الأرشيفثقافة وفن

“ميشين امبوسيبل/ فول آوت” (2018): – مهند النابلسي

“ميشين امبوسيبل/ فول آوت” (2018):

تحفة “توم كروز” السخيفة الأخيرة: السقوط/المهمة المستحيلة(6):

السرد “الغير ممل” و”الغير متسلسل” للمسلسل السينمائي الشيق الجديد /رقم 6:

أكشن فريد خرافي  ومطاردات شيقة وتمجيد دعائي استخباري سافر وحبكة سخيفة “فانتازية” ومبيعات “بوب كورن”عالية!

*من أجل تأمين البلوتونيوم فان “الأرملة البيضاء” تتهم ايثان (توم كروز) بمطاردة لين مع القافلة المصفحة، التي تسير عبر باريس، ثم تقوم بتوفير احدى نوى البلوتونيوم كدفعة عينية عاجلة للبعثة الاستخبارية، لكن ايثان وفريقه لا يقتنع، فيهاجم القافلة، وتحدث مطاردات لاهثة عبر شوارع باريس بين الدراجات النارية والسيارات، فيما يحاول ايثان تجنب كل من “الأرملة البيضاء والبوليس وكذلك اليسا”، التي تسعى بدورها لقتل لين لانجاز مهمتها المطلوبة من قبل مكتب “الام آي 6” في لندن…ثم يتم تسليم “لين واليسا” للمكتب المذكور.

*ثم هناك في مكان آمن في لندن، يواجه “الان هونلي” (سكرتير صندوق النقد الدولي)، يواجه ايثان بحقيقة كونه “جون لارك”، ويخبره على عدم قدرته الاستمرار بالمهمة، ويكشف “ووكر” عن غير قصد بأنه هو نفسه “جون لارك” الحقيقي، فتلاحظ المديرة السمراء “أريكا سلواني” ذلك، وتخطط لضم الثلاثي “لين وووكر وايثان” لفريق “السي آي ايه”، الذي يبدو بوضوح انه مخترق من قبل مجموعة “الرسل” الارهابية، ويحدث قتال ضاري بالايدي، ثم يؤمر ووكر بمهاجمة الفريق، ويتم طعن وقتل “هونللي”، ثم يهرب ووكر بعد أن انكشف امره، فتتم ملاحقته من قبل ايثان، ويهرب الجميع الى معسكر طبي معزول في كشمير، ويسعى ووكر لتهديد حياة زوجة ايثان السابقة “جوليا”…

*مشاهد حابسة للأنفاس:

أما مديرة وكالة المخابرات الأمريكية السمراء قوية الشخصية (ايريكا سلوان)، فتصدر تعليماتها لرئيس الفعاليا الميدانية “اوغست ووكر” لتهميش ايثان، ومحاولة استرجاع البلوتونيوم منفردا، فيبادر الاثنان للقفز الى باريس، حيث يتسللان الى حفل كبير لجمع التبرعات، يقام في القصر الكبير، حيث من المقرر ان يقوم “جون لارك” بعقد صفقة كبيرة لشراء “النوى الثلاث” من الرسل، بالتعاون مع تاجر الأسلحة المعروف بلقب “الأرملة البيضاء” كوسيط مضارب…فيحدث ان يقوم كل من “ايثان و ووكر”بملاحقة لارك الجامح الشرس الى الحمام ليدور هناك قتال وحشي ، يقتل على اثره لارك فجاة بواسطة مسدس “اليسا فاوست” التي دخلت “فجاة ايضا” على الخط…ولاكمال المهمة، ينتحل ايثان شخصية “جون لارك”، ويلتقي منفردا بالأرملة البيضاء لعقد صفقة!

* تنوع مواقع التصوير: تمت في كل من باريس والمملكة المتحدة ونيوزلندا والنرويج، وخاصة المشاهد الأخيرة الشيقة للقتال بالمروحيات من على جرف ثلجي شاهق، حيث سمح لهم بما يصل الى حوالي 50 هبوطا متتاليا لطائرات الهليوكوبتر في اليوم الواحد، لاتمام التصوير على الوجه الأكمل، ولقد كسر كاحل كروز اثناء التصوير، ونتج عن هذا الضرر والتعطيل تكاليف وصلت الى حوالي ثمانين مليون دولار، ويقال انه تم اختتام التصوير في الامارات العربية المتحدة، وخاصة للقطات القفز عن الارتفاعات العالية، حيث تدربوا بواسطة “نفق رياح” ضخم قائم على الأرض، كما استخدموا لهذا الغرض طائرة عسكرية من طراز “سي-17″…وصورت المشاهد مع غروب الشمس، أما فيما يخص السكور والألحان المرافقة للشريط، فقد تقديم حوالي 25 لحنا دالا ومنسجما مع ايقاع الأحداث بطريقة مدمجة انسيابية تحقق الاثارة والتشويق والانسجام اللازم.

*يبدو “كروز” في هذا الجزء وكأنه اصبح مهووسا ودائم التالق مع كبر سنه نسبيا، لا يكل ولا يمل، محاولا التفوق على ذاته، فيقدم أقصى ابداعه الحركي “البهلواني”، حيث ينغمس بحركات قتالية لافتة مقترنة مع الدراما الشخصية المؤثرة البارعة التي يتقنها، مستعرضا رهانات الحياة والموت، ومحاولا أن يظهر كأيقونة دعائية سافرة وكبديل لسلسلة “جيمسبوند الشهيرة”، معظما انجازات اجهزة الاستخبارات الغربية (البريطانية والأمريكية على وجه التحديد) التي تعبث عادة بمصائر الدول والشعوب، ومحاولا تلميعها واظهارها كحامية للسلام والاستقرار العالمي الهش والمتردي، فيما هي تعمل العكس تماما…والحق انه وان كانت الفكاهة قليلة نسبيا هنا في حوارات هذا الفيلم، لكنه قدم بالمقابل مرحا خاصا مصاحبا للقتل والعنف والمطااردة، مدمجا ببراعة في ثنايا الأكشن اللاهث والمخاطرة الفريدة التي تستحق المشاهدة مع قناعتنا بكم “السخافة الكبير ولامعقولية الأحداث والروح الدعائية السافرة” على الشاشة!

 

*فقرة موضحة للمشاهد الختامية المتسارعة:

هناك في المعسكر الطبي المنعزل، حيث يتم استخدام اجهزة الأشعة لاخفاء البصمة الاشعاعية للقنابل الثلاث، قام ووكر بالتحايل لاستدراج “جوليا وزوجها الجديد” للموقع للايقاع بايثان…ثم يتم تنشيط الأسلحة الثلاثة المرعبة من قبل المنظمة الارهابية، كما يتم اعطاء ووكر “صاعق التفجير”، وعندئذ يقوم ايثان بمطاردته بواسطة المروحية، فيما يحاول كسب الوقت والتنسيق لابقاء الثلاثة “بينجي ولوثر واليسا” على ارض الموقع بغرض العثورعلى القنابل المخفية…فيجد لوثر اول سلاح، فيما تساعده جوليا على نزع الفتيل بصعوبة “لاهثة”، ثم يجد بينجي واليسا السلاح الثاني، ويتعرضان لهجوم لين حتى يكاد بينجي يتعرض للقتل، فتنجح أليسا في اللحظة الملائمة لانقاذه واخضاع لين … ثم يشارك “ايثان و ووكر” في مطاردة حابسة للأنفاس بواسطة  “طائرات الهليوكوبتر” فوق المرتفعات “النرويجية” الشاهقة، ويخرج ايثان مروحية ووكر من السماء بعد ملاحقة خطرة، ثم تتدمر المروحيتان أخيرا على الجرف الثلجي الشاهق وينجوان باعجوبة من الحطام الذي يكاد يسقط عليهما، فيتقاتل الاثنان بضراوة على حافة الجرف الخطير، ويقتل ووكر في الصراع، ويتمكن ايثان بمعجزة في اللحظات الأخيرة من الاستيلاء على صاعق التفجير وابطال مفعوله، فيما يتمكن كل من “لوثر وايليسا وبينجي” من ابطال مفعول القنابل الاخرى. في المشاهد الختامية “التوفيقية” يتم استرداد قنابل البلوتونيوم الثلاث بآمان، ثم تقوم الزعيمة السوداء “قوية الشخصية” بتسليم المجرم لين الى مكتب الاستخبارات البريطانية (ام آي 6) بواسطة “الأرملة البيضاء”، ثم تتم تبرئة “أليسا”، وبعدها يتعافى السوبرمان الكهل “ايثان” من جروحه العديدة بمساعدة جوليا، فيما ينضم اليه باقي الفريق “الكرتوني-الظريف” احتفالا بالنصر، وأنا متاكد ان معظم المشاهدين لم يفهموا كافة التفاصيل التي اوردتها هنا، وتاهوا في “معمعة” الأحداث المتلاحقة وانبهروا، هكذا تكون قراءة مقالتي ضرورية لفهم الحيثيات والاطلاع على التداخلات والجزئيات، كما أن هذه المقالة المميزة تعتبر بديلا موضوعيا لقراءة سطحية صحفية يتقنها شخص أعرفه لا يشاهد هذه الأفلام في قاعات السينما عادة، وانما يلجا لترجمة سطحية من الانترنت، من منطلق انه كله عند العرب صابون والمهم الكتابة والمكافأة والسلام، ويا دار ما دخلك شر!

*ملخص نقدي: حصل هذا الفيلم على “اجماع نقدي” يقول بأنه “سريع واملس وممتع” (86%) متفوقا على جميع أفلام السلسلة السابقة، وبدا كأكثر الأفلام اثارة مع الفبركة الواضحة الغير معقولة لحبكة الفيلم المصطنعة والغير منطقية، ونجح المخرج بخلق كيمياء تفاعلية بين مجموعة الممثلين المتماسكة، مع اظهار كم كبير من المشاهد القتالية البالغة الاتقان والوحشية الواقعية، مما الهم المشاهدين وحفزهم لمتابعة الأحداث، وقد وصل احيانا للذروة الحركية الغير متوقعة، متفوقا بالحق على سلسلة بوند الشهيرة، كما ينجح الفيلم بدمج المؤثرات المشهدية الخاصة بشكل لا يمكن تمييزه عن السياق، وهذه براعة فريدة بطريقة الاخراج.

مختصر مفيد لمن لايريد قراءة المقال الطويل العتيد:

بعد عامين من الاستيلاء على “سولومون لين”، تم اصلاح وترميم النقابة لتتحول الى جماعة ارهابية تعرف باسم “أبوستلز”(الرسل)، وهناك في منزل آمن في بلفاست، يلتقي العميل “ايثان هانت”(توم كروز) لمناقشة مهمة خطيرة جديدة تتلخص باعتراض عملية بيع محتملة لثلاث “نوى” من البلوتونيوم الاشعاعي الشديد الانفجار لأعضاء المجموعة الارهابية، حيث يسافر العالم الاصولي المجنون “جون لارك” في مهمة عاجلة الى برلين، ليلتقي هناك مع كل من “بينجي دين و لوثر ستيكل”، لكن المهمة تفشل فجاة عندما يفضل ايثان انقاذ حياة صديقه الأسمر الحميم “لوثر”، هكذا تنجح عصابة الرسل بسرقة البلوتونيوم، فيسعى الفريق بسرعة لاستجواب خبير الأسلحة النووية “نايلس دي بروك”، والذي عمل سابقا مع المجموعة لتصميم وبناء الأسلحة الثلاث المرعبة، ولكي يقنعوه بالتعاون معهم فانهم يخدعونه ويقنعوه بأنه تم بالفعل تفجير الأسلحة الثلاثة في الأماكن المقدسة الثلاثة: فاتيكان روما المسيحية، والقدس اليهودية (كما تم تتويجها من قبل ترامب مؤخرا)، ثم مكة الاسلامية (هكذا ببساطة وسذاجة ويا دار ما دخلك شر)، فنراهم ينجحون بخداعه لكي يحصلوا منه على تفاصيل الخطوة التالية للمجموعة الارهابية الجامحة (ما يسمى الرسل)…يعتبر هذا الفيلم هو السادس في السلسلة الشهيرة الشيقة، وهو من اخراج “كريستوفر مكوار”، وانتاج توم كروز وج. ابرامز، ومن تمثيل كل من هنري كافيل، فينج رامز، سيمون بيج، ربيكا فيرغسون، شون هاريسن أنجيلا باسيت، وميشيل موتوغان، وحيث يتوجب على ايثان هانت (توم كروز) وفريقه الملتزم البارع الطريف تعقب البلوتونيوم المسروق، وفي ظل مراقبة عميل الاستخبارات الأمريكية (هنري كافيل) الذي يقوم بمهمة مزدوجة جامحة وخطيرة “ومارقة”…

مهند النابلسي / كاتب وباحث سينمائي / mmman98@hotmail.com

هوامش: *كتب محمد المشايخ ( الكاتب العتيق وأمين سر رابطة الكتاب الاردنيين وموثق تاريخها) في تعليق حديث: كان أحد الأدباء الكبار قد أعلمني أن مضيفة الطيران عندما شاهدت هويته الصادرة عن رابطة الكتاب الأردنيين، والمهنة فيها كاتبwriterطلبت منه الانتقال من الدرجة السياحية إلى الدرجة الأولى مجانا..أما الصديق العزيز المبدع مهند النابلسي فقد أعلمني أن قاطع التذاكر الشاب في جراند سينما/ سيتي مول،عندما علم أنه متخصص في النقد السينمائي منحه تذكرة مجانية لحضور فيلم “توم كرويس” الأخير (المهمة المستحيلة/السقوط) مع كثير من عبارات التقدير والاحترام، وقال الأخ مهند هذه المبادرة الرائعة توازي عندي اطنانا من اللامبالاة والعجرفة وقلة التقدير التي ألقاها من الكثير من المواقع التي اكتب فيها ومن لامبالاة القراء ومن بعض الهيئات التي تحكمها الشلل عينها بانغلاقها ومحسوبياتها، ويضيف العزيز مهند :هذه هي المرة الرابعة او الخامسة التي تقوم فيها ادارة هذه السينما بمنحي تذاكر دخول مجانية تقديرا لمساهماتي السينمائية النقدية وهذا يدحض الفكرة البائسة السائدة بأنه “كلـّو عند العرب صابون”.

Cast[edit]

*If the first hour seems a little slow, that’s only in comparison to a virtually flawless finale.

*A combination of thrilling stunts, insane daring and clever writing make this a stunning piece of action cinema. Just be sure to take your heart meds first, and hold on tight.

*مزيج من الأعمال المثيرة والجريئة المجنونة والكتابة السينمائية الذكية تجعل من الفيلم قطعة مذهلة فريدة من أفلام الحركة. فقط تأكد من أن تأخذ قلبك وتلتقط أنفاسك وتتابع بشوق وشغف…

*هناك مطاردات بالسيارات، ومعارك بقبضة اليد، وسباقات على الأسطح ومطاردات بالهليكوبتر في مشاهد مذهلة. مشاهد شوارع باريس هي لعبة مطاردة لا تتم بالطريقة نفسها التي يتبعها فيلم Mad Max: Fury Road في مطاردة السيارات. شجار الحمام الدامي يصبح نضالاً وحشياً حتى الموت. يدفع كل من McQuarrie و Cruise كل مشهد إلى أبعد مما تتخيله، مما يؤدي إلى ازدهار غير متوقع أو زيادة الرهان بطريقة تبدو جديدة، بحيث لا يمكنك التنبؤ بحدود Hunt كممثل حركة كاريزمي، ومع ذلك فانك لا تصدق أن الخطر محدق به. إذا بدت الساعة الأولى بطيئة بعض الشيء في وقت لاحق، وهذا فقط بالمقارنة مع خاتمة لا تشوبها شائبة تقريبا وتبدو كنموذج لأفلام الأكشن الحديثة.
*على غرار قياس جودةأصناف الطعام السريع فهذاالفيلم هو: "ماكدونالدز هامبرغر"أفلام الحركةعلى الاطلاق.وقد نال علامةعالية جدا في المقياس النقدي لموقع الطماطم الفاسدة(فوق ال95%)، وهذا مؤشر على طريقةالتقييم (الغير مقنعة) والتي تركز على البراعةالسينمائية(التمثيلية والمشهدية والاخراجية والحركية)، فيماتتجاهل(بقصداو بلا قصد)المضمون الدرامي والحبكةالسينمائية كماالبعد الدعائي المضلل لمثل هذا الصنف من الأفلام التجارية الاستهلاكية!