الجاليات والشتات

وجدانيات من وحي البدء بإزالة الانقاض في اليرموك – جمال الشهابي

جمال الشهابي
الحقيقة تعمدت البارحة ان لا اعدد أسماء من لهم دورا في تحقيق هذه الخطوة الأولى لكثرتهم وخوفا من نسيان او جهل بدور احدهم فاظلمه.. لكن سأسمي احدهم لمعاني لخصوصية دوره وحضوره البارحة.. لتكتمل الفكرة لابد من الإشارة لحالة كانت لكل الحاضرين البارحة على مدخل المخيم وهي التعابير المشتركة على ملامح ووجوهه وبشكل مذهل..
للأمانة لا استطيع وصفها.. ملامح وتعابير من السعادة والفرحة والامل والنشاط والهمة..الجميع..رجال كبار وشباب وقلة من الاطفال..نساء كبار وصبايا..بصدق هذه الملامح افتقدناها لثماني سنوات عجاف وربما لم اكن لاشاهدها لولا ما مررنا به من كارثة..ونموذج لما اتحدث عنه كان ابراهيم عم علي..ابو شادي..
رجل اعمال مقاول ونقيب مقاولي دمشق لعقود..بالشكل هو فارع الطول ووسيم وانيق دائما ( وانا من المعجبين به..ههههه سيتفاجأ ابو شادي لانني اول مرة اذكر ذلك..هههه وسيما ونختلف احيانا ببعض القضايا التفصيلية..هههه) من الجيل الذي بنى مخيم اليرموك..بل واكثر من ذلك ممن كان له بصماته في البناء بالعاصمة دمشق وريفها وبعض المحافظات الاخرى على مدى عقود..
والاهم من كل ذلك هو ابن اليرموك..والبارحة وعندما شاهدته على مدخل المخيم صدمت بوضعه الصحي..يسير وهو محني الظهر تقريبا للمنتصف نتيجة اكثر من عملية ديسك وآخر واحدة يبدو انها لم تكن ناجحة..وقطعت عليه الطريق وقبلته وسلم وقللي يلا ونادى على الذين معه من المشرفين على البدء بتنفيذ عمليات ترحيل الانقاض..والغريب اسرع بخطواته مثل الغزال..بهمة ونشاط وحماس غريب عجيب وانا لم استطع اللحاق به ..كل ما ذكرته سابقا من ملامح فرح وحماس ونشاط كانت مجسدة على وجه ابو شادي رغم وضعه الصحي وحجم الآلام التي كان يشعر بها (اقول ذلك لاني اعرف هذه الآلام لانني كنت اسير او اقف بضع دقائق ثم اجلس على الارض..مع سماعي لتعليقات مكررة لكل من اشاهدهم..شد ظهرك ابو قصي..ليش ماشي وحاني ظهرك..هههه ووضعي الصحي احسن بكثير من وضع ابو شادي )..
وغادرت الموقع مبكرا..والمدهش انني علمت مساءا من صديق مقرب لابو شادي انه لم يغادر موقع العمل بالمخيم حتى الرابعة عصرا وبعد الحاح والزام من صديقه باللجنة..هؤلاء رجال اليرموك وكباريته..اليرموك ليس مجرد بقعة جغرافية قطرها كم مربع..اليرموك ليس تجمعا بشريا كثيفا فيه الطيبون والاشرار..المخيم حكاية جيل نكبة بدأ من الصفر فبنى وعمر وعلم اجيال وانجب الثوار واحتضن الثوار..
المخيم فلسطيننا الصغيرة..بالعودة له يحيى ويكبر الامل بالعودة الكبرى لفلسطيننا…
ابو شادي الاخ الكبير الغالي انتم جيل نفخر بكم ونعتز بكم..كن بالف خير والله يطول بعمرك والف سلامة لك.