صهيونيات

اجتياح واسع النطاق للبنان وتصفية نصر الله

 زهير أندراوس

(إسرائيل) تكشف خطّتها: اجتياح واسع النطاق للبنان وتصفية نصر الله خلال الأيّام الأولى ستحسم المعركة نهائيًا وإمكانية الحرب ارتفعت كثيرًا

 

أقرّت مصادر عسكريّة وأمنيّة رفيعة المُستوى في تل أبيب أنّ جيش الاحتلال وأجهزة المُخابرات الإسرائيليّة المُختلفة، حاولت عدّة مرّات اغتيال الأمين العّام لحزب الله اللبنانيّ، حسن نصر الله، ولكنّ مُحاولاتها جميعًا باءت بالفشل المدّوي.

 

وكشفت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، في عددها الصادر اليوم الخميس، نقلاً عن محافل أمنيّة وصفتها بأنّها مطلعةً جدًا على الخطط الإسرائيليّة، كشفت النقاب عن أنّه خلال العدوان على لبنان في صيف العام 2006، والمُسّمى إسرائيليًا بحرب لبنان الثانية، كانت إسرائيل قد أعدّت الخطط لاغتيال السيّد نصر الله، دون الكشف عن الطريقة العينيّة، ولكنّ جميع المحاولات فشلت خلال الحرب، التي استمرّت على مدار 34 يومًا وانتهت بانتكاسةٍ إسرائيليّةٍ اعترف بها أقطاب دولة الاحتلال.

 

ووفقًا للمصادر عينها، تابعت المصادر عينها قائلةً، فإنّ المُستوى الأمنيّ يأمل أنْ يحصل على مُصادقةٍ من المُستوى السياسيّ، أيْ الحكومة الإسرائيليّة، لكي يقوم باجتياح لبنان بريًا من أجل حسم المعركة، ولكنّ المصادر عينها عبّرت عن خشيتها العميقة من عدم الحصول على التصديق للقيام بهذه العملية البريّة، بسبب الخوف من التكلفة البشريّة والماديّة الكبيرة، علمًا أنّه بحسب التقديرات الأمنيّة في تل أبيب، فإنّه في حال اندلاع مُواجهةٍ عسكريّةٍ بين إسرائيل وحزب الله، فإنّ الأخير سيقوم بإطلاق 3000 حتى 4000 صاروخ يوميًا باتجاه العمق الإسرائيليّ، الذي يُعتبر الخاصرة الضعيفة لعدم تمكّن الجيش من حمايته، الأمر الذي سيُوقع عددًا كبيرًا من القتلى والجرحى في صفوف المُواطنين.

 

علاوةً على ذلك، شدّدّت المصادر في تل أبيب أنّ ترسانة حزب الله الصاروخيّة باتت كبيرةً كمًا وخطيرةً ومتطورّة ومُتقدّمة نوعًا، وأنّ كلّ بقعة في إسرائيل من أقصى الشمال حتى أقصى الجنوب، مرورًا بالمركز وبالقواعد والمنشآت الحساسّة جدًا، مثل مطار بن غوريون الدوليّ ومفاعل ديمونا النوويّ، باتت في مرمى صواريخ المُقاومة اللبنانيّة.

 

وبحسب مُحلّل الشؤون العسكريّة في الصحيفة، يوسي يهوشواع، فإنّ الأقوال التي نشرها اليوم اعتمدت على أقوال جنرالٍ رفيع المُستوى في سلاح البريّة (المشاة) الإسرائيليّ، الذي تحدّث خلال الكشف عن تطويرات جديدة في تقنيات القتال لسلاح البريّة وسلاح الهندسة وسلاح المدرعات في جيش الاحتلال.

 

ونقل عن قائد سلاح المدرعات في جيش الاحتلال، الجنرال كوبي باراك، نقل عنه قوله إنّ فرصة اندلاع حربٍ ضدّ حزب الله في العام الجاري 2018 ارتفعت كثيرًا جدًا، لكنّه استدرك قائلاً إنّ الدولة العبريّة ليست معنيّةً بحرب جديدةٍ ضدّ الـ”تنظيم الإرهابيّ اللبنانيّ”، كما أنّ الأعداء المُحيطين بإسرائيل ليسوا معنيين أيضًا بجولةٍ جديدةٍ من المُواجهة العسكريّة، على حدّ تعبيره.

 

وبحسبٍ ضابطٍ رفيع المُستوى، لم تُسّمه الصحيفة، فإنّ الاجتياح البريّ الإسرائيليّ للبنان سيكون في الأيّام الأولى للحرب، وسيكون قاتلاً وخطيرًا للغاية وسيشمل أراضٍ أوسع ممّا يعتقد العدو أوْ حتى المُواطنين في إسرائيل.

 

وأضاف قائلاً إنّه تمّ الأخذ بعين الاعتبار عدد الصواريخ الكبير الذي سيسقط على مركز الدولة العبريّة نتيجة الاجتياح البريّ، ولكنّه عبّر عن إيمانه العميق بأنْ يُصادق المُستوى السياسيّ على الخطّة التي وضعها الجيش، والتي خلافًا للماضي، لا تعتمد فقط على تفوّق سلاح الجوّ، بل تُعطي سلاح البريّة (المُشاة) الأولويّة في قيادة المعركة القادمة، على حدّ تعبيره.

 

وفي معرض ردّه على سؤال، أضافت الصحيفة العبريّة، حول كيفية وآلية حسم المعركة، ردّ الضابط الإسرائيليّ قائلاً إنّ تمكّن جيش الاحتلال من تصفية الأمين العّام لحزب الله، السيّد حسن نصر الله، يُعتبر ضربةً قاصمةً للحزب، وسيكون بمثابة انتصارٍ بالضربة القاضية لإسرائيل، على حدّ قوله.

 

ولفت المُحلّل إلى أنّه في الفترة الأخيرة تناول العديد من المسؤولين الأمنيين في أذرع المخابرات المُختلفة في إسرائيل، بالإضافة إلى كبار الجنرالات في جيش الاحتلال قضية تصفية السيّد نصر الله، وجميعهم أكّدوا أنّ عملية تصفيته أوْ بالأحرى مُحاولة تصفيته، ستتّم في الأيام الأولى من الحرب القادمة، على حدّ تعبيرهم.

 

وخلُصت المصادر نفسها إلى القول إنّه في ظلّ تزايد اندلاع الحرب على الجبهة الشماليّة بين إسرائيل وحزب الله، فقد قام سلاح البريّة الإسرائيلي بتحسن قدراته وبات جاهزًا للمعركة المُقبلة، كما أنّه أدخل العديد من التقنيات التكنولوجيّة للقوّات التي ستُشارك في الحرب، بما في ذلك تقنياتٍ جديدةٍ لمُواجهة حرب الأنفاق، التي من غير المُستبعد بتاتًا أنْ تخوضها إسرائيل في ظلّ الحديث المُتزايد عن قيام حزب الله بحفر أنفاقٍ على الحدود الشماليّة، واعتبار أنفاق حماس مُجرّد لعبة صغيرة، مُقابل الأنفاق التي يُعتقد أنّ حزب الله حفرها بسريّةٍ بالغةٍ، كما أكّدت المصادر الأمنيّة والعسكريّة في تل أبيب.

الناصرة-“رأي اليوم”-