدس في مرمى النظر

فمن يقف على جبال مؤاب الأردنية سيرى جبالها بكامل هيبتها، وعظمتها وصلابتها، وربما يتذكر شيئا من تاريخها…

من يلتقون على شاطئ البحر الميت، ربما يرون تلك الجبال في النهار، فكيف سيشعرون والقدس في مرمى النظر؟ فإن توجهوا بنظرهم في الليل إلى تلك الجبال، فسيرون النور الصاعد حزمة هائلة تصل الأرض بالسماء،

فماذا سيقولون لك يا قدس، يا أسيرة؟!

لا شيء، لأنك تحرجينهم، وهم سيلتقون خلف جدران سميكة، لا يخرج الصوت منها، ولذا لن يتصاعد صوت نخوتهم: لبيك يا قدس..يا قدسنا، يا قدس العرب مسلمين ومسيحيين،يا قدس الحضارة، والمقاومة.

يا قدس الأقصى والقيامة، يا قدس الشهداء والبطولة.. يا قدس سيوف صلاح الدين وجيوشه الزاحفة المُحرّرة.

هم، حتى، لن ينتخوا بتقديم شيء لك. ألم يعدوك بإرسال المال لبناء ما هُدّم من بيوتك، ومدارسك..وخذلوك، بعد أن انفضوا وعادوا إلى ديار حكمهم السعيد؟

المستوطنات تزحف، ومعاليه أدوميم وصلت الخان الأحمر..هناك فوق التلّة المقابلة، وهي ستواصل الزحف ..فهل ستتوقف عند شاطئ البحر الميت غربا؟ ومن سيوقف زحفها؟! إنهم هناك أصدقاؤهم في الزمن العبري!!

لا، صلاج الدين لا يشارك في اجتماعهم، ولا المظفّر قلاوون، ولا ابنه خليل، ولا الظاهر بيبرس، ولا قطز..لا، ولا عبد القادر الحسيني شهيدك، وبطلك، وفتاك، ولا أنطون داوود، ولا الشيخ القسّام..ولا واحد من شبابك، شباب الخناجر والسكاكين..لا..لا أحد من هؤلاء يحضر ويشارك، ففي زمن ( أبوغيط) لا تكون فلسطين حاضرة، وعندما تفوح رائحة النفط والغاز لا يفوح عطر الشهادة والبطولة..

يا قدس، يا قدسنا، ستتحررين..والله ستتحررين، ببطولات بناتنا وشبابنا، ومن لديهم نخوة من أبناء وبنات العرب..العرب الأقحاح، وليس عرب أمريكا والكيان الصهيوني.

نحن من نراك، بقلوبنا، وعقولنا، حيثما كنا، ونحن نراك في المنافي البعيدة، وفي زوارق الموت التي تحملنا بعيدا، والتي يمكن أن تكون نعوشنا، ولكنها لا تقدر على تغييبك من عقولنا وقلوبنا.

يا قدس، يا قدسنا، نراك في عيون الأسرى، في صبرهم، وقبضهم على جمر الانتماء لفلسطين، رغم السجان الصهيوني اللئيم، في هذا الزمن الأمريكي الطافح بالإثم والقتل والتدمير والخراب.

نحن نراك، ونسمع أنينك، ونردد اسمك ليل نهار..ياأجمل ما في فلسطين،  يا روح فلسطين، فلسطين العربية التي لن تموت، ولن تُنسى، مهما غُدر بها.

وااااااقدساه

* بمناسبة انعقاد مؤتمر القمة في البحر الميت.

اترك تعليقاً