facebook

نحو انثروبولوجية فلسطينية! – د. سليم نزال

 

يتركز حقل الاثثروبولوجيا على دراسة فهم ظواهر التنوع الاجتماعى و الثقافى.و اذا كان سقراط قد طرح سؤال كيف يحيا الفرد و هو سؤال من واجب علم النفس الاجابة عليه فان السؤال الاجتماعى هو كيف يحيا البشر معا و هو سؤال يعنى خاصة بالمجتمعات ذات التنوع المعقد كما هو فى الحالة الفلسطينية . و التعقيد فى الحالة الفلسطينية ليس بسبب التنوع الدينى او العرقى بل بسبب تمزق المجتمع الفلسطينى الواحد .

من ماخذى على الدراسات الاجتماعية الفلسطينية هو سيطرة الطابع الايديولوجي و الرغبوى عليها . و بعض الدراسات الاجتماعية تتحدث و كان شيئا لم يتغير من عام 48.و هذا يؤدى بطبيعة الحال الى الابتعاد عن الروح العلمية.اتفهم بالطبع انه بسبب مناخ حرب التحرير فان الطابع التعبوى الايديولوجى يحتل موقعا مهما فى الدراسات الاجتماعية .لكن عليه ان لا يطغى على الجوانب العلمية .

من اهم خصائص البشر انهم لا يعيشون فى مجتمعات فقط بل ينتجون هذا المجتمع مغ كل جيل .و لذا فان الحديث عن المجتمع الفلسطينى و كانه مجتمع ثابت غير متغير حديث يفتقر الى الروح العلمية .

و اذا ما دققنا النظر جيدا فاننا نستطيع معرفة كيفبة ارتباط الناس ببعضم البعض و الوسائل التى تستخدم من اجل الاستمرار فى الحياة و مصادر الامل .

الحديث عن انثروبولوجيا فلسطينية يعنى فهم كيف يعيش المجتمع الفلسطينى بالدرجة الاول فى ظل ظروف شديدة التعقيد .كيف يحاقظ على قدراته و كيق يتجاوز ازماته و اليات الدفاع الخ .

انا استخدم تعبير المجتمع الفلسطينى تجاوزا و هو تعبير يفتقر الى العلمية فى راى .اذ لا يوجد فى راى مجتمع فلسطينى واحد.. الحقيقة ان هناك مجتمعات فلسطينية متعددة و مختلفة و تعيش ظروفا متنوعة .و قد دخلت قبل نحو من ثلاثين عاما فى حوار مع المؤرخ الفلسطينى المرحوم ابراهيم ابو اللغد الذى استعمل تعبير الشعوب الفلسطينية . و كان هذا تعبيرا صادما لى و خضنا نقاش استمر اكثر من ساعتين .

عندنا اتحدث عن المجتمع فانا اعنى مجموعة من البشر تعيش على رقعة ارض ضمن علاقات اقتصادية و اجتماعية و انظمة سياسية متنوعة بما فيه نظام المفروض من الاحتلال .

اما فى الحالة الفلسطينية فنحن امام لا يقل عن خمسة مجتمعات مختلفة مناطق 48 و الضفة الغربية و قطاع غزة و الاردن و سوريا و لبنان و كل واحدة تعيش ضمن منظومة اقتصادية و سياسبة و قضائية و تعلميمية مختلقة .

و هذا الواقع فرضته كارثة 48 التى اسست لكل الكوارث التى جاءت بعدها و ادى الى ضياع المجتمع الفلسطينى ..

لذا فان الجامع بين الفلسطيين ليس المجتمع بالمعنى العلمى للكلمة بل عناصر متعددة منها الثقافة و الامال و الطموح و السياسة اى الهوية النضالية كما فى حالة منظمة التحرير بحث غدت التنظيمات الفلسطينية نوع من وطن ضغير يجمع الفلسطينين.

كل هذا يقتضى انثروبولوجيا فلسطين لمعرفة الذات الفلسطينية بالدرجة الاولى .و فهم العلاقة التى تربط بين هذه المجموعات .و دراسة التحولات التى تجرى بين المجموعات الفلسطينية على مستوى الاجيال و على مستوى الثفافة .ان المعرفة و معرفة و فهم الذات و قدراتها هى العامل الابرز فى مقاومة الغزاة الاجانب .

Salim Nazzal