فلسطين

دعواتكم بالشفاء للأسير المحرر علي جمعة

كتب عبد الناصر فروانة

دعواتكم بالشفاء للأسير المحرر والصديق العزيز/ علي جمعة “أمجد”، من أسرى الدوريات العرب. والذي سيخضع صباح اليوم (السبت) لعملية جراحية لاستئصال ورم سرطاني في المعدة في مشفى “الرشيد” في العاصمة السورية “دمشق”.

قرأت الخبر ليلة أمس، على صفحة الصديق أحمد أبو السعود، فانزعجت كثيراً وشعرت بالصدمة، فسارعت بالاتصال به فتلمست لديه التمتع بالإرادة والقوة والمعنويات العالية، كما نعرفه دوما. لكن صراحة وضعه الصحي أوجعني كثيراً، وكلماته المؤثرة زادت من وجعي، وحاولت أن أخفي وجعي وألمي أمامه وأن لا أظهر له مشاعري الحزينة.

ففي الشام أنت يا صديقي وقلوبنا دوما معاك، وعلى أسرة مشفى الرشيد ترقد الآن بانتظار إجراء عملية استئصال الورم السرطاني، ونحن هنا في فلسطين لا نملك إلا الدعاء لك بالشفاء ونتمنى أن تكلل العملية بالنجاح وأن يُكتب لك الشفاء التام والعاجل بإذن الله. اللهم أنت الشّافي، لا شفاء إلّا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقماً. أذهب البأس ربّ النّاس، بيدك الشّفاء، ولا كاشف له إلّا أنت يا ربّ العالمين، آمين.

“على جمعة” أو “أمجد” كما يحلو لأصدقائه مناداته باسمه الحركي، هو سوري الجنسية وفلسطيني العشق، جاءنا إلى فلسطين شبلا مقاتلا من سوريا، ضمن مجموعة مقاتلة تنتمي للجبهة الشعبية عام 1988، أو ما يُطلق عليهم “الدوريات”، فتخطى مع رفاقه الجبال وعبر الحدود باتجاه فلسطين، فاصطدمت المجموعة بقوات الاحتلال الإسرائيلي واشتبكت معهم، فأصيب “أمجد” و اعتقل ونقل الى السجون الإسرائيلية، ليمضي فيها اثنا عشر سنة متواصلة. فتردد على مسامعنا اسمه، فحفظناه وأحببناه، وتعرفنا عليه وعلى خصاله، فكان رائعاً حقاً.

 

وبعد تحرره عاد إلى سوريا، وتزوج وكون أسرة، واستمر وفياً للقضية الفلسطينية وناشطاً في الدفاع عن قضية الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال. واستمرت علاقتي به، فتواصلت معه كثيراً والتقيته مراراً بعد تحرره من السجن، وهاتفته ليلة أمس مطمئنا على صحته.

 

“علي جمعة” وكنيته “أبا أمجد”.. كن كما سمعنا عنك أول مرة، وكما التقيناك في كل مرة. كن كما عرفناك دوماً، قوياً صلباً ومتفائلاً.

 

ولك مني ومن كل محبيك وكافة من التقوك وعايشوك في سجون الاحتلال وعموم شعبنا مليون تحية وسلام. فما زال لدينا الكثير من التفاؤل والأمل، بأن تعود يا صديقي مشافى معافى الى اسرتك ومحبيك، وإلى نشاطك المعهود لأجل الأسرى والقضية الفلسطينية، بإذن الله.

 

 عبد الناصر فروانة “ابو عوني”

 


عبد الناصر عوني  فروانة

أسير محرر، مختص في شؤون الأسرى والمحررين