facebook

زياد خداش وأدب المقاومة:

قبل فترة كتب القاص زياد خداش مقالة عما أكتبه من نقد،واشك في أنه تابع ما أكتب متابعة دارس ،وذهب إلى أنني حين أكتب أستبعد الخوض في الجانب الجمالي ،ولهذا اختار لمقالته في العربي الجديد عنوانا لافتا هو (الجمال متجاهلا).

ماشي الحال .أنا أدرجت ما كتبه على صفحتي ،وقراته غير مرة ،ولم أعقب .

مؤخرا زارني القاص في نابلس،ونحن غالبا ما نلتقي ،على الرغم من اختلاف ذائقتنا الأدبية ،وقررت أن اعيره كتابا ليقرأ ه كنت قراته قبل 35عاما ،وهو نموذج لأدب المقاومة ضد النازية .

الكتاب هو ل(أنا زيغرز )الاديبة الألمانية ،وكان ذكرني به د.عبده عبود دارس الأدب المقارن ومدرسه في جامعة دمشق،إذ أتى على ذكر بعض أعمال الكاتبة (زيغرز)في صفحة الأدب العالمي المقارن.

زارني زياد فقلت أعيره مجموعة قصصية للكاتبة عنوانها (المخربون)وهي تضم قصصا من أدب المقاومة الألماني ضد النازية،فيقرا زياد نماذج من القصة القصيرة المقاومة والتقليدية،ولعله يكتب أو يجرب الكتابة المختلفة عما يكتب .

أخذ مني زياد الكتاب وسألني :ان شاء الله هذا أدب مقاومة (صححني زياد وقال انه قال لي ايديولوجيا)،فاكدت له الأمر ،وسرعان ما أعاد الكتاب وقال لي :لا.لا.لا أنا لا أقرأ هذا اللون من الأدب .

زياد خداش ومجموعة من أدباء رام الله ما عاد أدب المقاومة يثيرهم ،ولا عادوا يهتمون به،وليسوا على استعداد لقراءته.ويتهمون من يكتبه بأنه يعيش في الماضي السحيق.

نسيت أن رام الله وفلسطين تحررتا منذ أصدر بلفور وعده في العام 1917قبل الميلاد ،ونسيت أيضا أنني أعيش في الدنمرك،في غيتو (كوبنهاجن).

زياد خداش ومجموعة من أدباء رام الله ينظرون بعين الغضب والسخط لمن يكتب أدب مقاومة،بل بعين مغلقة ،ربما لأنهم لا يرون مستوطنة( بيت ايل )التي لا تجثم قرب مخيم الجلزون الذي ولد فيه زياد،فهي أيضا ما زالت مقامة في (الغيتو)في (وارسو) .أي والله.

ماذا أفعل إذا كنت أنا كاتبا أو ناقدا يعيش في السماء لا في أرض رام الله المحررة.

كنت كل صباح ألقي نظرة على مستوطنة (ايلون موريه)المقابلة لبيتي ،ثم أقيمت بيوت من طوابق عديدة فحررت الحي الذي أقيم فيه،أو حررتني من رؤية المستوطنة ،ويبدو ان هذا لم يكن كافيا لاتحرر من متابعة أدب المقاومة.لا بد من العيش في رام الله ،وبعيدا عن مستوطنة (بيت ايل)،

ومع ما سبق ،فإنني سأستقبل زياد خداش ان زارني في نابلس ،وسأظل استبعد الجمال –ههههههه-اخذا باسطر محمود درويش في (حالة حصار)2002:

(الشهيد يعلمني :لا جمالي
خارج حريتي)

خربشات

فيسبوك عادل الأسطة

Adel Al-osta

15/8/2016

اترك تعليقاً