الأرشيففلسطين

رسالة الأسير معمر شحرور المعتقل المحكوم بالسّجن 29 مؤبداً و20 عاماً

وجه الأسير معمر شحرور المعتقل منذ عام 2002 والمحكوم بالسّجن 29 مؤبدا و20 عاما، رسالة عقب تحرر رفيقهم البطل كريم يونس

أوجعتني دمعة، أبكتني كلمة، وأغضبتني تهنئة ..
في طبور الصباح الرياضي، رأيتُ قامةً كبيرةً وأسيراً كبيراً عيناه تدمعان سألته: ما يُبكيكَ يا أخي؟. قال لي: رأيتُ صورةَ كريم وأمي، فأبكتني هذه الصورة لأني فقدتُ والدتي. فقلتُ له: لا عليك أُمُك عندك كريمٍ عظيم، وسيعوضُك ربي خير عوض.
وأبكتني كلمةُ كريم عندما سُئل: كيف تركتَ الأسرى.. قال: تركت الأسرى يحملون جثامينهم على أكتافِهم .. تذكرتُ ناصر ، وبسام، وأبو وعر، والقائمةُ تطول، الذين فارقونا دون استئذان.
أبكتني هذه الكلمات وأنا أرى كبار السن من حولي، ولكل واحدٍ منهم قصة وحكاية، وفعلاً كلُ واحدٍ منهم يحملُ جثتَه على كتفِه .. أرى روحَ ناصر تحلقُ في سماءِ كلِ السجونِ والمعتقلاتِ تنتظرُ رفاقا حتى تُعانقَ روحُهم روحَ ناصر.
يا سادة جموع الأسرى تنتظرُ دورَها حتى تنتقلَ إلى القسمِ الجديدِ والذي لا يحتوي إلا على جثامينِ الشهداءِ، وقدّ سماهُ الأسرى قسمَ الثلاجات.
وأغضبتني تهنئةُ ذلك المسؤولِ وهو يقول: مبارك لكريم الحرية.. عن أي حريةٍ تتحدثون؟! عن الحرية التي هرمت .. عن أي تقصيرٍ تُبررون.
لن أُطيل .. يا سادة، شعب.. وقادة .. وفصائل تتركُ أسراها أربعين عاماً في الأسرِ عليها مراجعةُ حساباتِها.
ولست أُبرئ إلا الذي يحملُ البندقية قلبا .. ويطوي عليها شِغافَهُ.

الأسير معمر شحرور

صدق الأسير الفذ معمر شحرور… فما أصعب أن ترى العجز يلف غالبيتنا أمام قضية من يحملون جثامينهم على أكتافهم كما وصفهم المحرر الكبير كريم يونس يوم أمس، يصبرون ويصمدون وينتظرون الحرية. اليكم ما قرأته اليوم صباحاً على بروفيل صديقي ورفيقي الغالي ديب حوراني، المراسل الاعلامي الميداني في فلسطين المحتلة، الذي نقل الرسالة بدوره عن نادي الأسير الفلسطيني.