الأرشيفعربي وعالمي

كنعان النشرة الإلكترونية السنة الحادية والعشرون – العدد 6004 الأول من أيّار (مايو) 2021

 في هذا العدد:
 في ذكرى رحيل د. صبحي غوشة: اشتراكي بلا شعارات، عادل سمارة
 المقدسيون ما بين هبة باب العامود وصندوق الانتخابات، محمد العبد الله
 السعودية تصبح أخطر، عادل سمارة
  • ليث شبيلات: روبرت ساتلوف: محمد بن سلمان لا يريد الحديث عن القدس
  • السعودية الجديدة! د. بسام أبو عبد الله
 ● ● ●
كنعان النشرة الإلكترونية
السنة الحادية والعشرون – العدد 6004
الأول من أيّار (مايو) 2021

في ذكرى رحيل د. صبحي غوشة
اشتراكي بلا شعارات
عادل سمارة
https://kanaanonline.org/2021/05/01/%d9%81%d9%8a-%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%89-%d8%b1%d8%ad%d9%8a%d9%84-%d8%af-%d8%b5%d8%a8%d8%ad%d9%8a-%d8%ba%d9%88%d8%b4%d8%a9-%d8%a7%d8%b4%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d9%83%d9%8a-%d8%a8%d9%84%d8%a7-%d8%b4%d8%b9/
كتب لي الصديق عبد الله حمودة أن ارسل كلمة في ذكرى رحيل المناضل د. صبحي غوشة . ودائماً في هذه الأمور ابحث عن ما لا يتطرق له معظم المشاركين.
نعم يحق لهم علينا أن نذكرهم ونتذكرهم. كل فلسطيني هو رواية بغض النظر عن دوره وموقعه فهو صراع منذ قرن ولا ندري مدى امتداده في المُقبل من الزمان.
تعرفت إلى الراحل د. صبحي غوشة منذ عام 1963 ، وكنت في الثانوية، حيث كنت أزوره في عيادته في باب العامود /عمارة هندية. لم أكن اعاني من مرض فعلي ولكن كان لدي بعض الألم في البطن. كان يضحك ويضربني على صدري مازحا: بينك وبين المرض قرن من الزمان.
لم يكن يتقاضى كشفية لا مني ولا من كثيرين/ات. كانت الموظفة السمراء في عيادته تقوم بذلك نيابة عنه وبتفويض منه.
تعرفت إليه من خلال أخي الأكبر فريد الذي كان قد أٌقيل/ترمَّج من الجيش الأردني بتهمة الضباط الأحرار. وفي تلك السنة نُظِّمتُ في حركة القوميين العرب وكنت في الثانوي الثالث.
كانت الحركة الوطنية حينها في حالة من  التشاحن المفتوح، كل حزب يهاجم الآخر، البعث، الشيوعيون، القوميين العرب، القومي السوري. أما الإخوان فكانوا ضد الجميع لكنهم كانوا مقربين من النظام الأردني طبعاً.
ولكن حتى داخل حركة القوميين العرب كان التشاحن بين القيادات، وخاصة صبحي غوشة في القدس ومحمد عبد الله ربيع في رام الله. وكان على شاب مستجد أن تكن له علاقة جيدة بالطرفين:مع د. غوشة بناء على معرفة أخي به ومعاملته الإنسانية ومحمد ربيع مسؤول التنظيم حيث كنت في كافة أجهزة التنظيم:السياسي  الطلابي والنضالي والفدائي والعسكري.و
المهم في الأمر أن هذه الأحزاب كانت جميعا، وكذلك الضباط الأحرار ضد النظام، لكنها لم تنخرط في جبهة وطنية ضد النظام، وهذا أمر أو سمة من سمات الحركات السياسية في الأردن على الأقل، إن لم نعمم ذلك على الوطن العربي. وكما هو واضح، فقد انسحب هذا على الفصائل الفلسطينية قبل هزيمة 1967 وبعدها وحتى اليوم إذ لم تتبلور جبهة وطنية متحدة بعد.
بعد الضربة المخابراتية من النظام الأردني وخاصة ضد البعث والقوميين العرب 1965 غادر د. صحي غوشة صفوف الحركة وشكَّل مع الراحل بهجت ابو غربية (بعثي سابق) جبهة النضال الشعبي التي جناحها العروبي الرافض لأوسلو في الشام .
لم ألتق د. صبحي منذ تلك الاعتقالات، كما لم نلتق في السجون الصهيونية فهو من القدس التي وضع لها العدو وضعية خاصة من الاحتلال 1967 حيث يُسجن أبناء القدس في سجن الرملة المركزي.
بقي د. صبحي غوشة على علاقة خاصة بالقدس بعد إبعاده من الأرض المحتلة . وما اذكره هو العلاقة الحميمة بينه وبين الراحل المناضل صالح برانسي حيث كانا يقومان بنشاط سنوي لصالح القدس.
ما أختم به هذه الكلمات القليلة والمتواضعة هو استنتاج علق في ذاكرتي منذ بداية تعرفي للرجل وهو:
ما الفارق بل من هو: الإشتراكي بالفطرة والعمل ؟ هل هو الطبيب الذي يعالج العمال والفقراء مجاناً رغم أنه ليس ماركسياً مع الأخذ بالاعتبار أن معظم هؤلاء لا يذهبون إلى الطبابة لضيق ذات اليد، أم الماركسي/الشيوعي الذي يحفظ الكثير ويكرره، لكنه يهتم أكثر بالملكية الخاصة. لا اقصد هنا إدانة أحد، ولكنني اعتقد أن الموقف الإشتراكي هو بالسلوك وليس بالشعارات. وقد يسعفني في تثبيت هذا الاستنتاج  ما نراه جميعاً اليوم حيث تكوَّن الطابور السادس الثقافي المتعيِّش بأموال النفط قبل الحدث الفصل في كشفهم اي الحروب لتدمير سوريا وخلال تلكم الحروب وحتى اليوم.
أحييكم على حفظ الود والإخلاص لكل من ذهبوا.
● ● ●

المقدسيون مابين هبة باب العامود وصندوق الانتخابات
محمد العبد الله

https://kanaanonline.org/2021/05/01/%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%82%d8%af%d8%b3%d9%8a%d9%88%d9%86-%d9%85%d8%a7%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d9%87%d8%a8%d8%a9-%d8%a8%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d9%88%d8%af-%d9%88%d8%b5%d9%86%d8%af%d9%88/

“أول مايقوم به الاستعمار هو تعريف المُمكن والمستحيل للشعوب المضطهدة، ويعاونه في ذلك عادةً بعض أفراد الشعب”

هكذا تكلم الشهيد باسل الأعرج
 كتاب ” وجدت أجوبتي” ص 123

  مدخل

على مدى الأشهر الأخيرة، صَعَّد المستعمر المحتل إجراءاته الميدانية القمعية داخل مدينة القدس: حملات الاعتقالات المتتالية، هدم البيوت، السطو والمصادرة للأراضي والبنايات السكنية بعقود شراء من خلال سماسرة خونة لصالح شركات وهمية، لتأخذ الهجمة الفاشية أبعاداً جديدة منذ بداية شهر رمضان الذي يمارس فيه المقدسيون طقوساً اجتماعية وروحية مساء كل يوم، تكون ساحة باب العامود ومدرجاته الحيز المكاني لها . وقد أصبح الباب بهندسته العمرانية الجميلة والساحرة أجمل بوابات البلدة القديمة في القدس المحتلة، بالإضافة لكونه المدخل الرئيسي للوصول للمسجد الأقصى وكنيسة القيامة وحائط البراق، فضلا عن كونه الممر الرئيسي لسوق باب خان الزيت، وتتفرع منه الطرق إلى أسواق العطارين واللحامين والصاغة .وقد برزت في تلك الأشهر عدة مظاهر لهذا التصعيد منها:
-انفلات الميليشيات اليهودية الصهيونية لتنظيمات المستعمرين “لاهافا ” و”تدفيع الثمن” و ” شبيبة التلال” في هجمات مستمرة ضد العرب وممتلكاتهم. وقد ظهر ذلك في التجمعات والمظاهرات التي تجوب منطقة باب العامود وداخل البلدة القديمة المنادية بشعارات ” الموت للعرب” تحت أعين وحماية قوات الشرطة والأمن، وتنفيذاً لأفكار وتوجيهات الفاشيين الصهاينة وبمشاركة أبرز قادتهم ” إيتماربن غفير و بتسلإيل سموتيريتش “.
–  في الـثالث عشر من نيسان/ أبريل قامت قوات الاحتلال بوضع حواجز معدنية لمنع الفلسطينيين من التواجد في محيط باب العامود ومن الوصول للساحة والمدرجات، مع نشر أعداد كبيرة من القوات الأمنية المدججة بالسلاح، وحولته إلى نقطة مرور فقط. وقد حاولت تلك القوات قمع محاولات الشباب الرافضة للإغلاق بالقوة التي جابهها المحتجون بكل ماملكت أياديهم. وترافق ذلك مع اقتحامٍ عناصر أمنية لمئذنتين في المسجد الأقصى وقطع أسلاك مكبّرات صوت الأذان بزعم “التشويش الذي يُحدثه صوت إمام المصلّين على احتفالات المستعمرين الغزاة بـ”عيداستقلالهم ” – يوم نكبتنا – حسب التقويم العبري ،كما ذكرت بعض وسائل إعلام العدو.

  معركة جديدة في حرب طويلة الأمد

لم تكن هبة باب العامود التي مازلنا نعيش يومياتها، نبتاً في صحراء قاحلة. المدينة – العاصمة الأبدية لشعبنا، رسمت طوال مراحل الاستعمار البريطاني والاحتلال الاستعماري اليهودي / الصهيوني، مساراً كفاحياً في مواجهة كل أنواع الغزو. وفي العقود الأخيرة، خاض أهل المدينة معارك متعددة في مواجهة خطط المستعمر المحتل وقواته الأمنية الرسمية، وميليشيات المنظمات الدينية / الصهيونية ” المدنية شكلاً” . وكأمثلة وليست للحصر،جاءت ” هبة النفق ” أيلول / سبتمبر 1996، معركة الكاميرات في تشرين الأول / أكتوبر 2015، معركة البوابات الالكترونية حول المسجد الأقصى تموز/ يوليو 2017، وهبة باب الرحمة شباط / فبراير2019، لتضيف لتاريخ الكفاح الشعبي الفلسطيني صفحات مجيدة في مسيرته النضالية الممتدة على مدى قرن ونيف.
وقد شَكَلَت ساحة  باب العامود فضاءً واسعاً ومفتوحاً ومركزياً للتجمعات الشعبية الرافضة للاحتلال وإجراءاته، وإذا كان معروفاً بالتاريخ والتراث والتاريخ الشفوي الأسماء التالية لباب العامود ” باب دمشق، وباب نابلس، وباب النصر، وباب القديس اسطفان”، فإن تسمية جديدة ” باب الشهداء “بدأت تتقدم على سواها من الأسماء عند ذكر المكان، بسسب ارتقاء عدد من الشهداء الذيناغتالتهم قوات الغزاة المستعمرين في محيط الباب.

   انتصار الدم على السلاح

في الهبة / المعركة الجديدة الممتدة على مدى أكثر من أسبوعين تتأكد الملامح / المؤشرات التي طبعت الحراك الشبابي، السياسي والاجتماعي في العقدين الأخيرين. ومع كل اشتباك / محطة كفاحية جديدة، تتفجر القدرات الثورية الكامنة لدى أجيال فلسطينية جديدة تتقدم الصفوف بإصرار وتحدٍ يفاجئ ” ذوي القربى” والمستعمرين وحلفائهم.
ساهمت الصور والفيديوهات التي كانت تنتشر بسرعة البرق على وسائل التواصل الاجتماعي وتنقل”مباشر/ عاجل”، الرد الثوري على الإجراءات الحكومية وعلى عربدة واستفزاز واعتداءات التنظيمات الفاشية التي يمارشها الشباب المُنتفض، هذا الرد أكد على شمولية الأهداف المستهدفة؛اشتباك مع ميليشيات المستعمرين وقوات القمع البوليسية ؛تخريب بعض المراكز الحكومية وسيارات الشرطة؛ تحطيم كاميرات المراقبة، وحرق بعض البيوت التي باعها الخونة من ضعاف النفوس. وعلى الرغم من ارتفاع عدد الإصابات والمعتقلين من الشباب، فإن صمودهم وثباتهم في الميدان، كان الحاسم في دفع حكومة الغزاة المحتلين لأخذ قرار رفع الحواجز المعدنية ،بالإضافة إلى عوامل داعمة لذلك الصمود والثبات ، كان أبرزها :
–  المشاركة الميدانية بالنار التي قدمتها الكتائب المسلحة من قطاع غزة بعدة رشقات من الصواريخ وقذائف الهاون التي استهدفت المستعمرات المحيطة بالقطاع في رسالة أولية تعني أن استمرار القمع الوحشي للمنتفضين في القدس سيوسع من دائرة الاستهداف للمستعمرات وهذا يتطلب إدخال صواريخ ذات مدى أبعد وقدرات تدميرية أشد.
–  الدعم /الحشد الشعبي الذي وصل للمدينة من الوطن المحتل عام 1948 ، والتجمعات / الوقفات التضامنية التي شهدتها بعض مدن الضفة المحتلة، التي تحولت لاشتباكات مع الحواجز العسكرية لقوات العدو في مداخل وشوارع مدن وبلدات عديدة.
–  الإرباك الواضح في البنية السياسية والحزبية داخل كيان العدو في طريقة التعامل مع الهبة الشعبية والرشقات الصاروخية من القطاع. وهذا ماظهر في ردود الفعل على سحب الحواجز المعدنية وفي عدم الرد الواسع والعنيف على القصف الصاروخي من غزة، في تصريحات ” أفيغدور ليبرمان ” و ” ايتمار بن غفير”.

سقوط منطق “ما كان ينبغي الاشتباك”

جاءت المشاركة الميدانية من غزة وباقي المدن والمناطق في فلسطين المحتلة، لتدفع بأصحاب الشعار البائس والكارثي ” ياوحدنا ” للصمت والتراجع بعد أن عملوا خلال عدة عقود على تقديمه بمهرجانات “اللطم” وخطابات “التحلل من الانتماء الوطني والقومي”، كمنهج عمل لتبرير التنازلات والاستسلام. وقد حاول البعض داخل مدينة القدس في الأيام الأولى للتحرك ومن على منبر المسجد  تحذير المصلين من “المندسين الذين يعيقون وجودنا في المسجد الأقصى ” .كما أن بعض كبار التجار ذهب للتحذير من ” المغامرين الذين سيوقفون الحركة التجارية ويلحقون الضرر بحركة الأسواق”. بل تحدث أحد المشايخ في درس ديني داخل في المسجد الأقصى، تعليقاً على صورة شاب فلسطينيّ يُلقي القهوة في وجه أحد المستعمرين في محيط باب العامود، قائلاً إنّ ذلك “ليس من أخلاق الإسلام” !. لكن، التحدي والصمود والبطولة التي أكدها شباب الانتفاضة في الهبة الجديدة جعلت دُعاة ” ماكان هناك ضرورة لهذا الرد العنيف ” يبلعون ألسنتهم ويصمتوا، بل أن البعض منهم بدأ بتأييد ماقام به الشباب بعد أن حققوا نصراً واضحاً. وكما يُقال ” الانتصار له ألف أب فيما الهزيمة يتيمة لا أب لها “. لهذا،حضر على وجه السرعة من اعتاد في مناسبات سابقة على “تصدر المشهد والشاشات”!. كان جيل التحدي والاشتباك المباشر مع العدو يعرف بالخبرة والتجربة وسرديات التاريخ أن هذه ” الرموز” لاتعرف الميادين إلاّ بعد تحريرها، ولهذا قوبل حضور تلك ” الشخصيات ” باستهجان وتعليقات ساخرة وأحياناً بقذفها بعبوات الماء الفارغة. وكم كان التناقض واضحاً وفاقعاً مابين صُنّاع الانتصار وحُماة الباب وكل بوابات وأحياء المدينة كما في معركة ثبات أهالي حي الشيخ جراح للبقاء في بيوتهم، وأدعياء الحرص على المدينة وأهلها . فما شاهدناه في قسمات وجوه الشباب والشابات التي نزفت دماً وهي تواجه الغزاة المستعمرين بتنوع تسمياتهم وملابسهم “عسكرية/ أمنية أو مدنية”، وقبضات أيديهم التي قذفت حجراً أو أنبوبة متفجرة على قوات الاحتلال، يشير إلى حُماة الباب وساحته ومدرجاته. أما أدعياء الحرص على المدينة وأهلها ، أولئك الذين لايتذكرونالقدس إلا لـ” قطف ثمار انتصار لم يصنعوه” أو لـ ” قيادات” تتعرف على المقدسيين والمقدسيات كأرقام في سجلات الناخبين/ ات، فلن يجد شباب وشابات الهبة صعوبة في التعرف إليهم.لهذا، فإن أهل القدس اعتادوا التعبير عن مواقفهم والإدلاء بأصواتهم في انتخابات ميدانية تظهر نتائجها المباشرة في انتزاع الانتصار وليس في استجداءالحق من سارقيه . لقد وضع أهل القدس أصواتهم -الهادرة- التي وصلت لشعبهم وأمتهم وللعالم ، ممهورة بدمائهم قبل أسمائهمفي صندوق الاقتراع / الانتخاب الجماعي الذي حددوه هذه المرة “ساحة ومدرجات باب العامود- باب الشهداء”، وليس في مراكز/مكاتب البريد داخل مدينتهمالخاضعة لحكومة الاحتلال كما حصل في انتخابات 2006عام بناءً على “اتفاقية المرحلة الانتقالية” الموقعة بين منظمة التحرير وحكومة العدو في واشنطن عام 1995.

لتتوحد كل الجهود للمواجهة القادمة

مع مرور عدة أيام على الموجة الجديدة من هبة أهل القدس، فإن كل التطورات على الأرض تؤكد أن المعركة الحالية ستستمر طالما بقي الاحتلال ،وأن تحقيق أي انتصار – جزئي / موضعي ، وربما يكون آنياً أو لفترة زمنية محددة كما تدل معارك سابقة في القدس لأن العدو يتراجع أحياناً ليمتص موجات الغضب الشعبي ثم ينقض مجدداً – هو عملية تراكمية تتطلب تطوير الفعل الكفاحي في كل مدن وبلدات فلسطين المحتلة من خلال الاشتباك مع الحواجز العسكرية لجيش الاحتلال، لأن الوقفات والتحركات بالميادين والساحات – رغم أهميتها – لم تعد قادرة على تخفيف الضغط القمعي الوحشي عن أهل القدس. إن يوم الثامن والعشرين من رمضان، سيكون ساحة مواجهة حقيقية مع ميليشيات التنظيمات اليهودية الصهيونية الفاشية المدعومة بالقوى الأمنية والعسكرية لحكومة الاحتلال، لأن تلك التنظيمات تخطط لاجتياح المسجد الأقصى كرد ثأري على ماحصل في مواجهات باب العامود التي أدت لرضوخ قادة العدو لسحب العوارض المعدنيةوعودة أصحاب الأرض لممارسة طقوسهم الاجتماعية والروحية في الساحة وعلى المدرجات. لهذا، فإن رفع درجة التأهب والاستعداد في مدينة القدس وفي باقي المدن والبلدات وفي المخيمات داخل فلسطين المحتلة، وفي الكتائب والسرايا داخل قطاع غزة ، للمشاركة في حماية القدس، شعباً ومقدسات هي برنامج العمل المطلوب والمترافق مع الخطوات النضالية الميدانيةالتي تؤكد جميعها على وحدة الشعب ووحدانية الهدف.

   خاتمة

من أجل ألا يتحول التفاعل والتشارك لطقس موسمي مع أهل المدينة وحُماتها في كل المعارك التي يخوضونها لمواجهة خطط تهويد البلدة القديمة ، فإن تشكيل لجان حماية شعبية في المدينة الواقعة – لمصلحة شعبها المقاوم – خارج هيمنة سلطة الحكم الإداري الذاتي المحدود، تشارك فيها الفصائل والقوى السياسية الملتزمة بالمقاومة وبإدامة الاشتباك مع العدو، كمقدمة ضرورية وموضوعية للتحضير لعصيان مدني شامل ولانتفاضةشعبية عارمة،مدعومة بلجان وطنية داخل فلسطين وخارجها توفر إسناداً سياسياً ومعنوياً ، وتوفر دعماً مالياً يساعد أهل القدس للبقاء والثبات في بيوتهم وعلى أرضهم، لقطع الطريق على سماسرة ” المال الخليجي المتصهين – المال القذر” من شراء النفوس المريضة قبل المباني والأراضي. لهذا، فإن العمل على بناء هذه الأطر الشعبية الوطنية أصبح مهمة كفاحية ، خاصة، وأن “ملهاة الانتخابات” قد انتهت على يد من قرر مواعيدها !. هذه الملهاة التي قال عنها وفيها الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ” زياد النخالة ” القول الفصل (مسرحية مضللة ولا تعتبر انجازاً وطنياً، وعلى قوى شعبنا واجب الوحدة وواجب مقاومة هذا الاحتلال).
● ● ●

السعودية تصبح أخطر:
1) السعودية تصبح أخطر، عادل سمارة
2) ليث شبيلات: روبرت ساتلوف: محمد بن سلمان لا يريد الحديث عن القدس
3) السعودية الجديدة! د. بسام أبو عبد الله

https://kanaanonline.org/2021/05/01/%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%b9%d9%88%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d8%b5%d8%a8%d8%ad-%d8%a3%d8%ae%d8%b7%d8%b1%d8%8c-%d8%b9%d8%a7%d8%af%d9%84-%d8%b3%d9%85%d8%a7%d8%b1%d8%a9/

■ ■ ■

السعودية تصبح أخطر
عادل سمارة

شاهدت الرابط أعلاه وهو حديث  ل بن سلمان . حديث موسع وتفصيلي أظهر الرجل كمطلع على اوضاع السعودية تفصيلا، وأظهر مهارة في حفظ الأرقام وأوضح انه يرى الصورة الداخلية في السعودية بوضوح ويخطط للمستقبل…الخ. ولا شك أن هذا مختلف عن الملوك من المستحاثات سابقا، مثلا “فهد كان لا يقرأ ولا يكتب” وقدم مبادرة لحل الصراع العربي الصهيوني! وعبد الله تبنى ما كتبه فريدمان  واسماه المبادرة العربية.
تضمن حديث بن سلمان أموراً مثل العلاقة مع إيران واليمن…الخ أي تبريد الحرائق وليس إطفائها. وهذا يطرح اسئلة:

  • هل اقتنع بأن خططه الاقتصادية الطموحة، بغض النظر عن دقتها، غير ممكنة إلى جانب عدوان على اليمن وتوتير مع إيران؟ بعيدا طبعا عن مؤشرات سعر النفط بل والحاجة إليه وبدائله..
  • لم يتطرق إلى العدوان الخليجي الواسع ضد سوريا. صحيح أنه لم يكرر تفاهات خلع الأسد
  • هل يقوم بالتلويح لأمريكا بأنك إن توصلت لتهدئة مع إيران سوف نسبقك؟ اي بمعنى التماهي مع موقف امريكا وهو لا يرقى إلى المناكفة.
  • تم تغييب فلسطين تماما اي الصراع العربي الصهيوني.
  • تم تغييب العروبة مع ان العدوان على اليمن تحت شعار “التحالف العربي”.
ما أود قوله باختصار، بأن الحكم السعودي فيه من الإرتباط بأمريكا ما لا يسمح له قط بموقف عروبي ابداً. وحتى لو أصبحت الصين سيدة العالم سيكون الفكاك من أمريكا شبه مستحيل من سلطة قروسطية من حيث الحريات وما بعد عولمية من الممولنة Financialization  وهذا تناقض هائل، اي جمل يسير بمحرك أف 35.

للتوضيح ارفق رابط حديث بن سلمان، وحديث أورده السيد ليث شبيلات عن بن سلمان يبين فيما يبينه تلافي الحديث عن فلسطين، وتحليل د. بسام ابو عبد الله من سوريا عن حديث بن سلمان الأخير.
ما لفتني في حديث د. ابو عبد الله أنه لم يُشر إلى مسألة الأمة العربية في تحليله لحديث بن سلمان، ولم يُشر إلى تغييب بن سلمان لفلسطين.
ولكي أوضح، فإن إقامة او تحسين علاقة اي نظام عربي مع سوريا  إذا لم يكن موقف سوريا تحديداً على أرضية استثمار كارثة الربيع/الخريف العربي لبدء مشروع عروبي يتثمل في بعدين:

  • دولة عربية مركزية /او دولة الوحدة
  • وصولا إلى القضية العربية المركزية/تحرير فلسطين.
إذا غاب هذا الأمر عن سوريا ما بعد الانتصار، فهذا يعني أننا عدنا إلى مربع حتى أقل من  2010.

مقابلة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لمناسبة مرور 5 سنوات على إطلاق رؤية 2030 – YouTube

■ ■ ■
ليث شبيلات        

الفيس بوك

https://www.facebook.com/laith.shubeilat/posts/10156564850674749

روبرت ساتلوف: محمد بن سلمان لا يريد الحديث عن القدس

كشف روبرت ساتلوف المدير التنفيذي لمعهد واشنطن، والخبير البارز في العلاقات الأمريكية – الشرق أوسطية عن تفاصيل لقاء بين وفد ترأسه وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يوم الخميس 8 ديسمبر الجاري- بعد يوم واحد من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.
وقال ساتلوف في مقال بعنوان ” محمد بن سلمان لا يريد الحديث عن القدس” -نشره الموقع الإليكتروني لمعهد واشنطن باللغة الإنجليزية – ، إنه فوجئ برد الفعل السعودي تجاه القرار.
وجاء في المقال “المملكة العربية السعودية حامية الإسلام وموطن الحرمين الشريفين تعد مكانا جيدا لتقييم أثر إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب القدس عاصمة لإسرائيل على المصالح الأمريكية في المنطقة”.
واستطرد المقال :” ضع جانبا ردود فعل “الجماعات الإرهابية” مثل حماس وحزب الله والدول الراعية لها في طهران ودمشق وردود الفعل الغاضبة من السلطة الفلسطينية والأردن بعدد سكانها الضخم من الفلسطينيين وهي ردود فعل كانت متوقعة بالتأكيد. السؤال الحقيقي كيف سيكون رد فعل أصدقاء أمريكا القريبين من دائرة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟
وتابع :” إذا كان هناك مكان يمكن أن نتوقع منطقيا أن نسمع منه المسلمين يعبرون عن غضبهم الرهيب من تسليم القدس لليهود سيكون ذلك المكان هو أروقة السلطة في العاصمة السعودية الرياض. لكن ذلك لم يحدث”.
وأضاف ساتلوف :” الأسبوع الماضي كنت في الرياض أترأس وفدا مكونا من أكثر من 50 من زملائي في المركز الذي أتولى رئاسته”.
وأكمل :”في يوم الأربعاء وقبل ساعات من إعلان الرئيس الأمريكي بشأن القدس، أمضينا خمس ساعات في اجتماعات مع ثلاثة وزراء سعوديين لمناقشة كل شيء مثل الأزمات في اليمن وقطر ولبنان وبرنامج المملكة الطموح “رؤية 2030” والطرح العام المحتمل لشرطة أرامكو النفطية الحكومية وفي تلك الأثناء كان البيت الأبيض قدّم إفادات لدبلوماسيين أجانب ووسائل إعلام بشأن مضمون الإعلان المرتقب من الرئيس الأمريكي، ومن ثم فإن جوهر الإعلان الوشيك كان معروفا جيدا لكن على الرغم من ذلك فإن كلمة “القدس” لم تذكر أبدا في اجتماعاتنا مع المسؤولين السعوديين في ذلك اليوم”.
وأكمل ساتلوف “لعل السعوديين كانوا ينتظرون أن ننتهي من اجتماعنا الأخير في ذلك اليوم، ولقد ظننت أنه وخلال حواري مع الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي “محمد العيسى” بأنه بالتأكيد سيندد بالاعتداء الأمريكي على حُرمة القدس.
“وما أثار دهشتي أن الأمين العام الجديد للمنظمة كان لديه رسالة مختلفة تماما، فكلمة القدس لم تمر على شفتيه أبدا، وبدلا من ذلك قد تحدث بفخر عن الصداقات التي أقامها مع الحاخامات في أوروبا وأمريكا والزيارة التي قام بها مؤخرا إلى كُنيس يهودي في باريس والحوار بين الأديان الذي قال إنه منعقد حاليا.
“بعد ذلك قلت ربما ينتظر السعوديون ليستمعوا بدقة إلى تصريح الرئيس الأمريكي في بيانه الصحفي آملين أن يقتنع في اللحظات الأخيرة بتغيير المسار ، وبما أن الرئيس الأمريكي لم يصدر تصريحه حتى الساعة التاسعة مساء بتوقيت الرياض في ذلك اليوم فقد ذهبت إلى الفراش في تلك الليلة واثقا من أننا سنرى قريبا الجحيم من المملكة السعودية “القديمة”.
“في صباح اليوم التالي عندما تلقينا تأكيدا بأننا سيكون لدينا مقابلة مع الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي ونائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والإنمائية علمنا بأننا سوف نحصل على ” رد رسمي”.
وتابع ساتلوف” في المقابلة كان لدى محمد بن سلمان الكثير من الموضوعات ليتحدث عنها مثل الفصل بين الرجل والمرأة واحتواء إيران حاليا أو محاربتها لاحقا وحول نحو مائة موضوع آخر ولم يكن من الواضح أن القدس كانت إحدى هذه المواضيع.
“وإذا لم نكن كنا سنسأله بشكل مباشر عن إعلان ترمب بشأن القدس .. فربما لم يكن ليتحدث عن الأمر لكننا أردنا مغادرة الرياض ونحن نعلم بوضوح رأيه في القضية. لذلك سألناه”.
وأضاف ساتلوف في مقاله :” للحفاظ على قدر من السرية لن أنقل ما قاله – محمد بن سلمان- بالتحديد لكن يمكنني أن أقول ” لقد اقتصر حديثه على كلمة واحدة تعبر عن خيبة الأمل بشأن قرار الرئيس ترمب ثم تحول سريعا إلى الحديث عما يمكن أن تفعله الرياض وواشنطن لاستعادة الأمل في عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، ولم يتوقف عند هذا الحد ففي ذلك اليوم الذي تم وصفه على نطاق واسع بأنه سيكون بداية لواحدة من أحلك العلاقات بين أمريكا والعالم العربي على مدى عقود، عرض محمد بن سلمان رؤية مختلفة جدا للعلاقات السعودية الأمريكية وإمكانات للشراكة السعودية الإسرائيلية.
وعلى صعيد العلاقات السعودية الأمريكية أكد مرارا وتكرارا قوة الشراكة الأمنية بين البلدين والتي أشار إليها بفخر بأنها الأقدم في المنقطة – حتى أقدم من الولايات المتحدة وإسرائيل.
وعلى صعيد العلاقات مع إسرائيل، لقد تحدث بشكل إيجابي على غير العادة وخلافا لما سمعته من زعماء سعوديين في زيارات سابقة، فلم يقل بن سلمان شيئا عن التوسع الإسرائيلي والغطرسة الإسرائيلية وعدم الإنصاف الإسرائيلي أو التعدي الإسرائيلي على حقوق المسلمين في القدس، وبدلا من ذلك تحدث عن المستقبل الواعد الذي ينتظر العلاقات السعودية – الإسرائيلية ما إن يتم التوصل إلى السلام.
كان إذن هذا هو الرأي السعودي الرسمي،. كنا توقعنا نقدا قاسيا للولايات المتحدة واستنكارا لسياسة ترمب ، وسمعنا بدلا من ذلك توبيخا خفيفا لإعلان الرئيس الأمريكي ورؤية حالمة للشراكة السعودية – الإسرائيلية، ولم تتح لنا الفرصة للضغط على محمد بن سلمان لمعرفة ما سيفعله السعوديون على وجه التحديد لحث السلطة الفلسطينية على التوصل إلى اتفاق مع الإسرائيليين.
هل محمد بن سلمان قال ما كان يريد الحاضرون سماعه؟ ربما .. مما لاشك فيه أن وفدنا كان “مكهربا” من شخصيته الجذابة ومما كان سيقوله. لقد تأثرنا بشكل خاص بسعيه إلى “الإسلام المعتدل” وحديثه عن تقليص عدد “المتطرفين” في المؤسسات الدينية السعودية بشكل كبير .. باعتراف الجميع .. بدا جزء من خطابه صحيحا.
من وجهة نظري لا يبدو أن السعوديين قد أحرزوا تقدما كبيرا في مواجهة نفوذ يران في العراق أو اليمن كما يدعون .. لكن إذا كان محمد بن سلمان قال ما كنا نريد أن نسمع.. فماذا إذن؟
على العكس كان يمكن أن يستغل هذه المناسبة بسهولة لإرسال رسالة من خلالنا إلى القادة الأمريكيين والإسرائيليين حول الكُلفة العالية للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. لم يفعل ذلك، وهذا أمر كبير.
واختتم ساتلوف مقاله :” أولئك الذين تنبأوا بأن الرد العربي والإسلامي على الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل سيكون موجات مروعة من المظاهرات المناهضة للولايات المتحدة والعنف الجماعي ضد المواطنين والمؤسسات والمصالح الأمريكية والنهاية النهائية وغير القابلة للإلغاء للنفوذ الأمريكي في المنطقة- توقعاتهم خاطئة تماما فمن بين العرب الذين يعدون – حلفاء أمريكا- كان رد الفعل بشكل عام رصينا ومعتدلا وناضجا . المملكة العربية السعودية، مسقط رأس الإسلام، هي كذلك على سبيل المثال.

■ ■ ■

السعودية الجديدة!
د. بسام أبو عبد الله

صحيفة “الوطن” السورية

https://alwatan.sy/archives/256662

عنوان مقالي اليوم مستوحى من كتاب جديد صدر في بيروت للصديق الباحث د. فؤاد إبراهيم بعنوان «السعودية الجديدة – لعبة الحافات»، ويبدو لي أن هذا الكتاب مهم لسبب أساسي أن مؤلفه من أبناء البلد، وكتبه بلغة علمية موضوعية وتحليلية، تبتعد عن اللغة التي عهدناها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أي لغة السب والشتم والإهانة، وهي لغة لا تجعل أي باحث موضوعي يفهم حقيقة التحولات التي تجري في السعودية، وهل هي حقيقية وعميقة، أم مجرد فقاعات إعلامية كما يروج البعض لذلك؟ ومناسبة تناول هذا الموضوع هو الحديث المطوّل لولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى قنوات تمولها المملكة، ونشرته صحيفة «الشرق الأوسط» السعودية.
وإذا كنت لست من المعنيين بالشأن الداخلي السعودي، لأن أهل مكة أدرى بشعابها، لكنني معني بالتحولات في السعودية، وانعكاساتها على صعيد المنطقة، وسورية بشكل خاص، ويبدو واضحاً من حديث ولي العهد السعودي أن السعودية بدأت تبحث عن مخارج لمآزقها، ومنها ضرورة ترطيب، وترتيب العلاقات مع إيران في ضوء الخطوات المتسارعة التي تتم في فيينا لإنجاز عودة الولايات المتحدة الأميركية للاتفاق النووي، وهو أمر عارضته السعودية في مرحلة الرئيس باراك أوباما، وظهر ذلك من خلال توتر العلاقة السعودية الأميركية خلال تلك المرحلة، لكنها عادت مرة أخرى للبريق في عهد ترامب الذي حدد معادلة جديدة هي «المال مقابل الحماية».
المتغير الأهم، أنه بعد أكثر من 76 عاماً من لقاء الرئيس الأميركي الأسبق فرانكلين روزفلت مع مؤسس السعودية الملك عبد العزيز آل سعود، على متن الباخرة كوينسي في شباط عام 1945، الذي أسس لمعادلة «النفط مقابل الحماية»، فإن أميركا نفسها لم تعد بحاجة كبيرة للنفط السعودي، فقد دخلت نادي المنتجين عام 2018 متجاوزة السعودية وروسيا، وستصبح عام 2023 أكبر منتج للسوائل النفطية في العالم، ومكتفية ذاتياً بحلول العام 2030، وهذا كله دفع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب للتعبير عن هذه المعادلة الجديدة، وبلغته الوقحة المعهودة قائلاً: «إن دولاً في المنطقة، وبعضها غني للغاية لن تدوم أسبوعاً واحداً من دون حماية الولايات المتحدة»، وأضاف: «نحن نحميهم، وعليهم الآن أن يكثفوا، ويدفعوا ثمن ذلك»، والحقيقة أن الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما عبّر عن ذلك قبلاً بقوله: «إن الولايات المتحدة لن تقاتل بعد الآن نيابة عن أحد»، ومع سقوط ترامب الذي عول عليه ابن سلمان، ظهر بايدن بسيف مسلط آخر يتمثل بـقضية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وحقوق الإنسان، ووقف الحرب في اليمن، والنتيجة المطلوبة هو ما قاله ترامب سابقاً «تسديد الثمن المطلوب»، وهو أمر حاول ابن سلمان التخفيف منه عندما قال في مقابلته قبل أيام «إن نسبة الخلاف مع الولايات المتحدة لا تتجاوز 10 بالمئة فقط»، وفي كل الأحوال نرصد من كلام ابن سلمان محاولة لتهدئة الداخل السعودي، وطمأنة الإقليم أي إيران، واليمن، وإبراز الإشارة لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وأهمها «عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول»، واحترام سيادتها واستقلالها، وهو أحد أهم مبادئ ميثاق جامعة الدول العربية أيضاً.
إذا أردنا الآن أن نقرأ التحولات الجارية في المنطقة فسوف نرى ما يلي:
1)  تحولات تركية واضحة من اتهام ابن سلمان بقتل خاشقجي إلى احترام قرارات المحكمة السعودية، مع سعي للتقارب مع مصر والإمارات.
2)  مفاوضات إيرانية سعودية تجري في بغداد، وحديث ابن سلمان الودي تجاه إيران في المقابلة يوحي بأجواء جديدة تأخذ بالحسبان مفاوضات فيينا النووية، والتحولات الميدانية في اليمن.
3)  أما سورية، فهي القطبة المخفية في كل ما يجري، ذلك أنه من الواضح أن الإمارات هي التي تقود جهوداً مع عُمان من أجل التمهيد للعودة لجامعة الدول العربية كجسر أولي للتسويات القادمة.
4)  قيام السعودية بإغلاق مكاتب ما يسمى «الهيئة العليا للتفاوض» وتخفيف التمويل، لقناعتها بأن زمن استخدام هؤلاء قد انتهى، وعليهم البحث عن حلول، وخاصة أن السعودية كغيرها اكتشفت، أو هي تعرف أن وزن هؤلاء «الإمعات» في التسويات الإقليمية يساوي الصفر، وإذا كان رئيس النظام التركي رجب أردوغان قد أغلق فم «إخوان مصر» بعد أن وجد أن كلفة استثمارهم قد أصبحت أعلى من كلفة فائدتهم، فالاعتقاد أيضاً أن السعودية أدركت الأمر نفسه تجاه من سموا أنفسهم معارضة سورية، يعتاشون على موائد السعودية، وقيمتهم في الشارع السوري تساوي لا شيء.
5)  إن ما أشار إليه ابن سلمان لضرورة احترام ميثاق الأمم المتحدة، وعدم التدخل في الشأن الداخلي للدول هو أمر جوهري، ففي الوقت الذي ننظر إلى رؤية السعودية 2030 على أنها شأن داخلي سعودي، بالرغم من إمكانية نشر الكثير عنها، فـعلى المملكة أن تتوقف عن الحديث على الشأن الداخلي السوري مثلاً، وخاصة من أولئك الكتبة الذين يكتبون بالأجرة لديها، والذين آن لهم أن يهتموا بدعم رؤية السعودية 2030، والتسويق لها أكثر من اهتمامهم بالانتخابات الرئاسية السورية، وشكل نظام الحكم في سورية، ومستقبل سورية، الذي يقرره السوريون بأنفسهم، الذين أنتجوا أول دستور لبلادهم منذ مئة عام.
ما أريد قوله باختصار، إن صمود الشعب العربي السوري وجيشه ورئيسه خلال سنوات عشر من الحرب الفاشية على بلادهم، هو درس يجب أن يقرأه الجميع، وإن الوهابية والتطرف والإخوان، أصبحت أداة قاتلة بيد من استخدمها، وخطرة على شعوب المنطقة، ووحدة مجتمعاتها، إذ آن الأوان لنفهم أن الاهتمام بمستقبل شعوبنا والتنمية والازدهار هو أساس للأمن القومي لأي دولة، وإذا كانت سورية قد وصلت قبل بدء هذه الحرب الفاشية عليها إلى أرقام مبشرة اقتصادياً واجتماعياً وتعليمياً وصحياً، وكانت تسير في الاتجاه الصحيح، فإن فاشية الحرب والقتل، والتدمير أرجعتها للخلف، وفي الوقت نفسه تركت آثاراً انعكست على الأمن القومي لدول الخليج، حتى على السعودية نفسها.
من يعتقد أن أمنه القومي يبنى على الحماية الخارجية مخطئ، فالأمن القومي يبنى على استقرار الآخرين، والمحيط الإقليمي، والجوار، وعلى معادلات التنمية الداخلية، وهو ما حذر منه الرئيس بشار الأسد منذ بداية الحرب على سورية، إذ إن الزلزال الذي أشار إليه يحدث الآن، والكل يبحث عن مخارج للنجاة، وإذا كانت السعودية الجديدة تتغير فعلاً، لا أعتقد أن عربياً سيزعجه ذلك، لأن التحولات تجتاح العالم بأسره، وبحاجة لمقاربات ناضجة، وجديدة تجاه ما جرى، ويجري، وأول الأجندة، سورية الصامدة الصابرة القوية العزيمة التي على الجميع التعلم منها، ومراجعة مقارباتهم تجاهها، لأنها مركز العالم كانت وما زالت وستبقى، وإن غداً لناظره قريب.

■ ■ ■

https://www.facebook.com/AbuYahia1984/posts/3925719400817921
mbc vs Syrian elections

لاحظ ان جميع الفضائيات التي تدعمها السعودية وهي عديدة تقوم بتخريب الوعي العربي وموجهة ضد الجمهوريات وضد اي برلمان او حزب…الخ. . حينما تطالب السعودية بدقرطة سوريا  فإن الحاضر يمشي على قفاه.
______

  • تابعوا “كنعان اون لاين” Kana’an Online على
  • الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.
  • عند الاقتباس أو إعادة النشر، يرجى الاشارة الى نشرة “كنعان” الإلكترونية.
  • يرجى ارسال كافة المراسلات والمقالات الى عنوان نشرة “كنعان” الإلكترونية: mail@kanaanonline.org