ثقافة وفن

اليشنيون


رواية جديدة للكاتب  العراقي المغترب جمعة اللامي صدر حديثا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر (2015).

وجمعة اللامي روائي وقاص عراقي . نشر اعماله الادبية في الصحف والمجلات العربية منذ سنة 1965 ؛ وجرى تكريمه بجوائز ابداعية راقية في مجالات القصة والرواية ، وترجم الكثير من اعماله الادبية الى عدد من اللغات الاجنبية ؛ من بينها : الانجليزية ؛ الفرنسية ؛ الألمانية ؛ والروسية .

نشر أعماله الادبية بالصحافة العراقية والعربية والاجنبية منذ سنه 1965 . وهو مقيم في الامارات العربية المتحدة منذ سنه 1979 .

يقول الروائي جمعة اللامي في تذييله لكتابه :

وكان دجلة غاضباً في ذلك اليوم ، ثم تحول غضبه الى ثورة عارمة عندما إنتهى القوم من صلاة العصر . توجس الشيخ ماجد خيفة، وعادت الى ذاكرته أسطورة ” عبيد الشط” الذي يعيش تحت جسر نهر الكحلاء . لكن غناء السيد محمد ، الذي يَفْطر القلب وبُفطّر الصايم في رمضان، كما يقول اهل العمارة ، جعل الشيخ ماجد والناس لا يعيرون بالاً للنهر الهائج .

 

وحين أخذ غرير يَجْعَرْ ، بصوته الخشن الذي يشبه خوار ثور في أوج هياجه الجنسي  ، كما وصفه اهل العمارة ، ثم هزه الطرب فنسي نفسه ومزق دشداشته ورمى بعقاله وغترته الى الأرض ،ثم أخذ يضرب راسه الأصلع بالطبل ، خشبة يعد خشبة حتى تكسرت جميعها.

توقفت عينا فليفلة عدة لحظات تحدقان بقامة عريسها المنبهر ، وحدقت كذلك  وبإمعان في صاحب تلك القامة المديدة ، بقناعه الأسود ، الذي يقف بجانب عريسها . كانت مشاعرها، الآونة ، مزيجا من الغبطة والحسرة والحيرة والفزع، فقد كانت ترى في النهر الثائر ما يوجب ان تكون حذرة ويقظة ، عندما تقود قاربها الذي يشبه هلالا في يومه الثالث، لتصل الى نقطة الصفر في وسط النهر، بجوار العبّارة ، للقاء عريسها الذي سيتقدم بقاربه وحيدا نحوها من الجهة اليسرى للنهر .كان المشهد مرعبا في جماله وفرادته، حين تقدمت فليفلة نحو العبّارة ، بينما كان فيصل يتقدم ايضا نحوها .

وأخبرني جمعة اللامي في ليلة من ذلك الهذيان الذي إستمر ست ليالي ، ان جده راشد العون شاهد فحل جاموس اسود الشعر يقود قطيعا من هذه الجاموسات المعمرة ذات القرون الطويلة ، العائدة الى قبيلة المعدان التي تجاور بني لام ، في قتال شرس مع المياه الهائجة، للنجاة بنفسه وقطيعه ، ويتوجه نحو العبّارة . لكن الماء الثائر كان اقوى منه ، وألقى به قبالة العروسين اللذين إلتقيا كما أرادت فليفلة.

 

يقع الكتاب في 312 صفحة من القطع المتوسط

اترك تعليقاً