الأرشيفصهيونيات

سماح المغاربة للموساد بالتنصت سبب رئيسيّ لهزيمة 67

كتاب (إسرائيليّ): سماح المغاربة للموساد بالتنصت على القادة العرب كان السبب الرئيسيّ لانتصار 67 وهدف حرب لبنان 82 قتل عرفات وأخفقنا بتعقّب برنامج صدّام النوويّ بعد تدمير المفاعل

زهير أندراوس:

كشف الصحافيّ (الإسرائيليّ) رونين برغمان مؤلف الكتاب “أقتل أولاً: التاريخ السريّ للاغتيالات المستهدفة في إسرائيل” في مقابلةٍ لموقع (تايمز أوف أزرائيل)، تزامنت مع نشر الكتاب، أنّ نجاح وفاعلية أكثر من 2700 عملية اغتيال في تاريخ إسرائيل الحديث القائم منذ 70 عامًا دفع في بعض الأحيان الساسة (الإسرائيليين) إلى تجنب القيادة الحقيقية والدبلوماسية. وقال لقد شعروا بأنّه في متناول أيديهم هذه الأداة التي يمكنهم من خلالها وقف التاريخ، يمكنهم التأكد من تحقيق أهدافهم بالاستخبارات والعمليات الخاصة، وليس بالتوجه إلى الحنكة السياسيّة والخطاب السياسيّ.

برغمان تابع: قادة (إسرائيل) اعتقدوا منذ بداية الدولة أنّ العمليات السرية والاغتيالات التي تتجاوز حدود العدو كانت أداة مفيدة لتغيير التاريخ أو القيام بشيء ما إلى واقع دون اللجوء إلى الحرب. ولفت إلى أنّ عملية فردان في 1973، عندما هاجمت القوات الخاصة التابعة للجيش (الإسرائيلي) أهداف منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، هي القصة الأكثر تحليلاً في تاريخ الكوماندوز، إيهود باراك تنكّر على شكل امرأة سمراء الشعر، وأفيرام ليفين كامرأة شقراء، وكشفت سرًا وهو أنّ أحد مقاتلي الموساد صدم وهرب.

وكشف النقاب: سمح لنا المغاربة بوضع أجهزة سمع والإصغاء لكل ما يقولونه لبعضهم البعض. وكانت تلك التسجيلات أساس ثقة إسرائيل بأنها ستفوز في حرب الأيام الستة، لأنّه يمكن سماعهم يتجادلون. ذهب عميت إلى إشكول وقال: أنظر، يمكنك سماع عبد الناصر وحسين يصيحان على بعضهما البعض.

وأكّد أنّ اغتيال القياديّ في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وديع حداد، الذي توفي في ألمانيا الشرقية عام 1978، حدث بواسطة معجون أسنان. كان الموساد قادرًا على الاقتراب جدًا من حداد، وتسميم معجون الأسنان الخاص به، ثم لم يفعل الكثير لإنكار أنّ الموساد كان وراء ذلك، لخلق التخويف.

وأضاف مؤلّف الكتاب: هناك شيء مدهش إضافي قد اكتشفته. كان وضع بيغن المكتئب معروفًا لعدد قليل من الناس وفعلوا كل ما في وسعهم لإخفائه. أخبرني عزريئل نيفو، سكرتيره العسكري، أنّ بيغن لم ير أحدًا. أغلق على نفسه في منزله، وقال (نيفو) كان علي أن أخفي ذلك بطريقة أو بأخرى. واصل الطاقم كتابة جدوله اليومي، وكان فارغَا. نيفو قال أعطيت أمرًا من الآن فصاعدًا، فإن الجدول الزمني لرئيس الوزراء سيكون سري للغاية، لا أحد سوف نرى ذلك. الصفحة فارغة. أخبرني ناحوم أدموني، رئيس الموساد آنذاك، أنّه سيذهب إلى بيغن للحصول على موافقته على العمليات وأنّ بيغن كان يغفو، لأنّه كان تحت تأثير الدواء أوْ شيء ما.

وتابع بيرغمان: قال لي يانوش بن غال، الذي كان قائد القيادة الشمالية، إنّهم قاموا بجميع أنواع الأعمال المحظورة تمامًا في لبنان والتي لم تأذن بها الحكومة، والجيش لم يأذن بها، وبيغن لم يأذن بها. قال لي: رفول وأنا قررنا بشان الصفقات، فقط نحن الاثنين لتخطط الإجراءات، وقال انه يقول لي: طالما أنّ لا شيء مكتوب، واستمر هذا في حرب 1982. قال لي عوديد شمير، السكرتير العسكري لشارون، إنّ هناك هدفين في هذه الحرب: تدمير قواعد منظمة التحرير الفلسطينية وقتل عرفات.

وتدخل إيهود باراك، الذي كان آنذاك رئيسا لقسم التخطيط في الجيش، وقال: أنا قد قدمت خطة لكيفية قتل عرفات قبل 10 سنوات. لم تتم الموافقة عليها. قيل لي إنّه شخصية سياسية ولا يمكن تنفيذها.  فردّ شارون: من الآن فصاعدًا، سأعيد عرفات إلى قمة قائمة الأشخاص الذين سيتم اغتيالهم.

بعد تدمير (إسرائيل) للمفاعل النوويّ العراقيّ، بنى صدام برنامج أسلحة نووية، ولو لم يكن قد ارتكب خطأ غبيًا، من جانبه، في غزو الكويت، لكنا قد وجدنا بحلول منتصف التسعينات أدلة تبيّن أن العراق لديها الأسلحة النووية والبيولوجية والكيميائية، والقدرة على إطلاق صواريخها على (إسرائيل) والمملكة العربية السعودية. كان هذا إخفاقًا فظيعًا في الاستخبارات، أدت خطورته إلى توصية إيهود باراك أن تكون هناك عملية لاغتيال صدام، ولم يقتلوه لأنه وقع حادث في قاعدة (تسيئليم) للتدريب العسكريّ.

منتصف التسعينات، كانت أصعب فترة ل(إسرائيل)، قال بيرغمان، إذْ اعترف آفي ديختر، رئيس الشاباك آنذاك بأنّهم لم يتمكنوا من تزويد السكان (الإسرائيليين) بالحماية التي يستحقونها، قال هذا عن نفسه، (الإسرائيليون) عادة لا يتحدثون هكذا عن أنفسهم، بحسب تعبيره، مُضيفًا أنّه بسبب ذلك بدأت (إسرائيل) بتنفيذ عمليات القتل المُستهدف والمُمركز، لافتًا إلى أنّ شارون والرئيس بوش توصلا لتفاهم سري بأنّه سيُسمح لإسرائيل بمواصلة سياستها العدوانية الفائقة ضدّ الإرهاب طالما أنّ شارون وفى بوعده بتجميد المستوطنات، وهذا ما حدث.

ولفت بيرغمان إلى أنّ اوري دان، كاتب سيرة شارون الذاتية، الذي كان قريبًا جدًا منه، إنّ شارون سيُنزل في التاريخ باعتباره الشخص الذي قام بمسح عرفات دون قتله فعلاً، بحسب تعبيره.

الناصرة-“رأي اليوم”-