facebookالأرشيف

الى اهلنا في سورية الصامدون الصابرون -د عبد الرحيم كتانة

الى اهلنا في سورية
الصامدون الصابرون

من قلب فلسطين التي تشارككم التاريخ والجغرافية والهوية والعادات والتقاليد , وتشارككم الالم نفسه والمعاناة بتفاصيلها ..وبعضنا يشارككم الكفاح والدفاع عن الارض السورية كما شاركتمونا وتشاركوننا الكفاح والدفاع عن الارض الفلسطينية او جنوب سوريا كما يحلو لنا تسميتها , وبعضنا الاخر خان الخبز والملح ,تماما ,كما خان الكثير من السوريين وطنهم وباعوا انتماءهم وكرامتهم للغرباء …وقتلوا ابناء عمومتهم وقطعوا رؤوس اخوتهم واكلوا اكبادهم كما فعلت آكلة الكبود…

من قلب فلسطين التي تعاني الاحتلال والمصادرة والقتل والاعتقال والطرد نقول لكم اصبروا وصابروا ..فالنصر صبر ساعة …ونحن اذ نتابع اوضاعكم بكل تفاصيلها لا ننظر عليكم او نزاود لا سمح الله , فنحن نعيش نفس الكابوس منذ قرن من الزمان …يفرض علينا الاحتلال منع التجول احيانا لمدة شهر كامل ولولا خوفهم من الانفجار لمنعونا من الحصول على الخبز ..تستيقظ فتجد منزلك مغلقا او مدمرا او اشجارك اقتلعها المستوطنون بعدما افنيت عمرك بالعناية بها …نحن اكثر شعوب الارض نشعر بمعاناتكم …ولكن اتعلمون لماذا امتدت معاناتنا قرنا كاملا؟ لان بعضنا قبل في اللحظات القاصمة المهادنة والتفاوض والتخلي عن الكفاح مقابل الوعود الفارغة .لقد وعدونا بسنغافورة وهونكونج بعد اوسلو ..وها انتم تشاهدون مصائر الشعوب العربية التي تخلت قياداتها عن كرامتها وانتماءاتها واستقلالها وسلمت ذقنها للامريكي ومن خلفه الصهيوني والرجعي التابع والذليل …هل تذكرون كيف حاول القذافي في اواخر حكمه التماهي مع الطلبات الامريكية؟هل تذكرون كيف تخلى غورباتشوف عن كرامة ووحدة وشموخ الاتحاد السوفييتي والمعسكر الاشتراكي وسلم مفاتيح الكرامة للاميركان ؟؟ في هذه اللحظات من تاريخكم وهي الاصعب حتى من كل سني الحرب التسعة مجتمعة ,عليكم المقارنة بين ان تكونوا عبيدا او اسيادا ..مستقلين او تابعين…وعليكم الوقوف صفا واحدا بوجه الاعداء وما اكثرهم الواضحين والمتسترين المباشرين والغير مباشرين ..من الاعداء ومن ابناء جلدتكم الذين اغوتهم الفنادق والدولارات.

متى كان السوري يعاني الجوع او الغلاء قبل هذه الحرب؟؟لقد كان كل جيرانكم من العرب يزورون دمشق ليتمتعوا بجمالها وخيراتها ويشترون مؤونتهم من دمشق لياكلوا اجود وارخص السلع السورية …فمن المسؤول عن معاناتكم الان؟؟انهم انفسهم الذين يعدونكم بالحياة الرعيدة كما وعدوا الشعب المصري بالرخاء بعد كامب ديفيد…فلا تضيعوا البوصلة ايها الاحباب..

لقد تكالب العالم الظالم عليكم وعلى بلدكم لانكم كنتم اسيادا مستقلين تدافعون عن الامة كلها بخياراتها وشموخها واستقلالها واكتفاءها الذاتي فلا تستسلموا في الساعة الاخيرة وتندموا حيث لا ينفع الندم ..تجوع الحرة ولا تأكل ثدييها ..

نحن نقول هذا الكلام من قلب المعاناة الشبيهة تماما بمعاناتكم …فلا تستمعوا للانذال الذين يتمنون تسليم البلد بكل ما فيها للصهيوامريكي

…فصمودكم يؤذيهم ايضا ويعريهم ويفضحهم …فهل جاءوا بالشيشاني والاوزبيكي والايغوري والسعودي لينشروا الديموقراطية والدفاع عن حقوق الانسان السوري؟؟؟ اذا كان البعض يعتقد او يروج لمقولة ان الايراني والروسي جاء غازيا ومحتلا فتذكروا اين كانت جحافل داعش قد وصلت قبل وصول الحلفاء والاصدقاء…وتمعنوا جيدا ” لماذا تقوم اسرائيل بقصف المواقع التي يتواجد فيها الخبراء الايرانيين في سوريا؟؟؟هل كرمال عيون سوريا والسوريين ؟؟؟؟ وحتى هؤلاء الاصدقاء لا يصنعون لكم جميلا مجانيا ,فقد وقفت سوريا معهم في كل محنهم ..

اصمدوا فقد اقترب الحسم لصالحكم واعلموا ان اعداءكم يشددون الحصار اكثر فاكثر لان مخططاتهم العسكرية قد فشلت فشلا ذريعا بتفتيت سوريا واستسلامها لصالح قوى الشر التي يرتد غدرها وظلمها الى داخل بيوتها هذه الايام كما تشاهدون يوميا …

كل هذا لا يعني ابدا ان هناك فاسدون محليون وتجار يستغلون معاناتكم ويريدون لكم ان تصلوا مرحلة الياس والاستسلام لرغبات اولياء امورهم , وهؤلاء يجب محاربتهم والوقوف في وجههم ولكن لا تضيعوا البوصلة ” فالعدو الصهيو- امريكي وحلفاءه من السعودي والتركي واذنابهم هم الاعداء الحقيقيون والوحيدون “

وقريبا سنحتفل معكنم بانتصاركم على الارهاب العالمي واسلحته ومخططاته وحصاره ايضا …

 

الى اهلنا في سورية الصامدون الصابرون -د عبد الرحيم كتانة

الى اهلنا في سورية الصامدون الصابرون من قلب فلسطين التي تشارككم التاريخ والجغرافية والهوية والعادات والتقاليد ,…

Gepostet von Abdelrahim Kettaneh am Montag, 8. Juni 2020