الأخبارالأرشيف

بيان صادر عن دورة اجتماعات القيادة المركزية لجبهة التحرير الفلسطينية

 

عقدت القيادة المركزية لجبهة التحرير الفلسطينية دورة اجتماعات قدم فيها
الرفيق الأمين العام يوسف المقدح ( أبو نضال الأشقر ) تقريراً سياسيا –
تنظيمياً شاملاً وخلصت الدورة إلى جملة من التوجهات السياسية والتنظيمية
التالية :

سياسياً : توقفت الجبهة أمام الدعوة التي أطلقتها السلطة الفلسطينية
لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ، ورأت فيها مراوحة في المكان في المكان
واستنساب سلطوي ، ويبتعد هذا الإجراء عن الحوار الوطني الشامل واستعادة
الوحدة الوطنية الفلسطينية التي تستجمع عناصر القوة الوطنية للحالة
الفلسطينية وتحكم الربط بين كل حلقات النضال الوطني في القدس والضفة
وقطاع غزة ومناطق احتلال 1948 والشتات ، وعلى قاعدة المراجعة السياسية
الشاملة وإعادة الاعتبار للمشروع الوطني ومنظمة التحرير الفلسطينية يفضي
إلى تشكيل مجلس وطني فلسطيني جديد والخروج بإستراتيجية وطنية تؤمن الوحدة
الوطنية كاستحقاق في مواجهة التكالب الأميركي – الصهيوني – الرجعي في
تصفية القضية ، وتطوع الأنظمة الرجعية العربية وهرولتها نحو التطبيع
وجعلها أدوات طيعة في تنفيذ صفقة القرن .

– كما توقفت القيادة المركزية أمام حملة التصعيد العنصرية بحق أهلنا في
القدس والخليل والأغوار وكافة مناطق الضفة الغربية ، سيما وان الجنون
العنصري الفالت من عقاله من خلال عمليات التهويد ليس فقط لمناطق ر( ج )
وإنما لكل أراضي الضفة الغربية والتحكم بمصادر المياه ، وبمحاصرة المدن
والبلدات والقرى وتحويلها إلى تجمعات سكانية محاصرة ، مع حملة اعتقالات
وعمليات القتل بدم بارد بحق المدنيين من أبناء شعبنا ، والأخطر في هذا
الجنون العنصري ، يتمثل بالأزمة الحادة التي يعيشها الكيان الصهيوني وفي
أوساط اليمين نفسه ، وهناك تنافس حتى داخل الحزب الواحد على كسب ود
وتأييد جموع المستوطنين بتشريع الاستيطان وإطلاق العنان للمستوطنين ضد
أبناء شعبنا ويثقل هذا المشهد العنصري محاولة نتنياهو المثقل بالفساد
للتهرب من مواجهة القضاء وبدعم مطلق من إدارة ترامب وهي التي تجسد بوضوع
طبيعة العلاقة العضوية المركبة الأميركية – الصهيونية .

وفي ذات السياق توقفت القيادة المركزية للجبهة أمام سعي نتنياهو وحكومته
وصناع القرار السياسي والأمني لغرض قواعد اشتباك مع قطاع غزة عله يسجل
خرقاً يستثمره في معركته الانتخابية ، لكن المقاومة في غزة نجحت بوحدة
أدرعها المسلحة من قلب السحر على الساحر رغم محاولات أطراف عربية عديدة
لتسويق ( تفاهمات ) تقدم لنتنياهو عبر رشوات اقتصادية وتخفيف الحصار على
قطاع غزة وعليه فان القيادة المركزية للجبهة تحذر من هذه المحاولات وتدعو
الى المزيد من التوجه الميداني عسكريا وجماهيريا ، عبر تعزيز دور غرفة
العمليات التي نثمن نجاحها في مواجهة العدو ، وعلى وحدة الجماهير الشعبية
خلق المقاومة من خلال وحدة كل القوى الوطنية الفلسطينية عبر الهيئة
الشعبية لحق العودة وكسر الحصار .

– ثمنت القيادة المركزية للجبهة نضالات شعبنا وحركته الوطنية في مناطق
احتلال 1948 ودخولها في الحقبة النضالية الثانية بإعادة الاعتبار للمشروع
الوطني ، بعد ان أنجزت مرحلة البقاء والصمود والتجذر بالأرض للانطلاق في
مواجهة العنصرية الصهيونية .

– كما توقفت الجبهة أمام حالة المعاناة القاسية في مخيمات الشتات وخاصة
سوريا ولبنان وتنبه كل المستوى السياسي والفصائلي الفلسطيني من خطورة
استهداف حق عودة اللاجئين إلى الديار والممتلكات ، هذا الحق الذي يمثل
جوهر قضية فلسطين ، والتنبه من مخاطر المحاولات الأميركية – الصهيونية –
الرجعية لتصفية حق العودة وإنهاء خدمات وكالة غوث وتشكيل اللاجئين
الفلسطينيين أي إلغاء القرار 302 للأمم المتحدة ، وإحالة قضية اللاجئين
إلى المفوضية العامة للاجئين ورغم فشل المحاولات الأميركية – الصهيونية
إلا أن هذه المحاولات لن تتوقف .

– إن القيادة المركزية إذ تثمن الجهود التي أفضت إلى اتخاذ قرار في محكمة
الجنايات الدولية بالتحقيق بجرائم الحرب العنصرية الصهيونية وبمقتضاه لن
تتمكن الإدارة الأميركية من حماية مجرمي الحرب وتقديمهم للعدالة الدولية
، غير أن الجبهة تؤكد أن هذه الخطوة يجب أن تكون في إطار إستراتيجية
متكاملة بما فيها إعادة الاعتبار لقرار الجمعية العامة للامم المتحدة
الذي يعتبر الصهيونية شكلاً من أشكال العنصرية وإعادة الاعتبار في (
دوربن 3 ) لدوربن (1) وتعزيزه في إطار الرأي العام العالمي في تعزيز
العدالة لفلسطين ، فقد تجاوزت العنصرية الصهيونية سياسة الابارتهيد في
جنوب إفريقيا ، فالاحتلال الصهيوني ليس احتلالاً كولونياليا إنما احتلال
استيطاني إحلالي ، إجلائي ، اقتلاعي ولن يكون الشعب الفلسطيني امة الهنود
الحمر في القارة الأميركية .

– اعتبرت القيادة المركزية معركة الشعب الفلسطيني لم ولن تكون منفصلة عن
قوى المقاومة في بلادنا ، وعن التحولات والتوازنات الجديدة في الإقليم
وبطبيعة الحال عن مخاض موازين القوى الدولية ونحو منظومة علاقة دولية
جديدة يودع العالم اجمع والبشرية جمعاء تحكم أحادي القطب بمصائر الشعوب
وخاصة شعوب العالم الثالث الذي إليه بعنصرية كفائض بشري .

– كما تتوجه القيادة المركزية بالتحية إلى جماهير امتنا وتفخر بالصحوة
التي نشهدها في تونس والجزائر والمغرب في مواجهة التطبيع ، وتعزيز اعتبار
القضية الفلسطينية كقضية مركزية للأمة .

– كما تتوجه القيادة المركزية بالتحية لأسرانا داخل زنازين العدو العنصري
العنصري الصهيوني ، وتفخر بصمودهم وصبرهم ومواجهتكم بالأمعاء الخاوية وان
حريتهم وخروجهم من الأسر يجب أن تبقى على رأس الأولويات الوطنية
الفلسطينية .

– تحية لشهداء المقاومة ولجرحاها ، والتحية لصمود شعبنا في مخيمات سوريا
ولبنان ، وكل هذه الملفات النضالية على كافة الفصائل تمثلها والإسراع نحو
الحوار الوطني الشامل لإعادة الاعتبار لقضية الشعب الفلسطيني كقضية تحرر
وطني بامتياز .

وإنها لثورة حتى التحرير والعودة 

دمشق 23-12-2019 القيادة المركزية

لجبهة التحرير الفلسطينية