الأرشيفعربي وعالمي

سيادة المطران عطا الله حنا: “يجب أن نبقى دوماً مدافعين عن قيّم العدالة والحرية والكرامة

سيادة المطران عطا الله حنا: “يجب ان نبقى دوما مدافعين عن قيم العدالة والحرية والكرامة الانسانية والا نخاف من ان نقول كلمة الحق حتى وان كان هذا امام سلطان جائر”

القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم لدى استقباله وفدا شبابيا مسيحيا من الجليل بأنكم مطالبون لكي تكونوا ابناء للنور وعندما تكونون كذلك يمكنكم ان تحاربوا وان تواجهوا الظلمات الموجودة في هذا العالم .
ان ايماننا هو نور والذي نستعد للاحتفال بميلاده انما اتى الى هذا العالم بنور خلاصي لكي يبدد ظلمات هذا العالم ، نحن قوم ايماننا يعلمنا ان نكون دعاة محبة بلا حدود وان نرفض مظاهر الكراهية بكافة اشكالها والوانها حتى اعداءنا يجب ان نصلي من اجلهم وان ندعو من اجل هدايتهم لكي يعودوا الى رشدهم وانسانيتهم .
نحن لا نكره احدا ومن في قلبه كراهية تجاه اي انسان يجب ان ينقي ذاته من هذه الكراهية لكي يكون مسيحيا حقيقيا .
هنالك مسيحيون حقيقيون وهنالك مسيحيون مزيفون لا يعرفون من المسيحية الا الشعارات التي يرددونها كالببغاء دون ان يعرفوا بأن الله محبة واذا ما غابت المحبة من قلوبنا فعن اية مسيحية نتحدث وعن اي ميلاد نحتفل .
ان من تجسد وولد في مغارة بيت لحم اتى لكي يجدد العالم وينقل البشرية كلها الى حقبة جديدة ، لم يأتي من اجل جهة دون الاخرى ولم يأتي من اجل قوم دون الاخرين.
اتى من اجل البشرية كلها ويجب ان ندرك جميعا بأن رسالته ودعوته الى المحبة والاخوة والسلام ليست مقصورة على طائفة او جماعة معينة بل هي رسالة موجهة للبشرية كلها .
وانطلاقا من هذا النور الذي نحمله في قلوبنا يجب ان نكون دعاة رحمة في عالمنا وان نكون منحازين دوما لكل المتألمين والمعذبين فلا يجوز ان نكون صامتين امام اضطهاد الانسان واستهدافه والنيل من حريته وكرامته .
تعلموا من السيد عندما كان ينتقل من مكان الى مكان في هذه الارض المقدسة حيث كان يذهب الى الفقراء والمحتاجين والمأسورين والمعذبين ولم يكن يذهب الى الزعماء والجبابرة والاقوياء بل كان نصيرا للضعفاء والمعوزين .
يجب ان نتعلم منه ان نكون الى جانب المكلومين والمتألمين والمعذبين في عالمنا لا سيما في هذا المشرق الذي عُذب وتألم بسبب الحروب والدمار والارهاب والخراب، أما في فلسطين الارض المقدسة ، الارض التي تباركت بالميلاد فهنالك شعب فلسطيني يعاني الظلم والاحتلال والقمع والاضطهاد .
يجب ان نرفع الصوت عاليا مطالبين بأن تتحقق العدالة والتي بدونها لا يمكن ان يكون هنالك سلام .
الكثيرون يتحدثون عن السلام ويتغنون بهذه الكلمة الجميلة التي نذكرها كثيرا في صلواتنا ولكن السلام على الارض لا يمكن ان يكون مع بقاء الظلم والاستعمار والاحتلال واستهداف البشر .
ارفعوا ايديكم عن شعبنا الفلسطيني ولنطالب بأن ينتهي الاحتلال لكي يعيش شعبنا في حرية وسلام في وطنه وفي ارضه المقدسة ويحق لهذا الشعب ان يعيش مثل باقي شعوب العالم في وطنه في ظل العدالة المنشودة وتحقيق امنياته وتطلعاته الوطنية .
انتم ذاهبون الى بيت لحم وستجدون امامكم اسوارا تفصل الانسان عن اخيه الانسان في حين ان الذي نحتفي بميلاده اتى من اجل بناء جسور بين الانسان واخيه الانسان وليس من اجل بناء اسوار تفصل الانسان عن اخيه الانسان .
تعلموا من صاحب الميلاد الرحمة والمحبة وقول كلمة الحق حتى وان ازعجت جبابرة وحكام هذا العالم ، فنحن لا نخاف من هؤلاء ولا نخاف من ان نقول كلمة الحق حتى وان ازعجت البعض فيجب ان نبقى دوما مدافعين عن قيم العدالة والحرية والكرامة الانسانية وخاصة في فلسطين الارض المقدسة .