facebook

عادل سمارة: أسئلة من صفحة الفيس بوك

عادل سمارة: أسئلة من صفحة الفيس بوك

(1) 

اعتذاريات قُطرية

 

أن تكون عروبيا لغةً وإقليمي موقفاً فأنت خطير. لم يتبقى للكثيرين سواء الحكام أو المحللين أو المثقفين الذين لا يُعلنوا أن هدفهم هو تحرير فلسطين سوى أن يُقسموا يمين الولاء للدولة الصهيونية كما يفعل أعضاء الكنيست من فلسطينيي المحتل 1948.

منذ يومين ولبنان الرسمي وحتى بعض من يحسب نفسه على المُقاومة ويتحدث باسمها يؤكد بأن سلاح المقاومة هو لتحرير مزارع شبعا وكفر شوبا والقرى السبع.

قد يقول البعض بأن هذا تكتيكهم السياسي كي:

1- لا يستفزوا امريكا والغرب الراسمالي

2- لا يستفزوا الكيان

3- لا يستفزوا المعسكر الصهيوني في لبنان

4- لا يستفزوا الأمم المتحدة التي أُرغمت على الاعتراف بالكيان في تناقض مع مقرراتها هي نفسها

وبالطبع هذا ينسحب على جميع الأنظمة العربية ومثقفين وأحزاب الذين يتجنبون الحديث عن وجوب تحرير فلسطين…الخ.

لا نقصد في هذه السطور دفع هؤلاء إلى رفع السلاح لتحرير فلسطين، ولكن على الأقل أن يقولوا بأن هذا الكيان غير شرعي ومن حق الفلسطيني والعروبي أن يناضل لتحرير فلسطين.

لماذا نقول هذا؟

لأن أي حديث كالذي يتحدث به هؤلاء يزرع في روع الجيل الجديد العربي بأن الكيان الصهيوني هو طبيعي، وأن المشكلة معه هي في أراضٍ عربية يحتلها وليس في كونه يغتصب كل فلسطين!

أي ان هؤلاء جميعا، إنما يقومون بالتطبيع.

من هنا، يبقى واجب المثقف أن لا يتقيد بدبلوماسية الأنظمة. فالمثقف يطرح الأمور على حقيقتها كي يساهم في التصدي والصد والرد الشعبي بعيدا عن حسابات الأنظمة .

(2) 

بدأت في بازل وحطَّت في المنامة

من حيث المصالح والنوايا والتخطيط بدأت الحرب على العروبة مع تحول الغرب الأوروبي إلى الراسمالية التجارية/الميركنتيلية التي كرست السوق العالمية. ومن ثم النظام الراسمالي العالمي. أي ان الرأسمالية وبال على العالم وخاصةعلى العرب.

ومن حيث التنظيم مجسدا في تكوين الصهيونية السياسية كحرب على فلسطين خاصة كانت بازل اي المؤتمر الصهيوني الأول. ولنقل الصهيونية اليهودية مخلوقة ومدعومة من الغرب الرااسمالي.

واليوم نتابع الحرب نفسها ولكن تقوم بها الصهيونيةالعربية/الإسلامية منطلقة من البحرين مخلوقة ومقودة من الغرب نفسه بقيادة امريكا.وللحقيقة، هذا استمرار لاختطاف الحكام العرب للقرار الفلسطيني حتى طبعته المرفوضة المفاوضات.

فليس ما في البحرين ورشة ولا مؤتمراً، إنها تجنيد الصهيونية العربية لتصفية الشعب العربي الفلسطيني. هي حرب إذن، فلا تستخدموا أي كلام آخر.

والثرثرة عن أن ترامب/و لا يقوم بحروب بالنار بل بالاقتصاد، هذا بلا معنى، ففي كل ساح يقوم بحرب مختلفة، وقد تتلاقى جميعا في حرب واحدة.

فما يحصل في البحرين هي حرب بقوى عربية وإسلامية وهي نفسها ضد اليمن وسوريا وليبيا وغيرها. وهي بالاقتصاد ضد إيران وفنزويلا وروسيا والصين…الخ، وهي بالنفسي ضد لبنان، والأردن، وتونس، وهي بالتخطيط ضد الجزائر.

من يعتتقد أن هذه حروب بينية عربية إسلامية هو مخطىء أو مشبوه قصدا. جميعها حروب امريكا، الغرب، الصهيونية و اليابان وتركيا بأدوات وضحايا محلية.

فالقتل هو القتل بمعزل عن اليد التي تمارسه.

والسؤال الآن: ما هو الرد وكيف؟

إن أسوأ وأتفه الرد هو الكلام من هذا القيادي او الحاكم أو ذاك،
وأفضل منه الصمت،
وأعلاه التحريض الشعبي بالتظاهر والمقاطعة وحرق المنتجات في الأسواق، وصولا إلى استخدام السلاح كيفما أمكن. واي بلد عربي، اي شارع عربي لا يتحرك اعتقاداً منه بان النار بعيدة، عليه ان يعلم بأنها في بطنه.

كل وسيلة إعلام من الفضائية وحتى صفحة (فيس) لا تحرض هي مشبوهة الهوى.

(3) 

انكشاف عورات أهل الحجاب

قوى الدين السياسي تنكشف اليوم بعُري تام، نعم بلا لباس (كما قال لينين عن بلشفي كان على المنصة:

” انظروا إلى هذا الصبي بلا لباس”. اليوم تركيا تضرب الجيش العربي السوري وتدعم بأشد الوضوح أوغاد الدين السياسي ومختلف أنواع الإرهاب من واشنطن إلى باريس إلى لندن إلى الدرعية (منبت آل سعود) إلى الكيان الصهيوني، إلى مشيخة قطر.ومع ذلك، لم نسمع كلمة من اي من عجائز أو فراخ الدين السياسي، .

فهم ليسوا في عالم آخر، لكنهم بلا ولاء للوطن. يدعمهم محور المقاومة، إيران، سوريا، حزب الله…الخ، لكن ولائهم لمن يدفع المال وليس السلاح، لقطر وتركيا.

انهم ضد المقاومة حتى لو أطلقوا النار، وحتى لو اعتلقهم الاحتلال فهم يرون الصراع معه مؤقتا،ومن يدري فربما ينعطفوا باتجاه “تآخي الأديان” ، بينما صراعهم الاستراتيجي مع العروبة، هذا اللون من البشر وقح وجلف، ولديه طاووسية خطيرة تشبه اكذوبة شعب الله المختار.

هؤلاء يعتقدون أن تركيا هي الخلافة، وتركيا في حضن الكيان والناتو. أحيانا نخرج عن المهارة ونجاملهم، لكنهم يتصرفون بحقد، من صغارهم لكبارهم. بل بكراهية وتخلف.

 

 

كنعان النشرة الإلكترونية

Kana’an – The e-Bulletin

السنة التاسعة عشر – العدد 5061
29 أيّار(مايو) 2019
في هذا العدد:

 

■ عادل سمارة: أسئلة من صفحة الفيس بوك

(1) اعتذاريات قُطرية

(2) بدأت في بازل وحطَّت في المنامة

(3) انكشاف عورات أهل الحجاب

■ رمضان في اوسلوستان! عبداللطيف مهنا

■ كاتب إسرائيلي: حل الدولتين عقبة أمام السلام، أحمد الدَبَشْ

قراءة في كتاب، “عشر خرافات عن إسرائيل” (ط1، 2018)، للبروفيسور والمؤرخ “الإسرائيلي”، لمؤلفه إيلان بابيه