الأرشيفالجاليات والشتات

معركة “سيف القدس” كشفت الدبلوماسية الفلسطينية .. !! – عادل أبو هاشم 

لم تسيء الى القضية الفلسطينية على مدار تاريخها الطويل حالة شائكة بعد ” العملاء ” كما اساءت ” بعض ” السفارات والممثليات الفلسطينية للقضية .. !! 

فقد كشفت معركة ” سيف القدس ” الاسطورية حقيقة الدبلوماسية الفلسطينية التي وقفت موقف المتفرج عليها ، وكشفت حجم الفساد في السلك الدبلوماسي الفلسطيني في الخارج ، ووضع بعض المنافقين  والانتهازيين والأفاقين ، والذين لا يملكون أي تاريخ نضالي أو سياسي في مناصب سفراء وممثلين لدولة فلسطين والسلطة الفلسطينية .. !!   

في اثناء العدوان الصهيوني على غزة استدعت قناة فضائية اسبانية السفير الفلسطيني في مدريد موسى عامر عودة ” كفاح عودة ” للحديث عن العدوان الصهيوني على غزة ، وهو بالمناسبة عميد السلك الدبلوماسي العربي في اسبانيا . 

 بدأ السفير حديثه باللغة الاسبانية ليتوقف فجاة ويبدأ بالحديث باللغة العربية بسبب عدم اتقانه اللغة الاسبانية ، طلب السفير من مترجم موظف في السفارة ان يكمل الحديث عنه ، ويجيب على اسئلة المذيعة ، وواصل المترجم بشكل انفرادي دون ان يتحدث السفير ، وهكذا بدلا من ان يكون الشاب مترجما للسفير اصبح هو السفير الفعلي ، مما اثار استغراب المذيعة والمشاهدين ، بل وحتى العرب في ارجاء العالم العربي كله حيث انتشر الفيديو في كل مكان .. !! 

 في نفس الوقت من المقابلة انتقلت المذيعة لتوجبه الاسئلة للناطق باسم الخارجية “الاسرائيلية” في تل ابيب ، وبدأ يجيب على اسئلة المذيعة باللغة الاسبانية التي يجيدها بطلاقة ، واستطاع بحنكته واتقانه للغة الاسبانية ان يدافع عن عدوان دولته على غزة ويحسن صورتها التي اهتزت امام العالم الغربي بسبب الجرائم  في وقت لم يستطع فيه السفير الفلسطيني ادانة “اسرائيل” وتعريتها لعدم اتقانه اللغة الاسبانية رغم انه يعمل سفيرا في اسبانيا منذ عام 2006م ولم يستطع خلالها اتقان اللغة الاسبانية .. !! 

( زوجة السفير كفاح عودة تدعى هلة حسني فريز عودة وهي سفيرة للسلطة الفلسطينية لدى السويد منذ عام 2011م ، بنت السفير نور تم تعيينها ناطق رسمي في اوروبا .. !! )  

نستطيع ان نكتب عشرات المجلدات عن فساد السفارات الفلسطينية ، وفي القصة التالية ما يلخص هذه المجلدات :  زار بعض اعضاء الكنيست الصهيوني موسكو يوما ودعاهم السفير الفلسطيني عبد الحفيظ نوفل الى طعام عشاء، قالوا أنهم جلسوا في المطعم ونظروا بذهول الى انواع وكميات الاطعمة التي اخذ عاملو المطعم يضعونها على الطاولة .

قالوا أيضا انه لم يكن على طاولة العشاء سوى ثلاثة، والطعام الذي وضع يكفي لأكثر من عشرين فردا، وهو من أشهى الانواع .

احتج احدهم على الوضع قائلا هذا الطعام مكلف ويكفي عددا كبيرا من الناس، ولا يجوز ان يتحمل الشعب الفلسطيني التكاليف، فرد عليه السفير الفلسطيني قائلا : ان هذا الطعام من اموال الصمود ، فكلوا واستمتعوا لكي تصمدوا مع الصامدين .. !!

ويتساءل الشارع الفلسطيني بمرارة ممزوجة بغضب شديد : 

كيف وصلت السفارات والممثليات الفلسطينية الى هذه الوضعية المتردية  من حيث الترهل الإداري والتضخم الوظيفي، وما يصاحبه من عفن ومرض أدى بها إلى أن تكون عبئـًا ثقيلا على جالياتـنا، ومسيئة لسمعتـنا، وسببـًا لتـنفير الناس من قضيتـنا العادلة، وسببـًا في السخرية من كيانيتـنا السياسية ، بل والسخرية حتى من زعاماتـنا التاريخية .. !! 

 فهذه السفارات التي قدم الشعب الفلسطيني الدم والجهد والعرق والمال في سبيل إنشائها ليشعر المواطن الفلسطيني أينما كان بالطمأنينة والحماية لوجود علم بلده يرفرف على قطعة أرض يفترض أن تكون من وطنه السليب ، أصبحت أماكن للبطالة المقنعة ، وأماكن لممارسة أقصى حالات الاضطهاد ضد الفلسطينيين ، وبؤر لكتابة التقارير السرية لأجهزة الأمن الفلسطينية ضد أبناء شعبهم .. !! 

وذلك بفضل سفراء دولة فلسطين العتيدة .. !! 

هؤلاء “السفراء” الذين سمنت بطونهم، وانتفخت كروشهم وقروشهم من خلال ممارساتهم المستهجنة لشعب قدم الغالي والنفيس والتضحيات وقوافل الشهداء والجرحى والأسرى في سبيل قضيته .. !! 

هؤلاء السفراء  تفرغوا لحضور حفلات الاستقبال الدبلوماسية، وأصبحوا شيوخ ” البريستيج ” والبذخ والتبذير من أموال الأيتام والأرامل والثكالى الذين لا يجدون قوت يومهم في المخيمات الفلسطينية  ، والذين ينـتظرون بفارغ الصبر ولشهور طويلة مخصصاتهم من أسر الشهداء ..!!  

معظم السفارات الفلسطينية تحولت الى ” تكايا ” لابناء المسؤولين في السلطة ، ومصدر توظيف لهم ، كلا حسب نفوذ والده او والدته ، والمرتبة التنظيمية لهما في حزب السلطة اي حركة فتح ، ومن النادر ان تجد فيها دبلوماسيا من اي تنظيم اخر .. !!  

عشرات المصائب التي حلت بشعبنا من نقل السفارة الامريكية الى القدس الى قضية ضم اجزاء من الضفة الغربية الى العدو مرورا بصفقة القرن وانتهاء بالعدوان الاخير على غزة وما صاحبة من جرائم قتل للاطفال والنساء والشيوخ .. !! 

لم نسمع اي سفير فلسطيني له ندوة او محاضرة يشرح بها مساوئ كل مصيبة من هذه المصائب .. !!  

عشرات الكوارث التي مرت بأبناء شعبنا في الخارج ولم نسمع “سفراءنا ” ينطقون بحرف واحد حيالها .. !! 

ولكنا سمعنا عن عشرات المناضلين الذين أفنوا زهرة شبابهم للقضية، قام هؤلاء السفراء  بتجميد رواتبهم ، وترحيلهم من البلدان التي يعيشون فيها إلى الشتات .. !! 

عشرات المناضلين أبعدوا مع أطفالهم ونسائهم من البلدان التي يعملون بها بسبب سفراءنا النشامى .. !! 

كنا نتمنى على وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية أن تبحث عن “سفرائها” أين هم الآن؟ وماذا فعلوا لقضيتهم  في ظل سياسة التهويد والقتل المنظم اليومي والاعتقالات وهدم البيوت والتجريف والحصار والتجويع والتدمير المنهجي لمقدرات الشعب الفلسطيني .. ؟! 

لو بحثنا في هذا الأمر فسنجد أن هؤلاء السفراء قد تعبوا من الجلوس في مكاتبهم الفارهة فذهبوا للاستجمام والراحة في مصائف أوروبا، وفي منازلهم الفارهة التي اشتروها من دماء الشهداء في العواصم العربية .. !! 

هل وصل إلى مسامعكم أن سفيرا فلسطينيا قد بنى منزلا في الضفة الغربية وقطاع غزة . ؟! 

هل سمعتم أن سفيرا فلسطينيا قد أنشأ مؤسسة أو مصنعـًا لخدمة أبناء بلده في الضفة وغزة . ؟! 

الحقيقة المؤلمة أن سفراءنا الميامين قد بنوا عمارات في عمان ودمشق والقاهرة والرباط وبيروت بأسماء أبنائهم وزوجاتهم وأقاربهم للتهرب من القانون الذي لن يطبق عليهم في وجود مثل هذه السلطة ( من أين لك هذا.؟! ). 

والحقيقة المؤلمة الأخرى أن هؤلاء السفراء قد وضعوا أبنائهم في مناصب قيادية في السفارات والممثليات الفلسطينية من مبدأ “جحا أولى بلحم ثوره”.!  

رحم الله الشهيد عمر النايف الذي اغتالته خلية لجهاز الموساد في قلب السفارة الفلسطينية في بلغاريا التي لجأ لها بعد هروبه من مخابرات العدو الصهيوني معتقدا ان سفارته يمكن ان تحقق الحماية له .. !!