الأرشيف

مصور يوثّق ضحايا عدوان غزة بعد 3 سنوات – يوسف أبو وطفة

“حياة من قلب الموت”…

قادت مراجعة المصور الفوتوغرافي الفلسطيني بلال خالد لبعض صور الحرب (الإسرائيلية) الأخيرة على قطاع غزة صيف عام 2014، للقيام بمشروع جديد يرصد من خلاله أحوال الضحايا الذين التقطتهم عدسته الصغيرة بعد العدوان، مسلطًا الضوء على لحظات فرح عاشوها. 

وعمل خالد طيلة عامين كاملين من أجل الوصول لنحو 20 شخصًا ممن التقط لهم صورًا، لمعرفة حياتهم اليومية وكيف وصل بهم الحال بعد تعرضهم إما للإصابة أو الاستهداف ودمار منازلهم خلال العدوان (الإسرائيلي) الأخير الذي استمر لأكثر من 50 يومًا.

وسعى المصور الفلسطيني إلى محاولة بث روح الأمل في نفوس المتابعين لمشروعه الجديد عبر عرض نماذج حية وواقعية لحياة هؤلاء الضحايا وكيف تبدلت أحوالهم واستطاعوا أن يكملوا حياتهم بالرغم من التأثيرات التي تركتها الحرب عليهم.

ويقول خالد لـ “العربي الجديد” إن الفكرة كانت حاضرة لديه من خلال مراجعة الصور بعد انتهاء الحرب الأخيرة على القطاع، الأمر الذي طرح تساؤلاً شخصياً لديه عن مصير هؤلاء الأشخاص، ليقرر بعدها الانتقال لمرحلة البحث عنهم ومحاولة معرفة أسمائهم وتفاصيلهم. 

ويبيّن أن إحدى أبرز القصص التي التقطها كانت لشاب يدعى أحمد سلامة استمر في البحث عنه أكثر من 6 شهور ليجده هو الآخر كان يبحث عنه من أجل محاولة معرفة كيف كانت تدور الأجواء وهو ملقى إلى جانب أخيه الذي قضى شهيدًا تحت الأنقاض. 

وعن الدافع الأساسي وراء تنفيذه للمشروع الذي حمل عنوان “حياة من قلب الموت”، يشير إلى أنه دائمًا هناك للقصص بقية، وبالتالي ما حدث مع هؤلاء الناس وكيف تبدلت حياتهم بعد الحرب ومحاولة بث روح الأمل والحياة في قلوب المشاهدين وعرض نماذج استطاعت أن تكمل حياتها بشكل طبيعي.

وتمثلت الصعوبات التي اعترضت المصور خالد في مشروعه التوثيقي، في معرفة أسماء الأشخاص وعناوينهم من أجل محاولة الوصول إليهم، خصوصًا أنه وخلال فترة الحرب لم يكن يجري تسجيل أي أسماء أو بيانات لهم بسبب حالة الطوارئ وتسارع الأحداث.

وسعى خالد خلال فترة عمله في المشروع إلى الوصول للعديد من الضحايا الذين وثق صورهم خلال فترة الحرب إلا أنه لم ينجح في ذلك نظرًا لعدم امتلاك أي بيانات خاصة بهم، في حين أن عددًا آخر منهم قد استشهدوا نظرًا لإصاباتهم خلال فترة العدوان.

ويلفت المصور الغزي إلى ردة فعل الأشخاص الذين عمل على توثيق حياتهم خلال وبعد الحرب (الإسرائيلية)، والتي تمثلت ما بين أشخاص لم يريدوا أن يتذكروا تلك الأيام والمشاهد الصعبة، وأشخاص كانوا متفائلين بما جرى لهم، وأشخاص لم يتخيلوا أنهم سيواصلون حياتهم.

ويرى أن الحرب الإسرائيلية الأخيرة هي الأكثر دموية من حيث عدد الشهداء وطبيعة الأماكن المستهدفة خلال أسابيع الحرب والتي كان ضحاياها في مجملهم من النساء والأطفال والمدنيين، وهو ما يجعلها مختلفة بشكل كلي عن حربي عام 2009 وعام 2012 التي شنها الاحتلال.

ويشير خالد إلى أن الفترة المقبلة ستشهد إقامته لمعرض صور وفيلم وثائقي يسبر حياة هؤلاء الناس ويروي القصص والأحداث التي جرت على لسانهم، حيث يرغب في أن يعرف العالم بقصص هؤلاء الأشخاص خصوصًا بعد مرور ثلاثة أعوام على الحرب (الإسرائيلية) على القطاع.

العربي الجديد