الأرشيفعربي وعالمي

النرويج تحاصر عمال المناجم الروس يفغيني ساتانوفسكي

ترجمة د. زياد الزبيدي بتصرف
  
إن قرار النرويج بوقف شحن البضائع والطعام إلى عمال المناجم الروس في جزيرة سفالبارد القطبية، هي بصراحة خطوة غير ودية وتتناسب مع استراتيجية المواجهة العامة للغرب الجماعي، على الرغم من أنه يمكن تجنب تصعيد خطير في هذه الحالة.
يقول الخبراء إن قرار النرويج يوحي نفسه باوجه الشبه مع تصرفات ليتوانيا فيما يتعلق بنقل البضائع إلى منطقة كالينينغراد، لكن الوضع مختلف إلى حد ما.
وفقًا لاتفاقيات باريس لعام 1920، فإن سبيتسبيرغن او بارينتسبورغ كما يسميها الروس هي منطقة  السيادة فيها للنرويج، ولكن بشرط السماح لمواطني الدول الأخرى التي وقعت على الاتفاقية بالدخول دون عوائق، حيث يمكنهم القيام بأنشطة اقتصادية وبحثية علمية على أراضي أرخبيل القطب الشمالي بحرية تامة.
في الوقت الحاضر، بالإضافة إلى النرويج، تمارس روسيا أيضًا أنشطة تجارية وصناعية في الأرخبيل. تملك روسيا قرية بارينتسبورغ للتعدين والمناجم (حوالي 500 نسمة) والعديد من التجمعات السكانية المتوقفة عن العمل حاليا.
تشير وزارة الخارجية النرويجية إلى التزامها بالتنفيذ الإجباري للعقوبات الاوروبية على روسيا وبالتالي فهي تنتهك اتفاقية باريس.  نشأت خلافات بين روسيا والنرويج حول سفالبارد والنشاط الاقتصادي فيها من قبل، لكن كلا الجانبين تجنب المواجهة وأجريا حوارًا معقدًا.
الآن السياق مختلف حيث يعتقد الخبراء ان هناك إشارات توحي بالرغبة في تجنب المواجهة على الأقل.  وتشير الدلائل إلى أن حاكم سفالبارد يعلن أنه لن يتضرر أحد  ويؤكد وجود اتصالات منتظمة مع الجانب الروسي بشأن هذه القضية، مبيناً استعداده لحل المشاكل التي نشأت.
من غير المحتمل أن تكون النرويج مهتمة بالتصعيد مع روسيا ونقل منطق المواجهة إلى منطقة قطبية خالية من النزاعات، ومع ذلك، في ضوء الإجراءات غير الودية العلنية تجاه روسيا من قبل الدول الأعضاء في مجلس القطب الشمالي، فإن احتمالية التصعيد تتزايد.
لاحظ الخبراء بالفعل أنه من خلال الحد من إمكانية توصيل الطعام والشحن إلى الروس في سفالبارد، فإن النرويج تشكك في سيادتها على تلك الجزر.  من الواضح أن اتفاقيات باريس الدولية هذه أكثر أهمية من وجهة نظر القانون الدولي من العقوبات الأحادية وتسمو عليها.
ومع ذلك، يشير الخبراء إلى أن النرويج مجبرة على اتباع المنطق العام للمواجهة الجيوسياسية مع روسيا، الذي بدأته بشكل أساسي الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى.  أوسلو في موقف صعب: من المهم أن تخلق إدارة بايدن قصة انتصار “جديد” فيما يتعلق بروسيا، والتي تتضمن تقليص النشاط الاقتصادي في جزر سفالبارد وإجلاء سكان بارينتسبورغ الروس: واشنطن تريد أن يتم كل هذا على يدي النرويج، لكن الخطر يتزايد، خاصة وأن الإجراءات الانتقامية الروسية في مجال القطب الشمالي يمكن أن تلحق أضرارًا جسيمة بالدول الاسكندنافية.
يقول الخبراء إن الصعوبات قد تستمر، لكنهم يعتقدون أن هناك إمكانية لحل النزاع المصطنع وأنه قد يتم تجنب تصعيد حاد، على الرغم من أن سيناريو التصعيد لا يمكن استبعاده الآن أيضًا.


 
https://kanaanonline.org/2022/07/08/%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b7%d9%88%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d9%81%d9%8a-%d8%ad%d8%b1%d8%a8-%d8%b1%d9%88%d8%b3%d9%8a%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%81%d8%a7%d8%b9%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b1%d9%88%d9%8a/